شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، لقاءات تناولت شؤوناً وزارية وسياسية وتربوية، فيما تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الأوضاع العامة في البلاد والمواضيع الحياتية.
وزارياً، استقبل الرئيس عون وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب وعرض معه لعدد من المواضيع المتعلقة بالتطورات الدولية الاخيرة، ومسألة التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل".
كما تطرق البحث إلى أوضاع الدبلوماسيين اللبنانيين في الخارج، إضافة الى آخر المعطيات المتصلة بعملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، فضلاً عن موقف لبنان من المواضيع المدرجة على جدول اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في دورتها العادية التي تبدأ بعد ايام. وتطرق البحث ايضاً الى ملف النازحين السوريين والاتصالات التي تقوم بها وزارة الخارجية في هذا الشأن.
وزارياً أيضاً، استقبل الرئيس عون وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال القاضي هنري خوري وأجرى معه جولة أفق تناولت عمل المحاكم وأوضاع القضاة، إضافة إلى شؤون تتعلق بسير العمل في وزارة العدل.
سياسياً، استقبل الرئيس عون الوزير السابق جان لوي قرداحي، وعرض معه للأوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية الأخيرة.
سياسياً أيضاً، إستقبل الرئيس عون النائبة السابقة لرئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع والخارجية والمغتربين بالوكالة زينة عكر التي عرضت مع الرئيس عون للأوضاع العامة في البلاد، وقدمت اليه الكتاب الذي اعدته عن انتخابات مجلس النواب اللبناني 2022، ارقام واحصاءات وصدر عن "الدولية للمعلومات".
ونوّه الرئيس عون بالجهود التي بذلت لإنجاز الكتاب وما تضمنه من معلومات وأرقام.
على الصعيد التربوي، إستقبل الرئيس عون الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر والأخت باسمة الخوري من الأمانة العامة، وتم عرض للواقع التربوي في البلاد وأوضاع المؤسسات التربوية عموماً والمدارس الكاثوليكية خصوصاً.
واطلع الأب نصر الرئيس عون على "استراتيجية المدارس الكاثوليكية في مواجهة الازمة الاقتصادية المالية حفاظاً على رسالة التعليم والتربية في لبنان، لا سيما بعد ثلاث سنوات على الازمة التي استنفذت المؤسسات التربوية كل المخزون المدّخر وامتناع المصارف عن تسييل اموال المؤسسات واموال الاهالي الموضوعة لديها".
ولفت الأب نصر إلى أن "هذه الاستراتيجية تقوم على انشاء "صندوق دعم بالدولار" يموّل من قبل الاهالي ومن المساعدات الخارجية والداخلية، بغية رفد راتب المعلم القانوني بمساعدة اجتماعية بالفريش دولار تتراوح بين المئة والثلاثمائة دولار شهرياًَ حسب قدرة الاهل والمدرسة، ومن ثم تغطية حاجة المدرسة الى المازوت لتشغيل المولد الكهربائي وتأمين التدفئة في فصل الشتاء، وتترافق هذه السياسة مع تفعيل السياسات الاجتماعية في كل مدرسة لئلا يكون الحل على حساب الطبقة الفقيرة والمهمشة وهي سياسة من صلب رسالة الكنيسة الاجتماعية لتفتح ابوابها امام جميع الاهل دون اي تمييز او تفضيل. ونحن ملتزمون بهذه الروحية وبهذا النهج الذي يشكل علة وجود المدرسة الكاتوليكية في لبنان".
وأوضح الأب نصر للرئيس عون أن "المدارس الكاثوليكية سوف تعقد مؤتمرها الثامن والعشرين في 1 و7 ايلول الجاري في مدرسة مار الياس للراهبات الانطونيات في غزير، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تحت عنوان: "الحوكمة في المدرسة الكاثوليكية من منظور الدينامية المجتمعية"، علما ان هذه الدينامية دعا الى عيشها والتفكير بها البابا فرنسيس المسيرة السنودوسية التي بدأت من تشرين الاول 2021 وتنتهي في تشرين الاول 2023".
ودعا إلى "اعتماد نظام تربوي حديث ومتطور يحاكي تطورات العالم الرقمي والتكنولوجي"، معتبراً ان "المناهج التربوية الحالية اقرّت في عام 1994 ودخلت حيز التنفيذ العام 1997 واصبحت قديمة".
وأضاف، "بما أن الهدف المباشر حالياً هو استكمال العمل بوثيقة الاطار المرجعي لتصدر بشكل رسمي من الوزارة او من مجلس الوزراء، اقترح تفعيل لجنة الصياغة مع الاستمرار في تجميد سائر اللجان الاخرى، على ان يتم اعادة النظر في تركيبتها لكي تتضمن اكاديميين مختصين لهندسة المناهج وصناعتها، بحيث تضمن التركيبة الجديدة التوازن القائم في البلد وتريح كطل الافرقاء. اما الاقتراح الثاني فيقوم على اعادة تشكيل كل اللجان بعيداً عن تدخل السياسة مباشرة بالشأن التربوي، وبما يحفظ التوازن القائم في البلد ويريح كل الافرقاء، على ان تعنى بالامر لجنة يشكلها معالي الوزير برئاسة رئيسة المركز التربوي ومشاركة البروفسور منير أبو عسلي واشخاص اخرين ينتدبهم معاليه خصوصا لهذه المهمة".
وتطرق الأب نصر إلى ما وصفه بـ"معضلة المدرسة المجانية التي وجدت لتخدم الطبقة الاكثر فقرا ولكنها تجد نفسها اليوم متروكة من قبل الدولة اللبنانية"، مقترحاً "قيام الدولة بدفع مساهماتها لها عن السنين الممتدة من 2017 حتى 2022 وهي لا تتخطى الـ500 مليار ليرة لبنانية عن كل الفترة السابقة او ما يوازي 15 مليون دولار على سعر صرف الدولار الحالي، وان يعمل وزير التربية على اصدار قرار استثنائي في ظل الظروف الاستثنائية، يسمح للمدرسة الخاصه المجانية ان تتقاضى عن التلميذ مبلغ 5 ملايين ليرة للعام الدراسي 2022-2023 بالاضافة الى كلفة صفيحة المازوت والتأمين والطبابة والقرطاسية بالدولار بما لا يتجاوز 50 دولاراً أميركياً".
من جهته، أكّد الرئيس عون "صعوبة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي انعكست على سائر القطاعات ومنها القطاع التربوي والمدارس عموماً"، داعياً إلى أن "يدرس المؤتمر الذي تعقده المدارس الكاثوليكية الواقع الراهن ويضع برنامج عمل يتم درسه في حلقات دراسية متخصصة تصدر عنها قرارات وتوصيات تتناغم فيها ضرورة المحافظة على المستوى التربوي مع أوضاع أهالي الطلاب الاقتصادية والمالية".
وإعتبر الرئيس عون، أن "إدارات المدارس في لبنان كافة مدعوة إلى مقاربة الوضع التربوي بمنظار يأخذ في الإعتبار أن التعليم حق مقدس على الجميع توفيره للطلاب بالتوازي مع عدم ارهاق ذويهم، لاسيما أولئك الذين يواجهون ظروفاً إقتصادية ومالية صعبة بسبب الأوضاع الرهن في البلاد وإرتفاع سعر الدولار قياساً إلى الليرة اللبنانية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News