رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم الأحد أنه "بتطويب الأبوين ليونار ملكي وتوما صالح يخاطب الله اللبنانيين في الظرف الصعب الذي نعيشه ويدعونا لنفتح للروح القدس عقولنا وقلوبنا ليملأها من المحبة وآن الأوان لنصغي لكلمة الله ولنضع جانباً أصوات مصالحنا الشخصية والفئوية والحزبية لنتمكن من سماع ما يقوله لنا الروح".
وقال الراعي في قداس تطويب الأبوين: "أعطي الروح ليكون نار محبة ونور حقيقة لكل إنسان يولد على وجه الأرض. "فلا يطفئن أحد هذا الروح!" (راجع 1 تس 5/ 19). لا تطفئه يا شعبنا فهو قوة الرجاء والثبات فيك بوجه الأطراف الرسمية والسياسية التي لا تقيم أهمية لك في حساباتها ومصالحها.
وأضاف، "إنها بكل أسف لا تبالي بالشعب أجاع أم افتقر، أذل أم أهين، أبقي أم هاجر، أبكي أم توجع. أمرض أم مات. ما كنا نتصور أن اللامبالاة واللامسؤولية تصل إلى هذا الحد، إنها نزعة التعطيل وذهنية الهدم".
وتابع، "أجل شعبنا يعيش الكارثة: الدولار أطاح حدود المعقول! أسعار المحروقات تحرق! ارتفاع أسعار السلع يفوق قدرات الأفراد والعائلات! فقدان الأدوية يعرض المرضى لخطر الموت! إقفال مدارس ومستشفيات وجامعات يزيد عدد العاطلين عن العمل! سقوط المصارف مع وقف التنفيذ واحتجاز أموال الناس مهدد! نسب الفقر والأمية والبطالة والهجرة ترتفع! أعداد اللاجئين والنازحين فاقت نصف عدد شعب لبنان".
وسأل الراعي: "من يصدق أن لبنان زهرة الشرق، منارة الشرق، سويسرا الشرق، كوكب الثقافة في الشرق يبلغ هذا القعر".
ورأى أن "آخر تجليات هذا الواقع السيء هو ما آل إليه القضاء الذي يشكو من انحراف بعض قضاته وتحولهم أداة بوليسية في يد السلطات الحاكمة والنافذين، صار الانتقام والكيد المحرك للاستدعاء والملاحقات والتوقيفات، ويشكو القضاء أيضا من تعطيل قراراته".
واستكمل، "والملفات الكبرى تظل مجمدة وفي مقدمتها تعطيل التحقيق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت بشتى الوسائل، وكانت أحدثها إحجام وزير عن توقيع مرسوم تعيين الهيئة التمييزية، ما يشجع الخارجين على الدولة والعدالة من الاسترسال بجرائمهم وتعدياتهم".
وتساءل الراعي قائلاً، "ألا يخجل هؤلاء جميعا من أهل شهداء المرفأ؟ ألا يوبخ ضميرهم هؤلاء الشهداء الذين تمتزج دماؤهم مع دماء الشهيدين الطوباويين الجديدين؟ كيف لسلطة أن تحظى باحترام الشعب إذا لم تكن في نصرة الحق والعدالة؟"، مضيفاً، "لذا، واجب الشعب، وهو يشاهد لعبة المصالح تتجدد بعد الانتخابات النيابية أن يستعد للنضال من أجل استعادة الحق ومنع سقوط لبنان ومن أجل إنقاذ الحياة الوطنية".
وفي سياق آخر قال الراعي: "نحيي بالمناسبة تضحيات الجيش اللبناني في مواجهة المجموعات الخارجة عن القانون، ونعزي بالشهيد الذي سقط في منطقة بعلبك، وندعو بالشفاء للجنود المصابين".
وأشار الى أن "دور الجيش أساسي كل يوم لاسيما في هذه الأيام. ونتمنى أن يواصل الجيش مع القوى الأمنية دوره الأمني الوطني، فيزيل كل ما يسيء إلى صورة لبنان الحضارية البهية، وحيث توجد شعارات تسيء إلى هويته الفريدة. إن محبة اللبنانيين لجيشهم هي القوة الأساسية لهذه المؤسسة الساهرة على أمن لبنان".
وأوضح الراعي أن "عنصر نجاح أي حوار وطني، أتم برعاية خارجية أم بلقاء داخلي أولوي، هو التسليم المسبق بهذه الثوابت التي لا تحتاج إلى إعادة تحديد يومية، فمن لم يفهمها عبر مئة سنة لن يفهما الآن".
ولفت الى أن "في لبنان توجد أطراف رسمية وسياسية تنكر هذه الثوابت وتسعى لخلق لبنان مقطوع من تاريخه. وهو أمر يعطل الحوار سلفا مع أننا نتمناه وندعو إليه ونعتبره اللغة الوحيدة التي يجب أن تسود بين اللبنانيين للخروج من مأساتهم".
وشدد على انه "لا يجوز أن تبقى الدولة أضعف حلقات الوطن، فمن غير المقبول أن يكون إضعاف الدولة الجامع المشترك لأكثرية القوى السياسية، ومن غير المقبول للقوى السياسية القديمة والجديدة أن تتغنى بالتغيير وتمارس سياسة تؤدي إلى تغيير في الوطن لا إلى التغيير في الدولة".
وختم الراعي بالقول: "من غير المقبول أن ينظر الأفرقاء السياسيون إلى بعضهم بعضا نظرة عداء فيما البلاد بأمس الحاجة إلى المصالحة على أسس وطنية واضحة تنطلق من ثوابت لبنان. عسى دماء الشهيدين الطوباويين اللبنانيين الجديدين تغسل كل رواسب الشر في النفوس".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News