لم يعُد المريض المضمون مضمونًا بالمعنى الفعلي للكلمة. التغطية الاستشفائية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي باتت زهيدة جدًا مقارنة بالفاتورة الاستشفائية. يدفع المريض نحو 90 الى 95 بالمئة كـ"فروقات" ضمان من جيبه الخاص، أما الضمان فيتحمّل من 5 الى 10 بالمئة فقط، بينما في الواقع يجب أن تكون الصورة معكوسة. كل هذا ونحن نتحدّث عن فواتير استشفاء "تقصم" ظهر المريض نظرًا لتحولها من سعر صرف 1507 ليرات الى نحو 30 ألف ليرة للدولار الواحد. كلفة الاستشفاء العالية دفعت مرضى كثيرين للاستدانة، تمامًا كما دفعت البعض الى بيع ممتلكات من أرض ومنزل وذهب وغيرها لتسديد الفواتير العالية التي باتت أكبر بكثير من قدرة المريض على التحمل.
ولا يخفى أنّ فاتورة الاستشفاء تختلف من مستشفى الى آخر، بحسب هامش الربح الذي يبغيه كل واحد منها. أحد المستشفيات زوّدنا ببعض الأسعار التي يدفعها المريض المضمون وتشمل فرق الضمان وما لا يغطيه، ما يُبيّن "الحِمل" الذي بات ثقيلًا على المرضى المضمونين. الفاتورة التي يدفعها المريض بدل عملية قلب مفتوح تبلغ 140 مليون ليرة. فاتورة عملية توسيع شرايين القلب "بالبالون والراسور" تبلغ 50 مليون ليرة. فاتورة تمييل قلب 8 ملايين ليرة. فاتورة عملية ماء زرقاء في العين تبلغ 20 مليون ليرة. فاتورة عملية مرارة تبلغ 18 مليون ليرة. فاتورة ولادة طبيعية 10 ملايين ليرة، أما القيصرية فـ18 مليون ليرة. هذه الأسعار تبدو ثقيلة على المريض رغم أنّ المستشفى الذي يعتمدها لا يتقاضى أرباحًا غير واقعية، فما بالنا بأرقام الفروقات "المخيفة" التي يدفعها المضمون في مستشفيات أخرى تتقاضى أرباحًا خيالية؟!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News