أمن وقضاء

placeholder

القدس العربي
السبت 09 تموز 2022 - 08:31 القدس العربي
placeholder

القدس العربي

باحث "إسرائيلي": حزب الله يتحدّى إسرائيل.. وهذه أهدافه من إطلاق المسيّرات!

باحث "إسرائيلي": حزب الله يتحدّى إسرائيل.. وهذه أهدافه من إطلاق المسيّرات!

يدعو باحث إسرائيلي بارز في معهد دراسات الأمن القومي، لإعادة النظر في سياسة ضبط النفس المنتهجة من قبل إسرائيل مع حزب لله واستغلال فرصة راهنة والمبادرة لتدمير قدراته الدفاعية الجديدة في لبنان بدعوى أنه بات يتحداها.

ويقول الباحث أودي ديكل في مقال نشره موقع معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، إن "حزب الله أطلق يوم السبت الماضي ثلاث مسيّرات فوق البحر المتوسط في اتجاه منصة التنقيب عن الغاز الطبيعي في حقل "كاريش" الموجود في المياه الاقتصادية الإسرائيلية المعترف بها دولياً".

ويتابع ديكل: "حلّقت المسيّرات على علو منخفض وببطء كي لا تكشفها الرادارات الإسرائيلية، لكن الجيش اعترضها بواسطة طائرة حربية وصواريخ باراك التي أُطلقت من سفن تابعة لسلاح البحر".

ويعتبر أنه "بفضل اكتشاف حقول الغاز البحرية قبل عقدين، بدأت إسرائيل في الأعوام الأخيرة بإنتاج كميات من الغاز تكفي الطلب المحلي، وأيضاً بدأت بتصدير الغاز إلى مصر والأردن، وقريباً إلى أوروبا. موضحا أن منصة التنقيب ترسو في حقل "كاريش" على مسافة عدة كيلومترات جنوبي المنطقة المتنازَع عليها بين لبنان وإسرائيل، بحسب خط ترسيم الحدود الاقتصادية البحرية بين الدولتين، وهي مسألة تجري محادثات بشأنها، بوساطة أمريكية، بهدف التوصل إلى اتفاق على خط الحدود البحرية واستخدام الطرفين حقول الطاقة الموجودة تحت الماء".

يرجح ديكل، أن "هدف حزب الله في ذلك كان تهديد إسرائيل من خلال إظهار قدرته على التسلل إلى منطقة المنصة، وحتى التهديد بشنّ هجوم مستقبلاً، وأيضاً عرض صور جوية كمادة دعائية للحزب".

وحسب الباحث الإسرائيلي، هذه هي أهداف حزب الله: "تقديم نفسه مدافعاً عن مصالح الدولة اللبنانية، وحريصاً على مستقبلها في مجال الطاقة وأن يثبت أنه لا يخاف من إسرائيل، وأنه مستعد للدخول في مواجهة معها وإحراجها، من خلال إظهار قدرته على مهاجمة منصات الغاز في البحر المتوسط. كذلك زيادة التوتر فيما يتعلق بالنزاع على ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان وتقاسُم موارد الطاقة في البحر، وفي الوقت عينه، ردع الشركات الأجنبية عن التوظيف والاستثمار في مشاريع تخدم إسرائيل. ويرى ديكل أيضا أن حزب الله يتطلع لتحسين موقعه إزاء الولايات المتحدة في إطار مساعي وساطة الإدارة الأميركية، أو إحباط إمكانية التوصل إلى اتفاق مدعيا أن حزب الله سيخسر، حينها، مميزاته الناجمة عن نقل النفط الإيراني إلى لبنان، عبر سوريا، وتوزيعه".

ويضيف: "يبدو أن الحزب انطلق من الافتراض بوجود احتمال ضئيل لردّ إسرائيلي في الوقت الراهن بسبب ضعف المنظومة السياسية في إسرائيل وتفضيلها ضبط النفس واستيعاب الحوادث التي تنطوي على إمكانية تصعيدية، وخصوصاً قبيل الزيارة المرتقبة لرئيس الولايات المتحدة جو بايدن إلى إسرائيل والسعودية".

طبقا للباحث الإسرائيلي، يمكن التقدير أن "مَن يقف وراء الكواليس في إطلاق المسيّرات هو إيران، كشريكة في الخطة. ويقول ديكل في هذا المضمار إنه خلال الأعوام الأخيرة، وسّعت إيران بصورة كبيرة صناعتها للمسيّرات من أنواع مختلفة، بما فيها مسيّرات هجومية محملة بمواد ناسفة، ويمكن أن يصل مداها إلى مئات الكيلومترات. كما تحرص إيران على تزويد وكلائها في الشرق الأوسط بالمسيّرات: في سوريا ولبنان واليمن والعراق، وحتى في قطاع غزة. وهكذا تتحول المسيّرات الهجومية إلى تهديد مركزي في شتى أنحاء الشرق الأوسط، من خلال استغلال صعوبة الكشف عنها ومعرفة الجهة التي تقف وراءها، والقيود في الكشف عن مسارها بسبب تحليقها على علو منخفض جداً، والتعامل معها كسلاح إرهابي يُستخدم تحت عتبة الحرب".

