توافد المئات من أنصار زعيم التيار الصدري، السبت، إلى ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد للتظاهر، في ظل انتشار مكثف لقوات الأمن والشرطة ووحدات الجيش في بغداد. التظاهرات تأتي بعد ثلاثة أيام من اقتحام مبنى البرلمان في المنطقة الخضراء المحصنة، فيما الأزمة السياسية تزداد تعقيداً في البلاد.
وأفادت وكالة "بغداد اليوم" بانتشار أمني مكثف لفرقة القوات الخاصة داخل المنطقة الخضراء بالتزامن مع التظاهرات.
ورفع غالبية المتظاهرين الأعلام العراقية، فيما حمل آخرون صوراً لمقتدى الصدر، مرددين شعارات مؤيدة له، فيما تجمّعوا على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تضم مؤسسات حكومية وسفارات أجنبية، جرى تحصينه بحواجز إسمنتية. وتسلّق المتظاهرون الحواجز الإسمنتية التي تمنع عبور الجسر، وفق المراسل، وردّدوا عبارة "كل الشعب ويّاك سيّد مقتدى".
وجدد المتظاهرون كذلك رفضهم لاسم محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، والذي رشّحه لهذا المنصب خصوم الصدر السياسيون في الإطار التنسيقي الذي يضم كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران.
بدء تدفق أنصار التيار الصدري إلى وسط بغداد للتظاهر #العربية pic.twitter.com/3eoaRsfCAk
— العربية (@AlArabiya) July 30, 2022
وأفادت "العربية" و"الحدث" بأن المتظاهرين من أنصار مقتدى الصدر يتوافدون على بغداد من محافظات أخرى، مضيفاً أن المتظاهرين عبروا حواجز الأمن في جسر الجمهورية، ووصلوا إلى المنطقة الخضراء من جهة بوابة وزارة التخطيط وسط بغداد. وأضاف أنهم أزالوا الحواجز الإسمنتية التي وضعتها قوات الأمن في ساحة التحرير.
وأضاف أن المحتجين يطالبون بمحاسبة الفاسدين ويرفضون ترشيح "السوداني" لرئاسة الحكومة، مشيراً إلى أن هناك تعليمات من التيار الصدري لأنصاره بالتزام الأمن والانضباط خلال التظاهرات.
وقد أدت التظاهرات لإلغاء جلستين لمجلس النواب، الخميس الماضي واليوم.
وفي وقت سابق، أكدت مصادر "العربية" و"الحدث" أن تعزيزات كبيرة من قوات الجيش دخلت إلى العاصمة بغداد قبيل تظاهرات مرتقبة، اليوم السبت. كما وجهت الداخلية العراقية قوات الشرطة بالمحافظات بتكثيف حراستها لمقر الأحزاب.
وكان العشرات من أنصار التيار الصدري قد تظاهروا أمام مكتب رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم وسط بغداد، احتجاجا على خطاب الحكيم بشأن التظاهرات الصدرية الأخيرة، واقتحام المنطقة الخضراء ومجلس النواب، واعتبارها تجاوزا للإطار القانوني.
هذا بالإضافة إلى دعوته ساسة البلاد إلى وقف ما وصفه بخطابات التأجيج والتأزيم.
من جهته، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تغريدة على حسابه بـ"تويتر": "في بداية شهر محرم الحرام نذكّر الجميع بقدسية الشهر، وندعو إلى التحلي بالحكمة مبتهلين إلى الله أن يديم علينا نعمة المحبة والاستقرار".
بدوره، دعا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي المواطنين العراقيين إلى ما أسماه بمنع انزلاق الأوضاع في العراق. وفي تغريدة على "تويتر"، قال الحلبوسي إن على الجميع تحمل المسؤولية تجاه البلاد للحفاظ على مصالح الشعب، مضيفاً أن من لايهتم لأمر العراقيين ليس منهم.
وقبل ذلك، ووسط إجراءات أمنية مشددة، توافد أنصار التيار الصدري إلى ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، استعدادا للتظاهرات المرتقبة اليوم، احتجاجا على ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة.
من جهته، أكد رئيس اللجنة القانونية بالبرلمان العراقي محمد عنوز، عدم عقد جلسة للبرلمان اليوم السبت.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن رئيس اللجنة القانونية قوله، إن الأكراد لم يتفقوا بعد على تسمية مرشح لرئاسة الجمهورية.
وأضاف في تصريحه للوكالة أن هناك شللا أصاب جلسات مجلس النواب بسبب الوضع السياسي الراهن.