إستعادت المقاومة الأوكرانية الزخم العسكري في تصدّيها للاحتلال الروسي في دونباس، حيث أكد حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي أمس أن القوات الأوكرانية باتت تُسيطر على نصف مدينة سيفيرودونيتسك الرئيسية في شرق البلاد والتي تشهد معارك طاحنة. وبعد هجمات مضادة ناجحة رغم النيران الروسية الكثيفة، أوضح غايداي أن "قوّاتنا المسلّحة طهّرت نصف" هذه المدينة الصناعية من القوات الروسية، لافتاً إلى أن القوات الروسية كُلفت السيطرة على المدينة بحلول الجمعة، فضلاً عن شريان نقل حيوي يربط بين مدينتَيْ ليسيشانسك وباخموت المجاورتَيْن.
وتوقّع حاكم لوغانسك إقحام كلّ قوات الاحتياطي المتوافرة لديهم في القتال لأداء هاتَيْن المهمّتَيْن في المستقبل القريب، محذّراً من أنّه ستكون هناك زيادة كبيرة في عدد عمليات القصف بالمدفعية الثقيلة من الجانب الروسي في الأيام الخمسة المقبلة.
وفي سياق متّصل، اعتبرت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار أن الحرب مع روسيا دخلت مرحلة طويلة الأمد تحتاج إلى دعم عسكري متواصل من الدول الغربية إلى حين إلحاق الهزيمة بالقوات الروسية، مؤكدةً أنّه "على الغرب أن يُدرك أن مساعدتنا يجب ألّا تكون ظرفية بل ينبغي أن تتواصل حتّى انتصارنا".
وفي المقابل، هدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرب أهداف جديدة في أوكرانيا، محذّراً من أنه في حال تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى "عندها سنستخلص النتائج المناسبة ونستخدم أسلحتنا لضرب مواقع لم نستهدفها حتّى الآن"، واعتبر أن تسليم الأسلحة إلى كييف يهدف إلى "إطالة النزاع المسلّح بأكبر قدر مُمكن".
وصدرت هذه التصريحات بعد أيام على إعلان الولايات المتحدة قرارها تسليم أوكرانيا قاذفات صواريخ متعدّدة بعيدة المدى، يُمكن أن تُصيب أهدافاً على بُعد حوالى 80 كلم. ويُشير الخبراء العسكريون إلى أن هذا المدى أبعد بقليل من مدى المنظومات الروسية المماثلة، ما سيسمح لكييف بضرب المدفعية الروسية مع البقاء خارج مرمى نيرانها.
توازياً، أعلنت روسيا تدميرها مدرّعات سلّمتها دول من أوروبا الشرقية إلى أوكرانيا في الضربات الجوّية التي استهدفت كييف أمس وكانت الأولى منذ أسابيع. وذكر المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف أن "صواريخ عالية الدقة وبعيدة المدى أطلقتها القوات الجوية الروسية على ضاحية كييف، دمّرت دبابات من طراز "تي-72" قدّمتها دول من أوروبا الشرقية ومدرّعات أخرى كانت في الحظائر".
وفي وقت سابق، تحدّث رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو عبر "تلغرام" عن "انفجارات عدّة في منطقتَيْ دارنيتسكي ودنيبروفسكي" في جنوب شرق العاصمة عند الفجر، من دون تحديد ماهية المواقع المستهدفة. وبحسب سلاح الجو الأوكراني، أطلقت قاذفات روسية من نوع "تو-95" متمركزة في بحر قزوين صواريخ "كروز" في اتجاه كييف تمّ تدمير أحدها. كما كشف رئيس الشركة العامة الأوكرانية للسكك الحديد أولكسندر كاميشين أن 4 صواريخ أصابت مصنع تصليح المقطورات في دارنيتسيا.
ديبلوماسيّاً، جدّد البابا فرنسيس دعوته لإجراء "مفاوضات حقيقية" لوقف إطلاق النار والتوصّل إلى حلّ لوضع حدّ للحرب. وقال الحبر الأعظم من نافذة مطلّة على ساحة "القديس بطرس": "مع استعار الدمار والموت الذي يؤجّج تصعيداً يزداد خطره على الجميع، أُجدّد مناشدتي لقادة الدول: أرجوكم لا تقودوا البشرية إلى الدمار". وكان البابا قد أكد السبت رغبته في زيارة أوكرانيا، لكنّه أوضح أنّه ينتظر "اللحظة المناسبة".
وعلى صعيد آخر، تُجري فرنسا محادثات مع الإمارات لإيجاد بدائل من النفط الروسي الذي فُرض عليه حظر أوروبي، على ما ذكر وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الذي أوضح أن باريس تبحث عن "بدائل من واردات الغاز أو الديزل من روسيا"، لافتاً إلى أن أبوظبي يُمكن أن تكون "على الأقلّ بديلاً موَقتاً من النفط والديزل الروسيَّيْن".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News