كما يقول ديكل، إن "إيران في الأعوام الأخيرة وظفت موارد وجهوداً كبيرة في تزويد حلفائها، في الأساس العراق وسوريا وحزب الله، بمنظومات دفاع جوي متطورة من إنتاج إنتاجها. زاعما أنها زودت حزب الله في لبنان بمنظومة دفاع جوي إيرانية متنقلة يمكن تركيبها على شاحنة، وهو ما يعطيها قدرة على التنقل والاختفاء، وهي تحتوي أيضاً على أجهزة رادار وتعقُّب قصيرة المدى، وذلك بهدف تقليص حرية التحليق الإسرائيلي في الأجواء السورية واللبنانية".

ويضيف: "بالفعل جرى الحديث في العام الماضي عن إطلاق صاروخ أرض- أرض في اتجاه الطائرات الإسرائيلية، أو في اتجاه صواريخ أُطلقت من الجو ومرّت من فوق سهل البقاع".

ويعتقد الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن "أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله يرى أن استخدام المسيّرات ومنظومة الدفاع الجوي خلق نوعاً من توازن استراتيجي في مواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي. منوها أنه بالإضافة إلى ذلك، زاد حزب الله، مؤخراً في استخدامه المسيّرات والحوامات للتصوير من أجل أهداف دعائية ضد إسرائيل بصورة يومية تقريباً، ولمتابعة أعمال بناء العائق الأمني على طول الحدود اللبنانية- الإسرائيلية".

وفي جانب التوصيات، يرى ديكل أن "التدخل الإيراني في الساحة الشمالية لإسرائيل جليّ وواضح: إسرائيل وإيران دخلتا في دينامية يمكن وصفها من خلال رسم بياني تصاعدي من الهجمات المتبادلة -محاولات اغتيال وهجمات سيبرانية شديدة الضرر للطرفين".

ويقول إنه "بإيحاء من إيران، حزب الله يتحدى إسرائيل، ويفحص الخطوط الحمراء التي وضعتها كي يرسم مساحة تحرُّكه ضدها، لكن من دون التدهور إلى مواجهة عسكرية واسعة النطاق. ويقول أيضا إن نجاح حزب الله الكبير هو في إخراج لبنان من ساحة العمليات في إطار المعركة بين الحروب، التي تستخدمها إسرائيل ضد التمركز العسكري الإيراني ووكلاء إيران في سوريا، وفي تقليص حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية".

ويضيف: "درجة أُخرى تبرز في تحدي حزب الله لإسرائيل، هي التسلل بالمسيّرات إلى أراضيها (لدى الحزب مئات المسيّرات لجمع المعلومات الاستخباراتية، وأيضاً للهجوم)، وأيضاً في تشكيل تهديد مباشر لمواقع استراتيجية لإسرائيل في مياهها الإقليمية. وعلى الرغم من نجاح الجيش الإسرائيلي في الكشف واعتراض المسيّرات التي أطلقها حزب الله، فإن عدم وجود ردّ إسرائيلي على التسلل سيؤدي حتماً إلى حادث إضافي يمكن أن يقع في ظروف غير مريحة بالنسبة إلى إسرائيل".

ويعتبر ديكل، أنه "بالنسبة إلى إيران وحزب الله، يوجد إغراء كبير في مهاجمة منصات تنقيب إسرائيلية خارج المياه الإقليمية، بحجة أنها في منطقة تُعتبر موضع نزاع بين الدولتين. وبرأيه لا يمكن استبعاد أن تحاول إيران وحزب الله في وقت قريب اختبار مدى صرامة الحكومة الانتقالية في إسرائيل، وفحص حيز ضبطها للنفس ومحاولتهما خلق فرصة لتغيير قواعد اللعبة في الساحة".

بناءً على ذلك، يقول إنه "يوصي إسرائيل بأن تدرس تحويل الصراع الدائر في المجال الجوي إلى مهاجمة منظومة الدفاع الجوي التي حصل عليها حزب الله في لبنان وذلك لتبليغ الحزب أن إسرائيل لن تتردد في خوض مواجهة، ولن تسمح له بتوسيع حدود وقوة المعركة التي يخوضها ضدها".

ويخلص للقول: "لكن هذا ينطوي على خطر تصعيد بسبب حاجة حزب الله إلى الرد، ولأن نصر الله نفسه لم يقل كلمته الأخيرة. التوقيت الحالي مع الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان، والنقاش بين الدول الكبرى وإيران بشأن تجديد الاتفاق النووي، ليس ملائماً لتصعيد واسع النطاق، أو حرب بالنسبة إلى الحزب وإيران، لذلك، من المتوقع أن يحاول الحزب تقليص المواجهة إلى تبادُل ضربات محدودة في الزمن والقوة، من دون الانزلاق إلى معركة واسعة وطويلة".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة