"ليبانون ديبايت"
"فوز صعب لبو صعب" هو الكلام الأدقّ الذي يُمكن أن يَصِف ما حصل أمس في إنتخابات نائب رئيس مجلس النواب، حيث إستطاع هذا الرجل أن يصل إلى هذا المركز بشقّ النفس مع إقفال معظم القوى الوجه في التنسيق مع التيار، فتغلّب على منافسه النائب غسان سكاف ليس "بعضلات التيار" بل من خلال مروحة العلاقات التي نسجها خلال مسيرة سياسية واجتماعية بدأها من العمل الإجتماعي ليمرّ بالعمل السياسي والوزاري والنيابي.
قد يُراود البعض السؤال عن دعم "التيار" الذي أوصله برأيهم إلى هُنا وقبل ذلك إلى وزارة التربية، أما الجواب فيتلخّص بأن كثير من نواب "التيار" ووزرائه لم يَستطيعوا بناء شبكة من العلاقات تسمح لهم بالتواصل مع الجميع، بل مجموعة قليلة منهم لديها المروحة الواسعة من العلاقات السياسية.
بو صعب أثبت بِما لا يُمكن نكرانه أنه نجح في إمتحان الأمس بجهد شخصي، لا سيّما أنه لم يكن خيار التيار الوطني الحر لمركز نائب الرئيس حتى أنّ رئيس التيار كان يُفضّل ترشيح جورج عطا الله إبن دائرته للتعاضد بينهما في المواقف المصيرية، إلّا أنّ بو صعب الذي يَملك مواصفات ذاتية وعلاقات واسعة مع هامش واسع من الإستقلالية عن إلتزامات التيار سمحت له "بالحكي مع الكل" وجعلته الأوفر حظاً ليكون مرشح التيار، بمعنى أنه فرض نفسه كمرشح توافقي مع أطراف لا يُمكن لقادة التيار التأقلم معها.
ووفق هذه المعطيات رأت مصادر مُراقبة للواقع السياسي, أنّ "فوز بو صعب لا يُمكن إحتسابه فوزاً للتيار بل للنائب نفسه لأن "التيار" لو رشّح عطا الله أو غيره فكان من الإستحالة فوزه بالمنصب المذكور، فالأصوات التي أمّنت الفوز جاءت لشخص بو صعب وليس لمرشح "التيار".
والرقم 65 برأي المصادر هو الاثبات بأن ما خسره بو صعب من أصوات "الإشتراكي" الذي صوّت لنبيه برّي ورفض التصويت له إضافة إلى قدامى "تيار المستقبل" عوّضه بو صعب بأصوات مستقلين آخرين من خلال علاقاته الشخصية معهم.
وإذْ تلفت المصادر إلى ما ناله النائب آلان عون مقابل منافسه النائب زياد حواط، فإنّها تضع فوْز الأخير في الخانة نفسها لأنّ نائب "التيار" هو الأقرب بين قيادة نواب التيار إلى بو صعب ومفهومه الإنفتاحي على الجميع عكس ما تنتهجه قيادة "التيار" في سياستها مع الآخرين.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News