"ليبانون ديبايت"
وصل ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، أمام مفترق حاسم، في ضوء معلومات ديبلوماسية متداولة في بيروت، عن أن أسابيع معدودة، تفصل عن بلورة الحلول النهائية، والتي لا تكشف المعلومات عن طبيعتها لجهة ما إذا كانت إيجابيةً أم سلبية.
لكن الدعوة الطارئة التي وجهتها الخارجية الأميركية، للمسؤولين اللبنانيين للتعاطي بجدية مع عملية تشكيل حكومة قادرة على تسريع الإصلاحات والإنقاذ، توازياً مع التأكيد على دعم عملية الترسيم، قد رسما ملامح مختلفة للمشهد الداخلي.
وقد قرأ سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد، في الموقف الأميركي، تركيزاً متجدّداً وإصراراً على وجوب أن تنجز الحكومة اللبنانية والمجلس النيابي كل التشريعات المطلوبة من صندوق النقد الدولي من أجل استكمال عملية المفاوضات.
وأكد السفير شديد لـ"ليبانون ديبايت"، أن هذا الإصرار هو عنوان السياسة الأميركية للحفاظ على استقرار لبنان، ولذلك، فهي تحاول السعي من خلال عدة وسائل إلى حلّ الأزمات كأزمة الطاقة، عبر محاولة إيصال الكهرباء من الأردن ومصر عبر سوريا، وبالتالي، اعتبر أن حثّ المسؤولين على تأليف حكومة في أسرع وقت ممكن، وإجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها وإقرار الإصلاحات، تندرج في سياق تعزيز مناخات التهدئة والإستقرار.
وعن التشريعات الإصلاحية الضرورية لاستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، لفت السفير شديد، إلى أنها تشمل إقرار قانون الكابيتال كونترول والتعديلات على قانون السرية المصرفية بالدرجة الأولى وإصلاح القطاعات الرسمية، كونها تشكّل جسر العبور إلى البرنامج التمويلي من صندوق النقد.
ورداً على سؤال عن إمكانية أن يؤدي هذا "الإصرار" الأميركي، إلى الدفع باتجاه إنجاز هذه القوانين وإنقاذ لبنان، أوضح السفير شديد، أن الإهتمام الأميركي واضح بلبنان، وقد ظهر ذلك في قمّة مجلس التعاون الخليجي، وفي البيان المشترك الأميركي - السعودي، ولكن الرسالة الأساسية للبنانيين هي "ساعدوا أنفسكم كي نساعدكم".
كذلك، شدّد على أن هذا الإهتمام ليس أميركياً فقط بل فرنسي وعربي وخليجي، والذي ينبع من الخشية من أي تصعيد أو تدهور للوضع الإجتماعي في أيلول المقبل، في ظل التهديدات الأخيرة ل"حزب الله"، ذلك أن ما من جهة دولية أو عربية، تريد حصول اضطرابات أو حروبٍ في المنطقة.
وعن ملف الترسيم، كشف السفير شديد، أن المناخات تقترب من الإيجابية لدى الخارجية الأميركية، وقد يكون الملف الوحيد، الذي يتقدّم راهناً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News