"ليبانون ديبايت" - محمد المدني
سُئل رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية، عن ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، فأجاب: "نحن مع كل ما يصبّ في مصلحة الوطن". في اليوم ذاته وجّه قائد الجيش رسالةً إلى العسكريين قائلاً: "إبقوا على جهوزيتكم لمواجهة الأطماع الإسرائيلية في ثرواتنا الطبيعية"، من جانبه رئيس "التيّار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، قال يوم أمس: "باقون على العهد إن كنا في العهد أو خارجه".
تصريحاتٌ لافتة لا يمكن إلاّ أخذها بعين الإعتبار، ومفادها أن احتمال وصول قائد الجيش إلى سدة الرئاسة، أمرٌ واردٌ جداً، بل مطروح بقوة داخل المطابخ السياسية وعلى طاولة المباحثات الدولية. فرنجية، الذي لم يهاجم ترشيح قائد الجيش، وباسيل الذي أعلن بطريقة مبطّنة، خروجه من المنافسة، وعون الذي، بتصريحه الأخير، ظهر وكأنه يراسل "حزب الله"، وكأن الأخير ينتظر من عون إشارات محدّدة للسير به نحو بعبدا.
حتى الآن، لم يُحدّد الحزب موقفه من رئاسة الجمهورية، يريد ترك هذا الملف للحظات الأخيرة. لكن وفقاً للتجارب السابقة، ما يهمّ "حزب الله"، هو أن يكون موقف أيّ رئيسٍ للجمهورية إيجابياً تجاه دور المقاومة، وأن لا يكون منحازاً لفريق سياسي معين، وأن يحمل مشروع الإصلاح، ويكون قادراً على اتخاذ قرارات مستقلة دون أن يخضع للضغوط الخارجية.
من المعروف أن للحزب مصلحة بأن يكون رئيس الجمهورية من فريقه السياسي، وفي المرحلة المقبلة سيدعم ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، لأنه حليفه أولاً، وحليف النظام السوري ثانياً. كما أن فرنجية يؤمن بدور الحزب وما يسمّى بدور المقاومة، وبالتالي، هو أقرب الشخصيات للحزب كمرشح لخلافة الجنرال ميشال عون.
لكن، بحسب مصادر مطلعة، فإن "حزب الله" لا يستطيع دعم فرنجية من الآن، أولاً لعدم حرق إسمه في السوق الرئاسي، وثانياً، كي لا يُقال أن الحزب خسر معركة رئاسة الجمهورية في حال أخفق في إيصال فرنجية.
في حال لم يكن فرنجية هو الرئيس الجديد، بالطبع لن يكون أحدٌ من الفريق السيادي أو التغييري، وحينها سيتمّ البحث عن رئيس تسوية، يشكّل انتخابه نقطة تقاطع إقليمية ودولية وداخلية، وهذا الرئيس، يمكن أن يكون قائد الجيش.
تجزم المصادر أن "حزب الله" ليس مغرماً بقائد الجيش في هذه المرحلة، فهو يعتبر أن له علاقات عربية وأميركية قوية، والولايات المتحدة تدعم الجيش اللبناني من خلال شخص العماد عون، والحزب لا يستطيع أن ينتزع ضمانات من قائد الجيش بموضوع سلاحه، لجهة عدم طرحه على طاولة البحث في الولاية الرئاسية. لكن إذا حصل الحزب على هذه الضمانات، سيذهب بالتأكيد إلى تسوية توصل قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، أمّا إذا لم يحصل على هذه الضمانات ستكون هناك صعوبة بأن يوافق عليه.
لكن بقدر ما يكون قائد الجيش مقبولاً ضمن تسوية إقليمية ودولية مع رضى داخلي، يكون رئيساً للجمهورية. وعندما نتحدث عن تسوية خارجية، ستكون إيران حتماً جزءاً منها، وفي هذه الحال سيقبل "حزب الله" بقائد الجيش رئيساً للجمهورية.
من جهة أخرى، تقول أوساط قوى المعارضة، أن قائد الجيش ليس على خلاف مع الحزب، وعلاقته جيدة مع معظم الأطراف إن لم تكن جميعها، ويتمتع بصدقية المؤسّسة التي يرأسها كون هذه المؤسسة مطمئنة للبنانيين بشكلٍ أو بآخر.
وتشير، إلى أن عون قد لا يكون المرشح المثالي، لكنه في الطليعة. يتمتع بعلاقات عربية وغربية ممتازة، لا يخيف "حزب الله"، لأنه في حال تمّ انتخابه لن يحاول اختراق القواعد السائدة في لبنان. وبالتالي، وبما أن رئاسة الجمهورية هي استحقاق داخلي إقليمي ودولي، يمكن أن يقع الإختيار على قائد الجيش، وأن يوافق عليه الحزب، بناءً على خارطة طريق توضع بينه وبين الحزب لأجل إدارة مرحلة ما بعد ميشال عون.
وتختم، "قد يحتار حزب الله بين هذين المرشحين، أي بين فرنجية وعون، لكنه حتماً ليس في مصلحته تكرار تجربة ميشال عون الذي سبّب ضرراً كبيراً لحزب الله، خصوصاً في بيئته، لذلك، لا يمكن التنبوء بالطريق الذي سيسلكه الحزب، نحو بنشعي أو باتجاه اليرزة؟".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News