"ليبانون ديبايت"
يقترب موعد الإستحقاق الرئاسي الاستثنائي في تاريخ لبنان مع إرتفاع منسوب الأزمات غير المعتادة في الحياة السياسية اللبنانية، أبرزها غياب أي مرشح علني ورسمي للقوى السياسية والحزبية المختلفة في لبنان حتى الآن، ما يشير إلى مستقبل "رمادي" و "مجهول" للمرحلة اللبنانية المقبلة.
وفيما تطرح العديد من الأسماء المعارضة للترشح إلى رئاسة الجمهورية وتحديداً من داخل ما عرف سابقاً بقوى 14 آذار، يأتي في سلّم السوابق السياسية غياب أي مرشّح علني لحزب الله ولقوى 8 آذار، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ العام 2005، ورغم التداول بالعديد من الأسماء إلا أنها تفتقر إلى دعم اللاعب الأبرز حزب الله، أي "مايسترو" تحالف قوى الثامن من آذار والذي ساهم في الحافظ على أحجام بعض الكتل النيابية في الإنتخابات النيابية الأخيرة.
وتشير المعطيات الى أن حزب الله يسعى للتوصّل إلى إتفاق على تسمية موحّدة مع حلفائه وتحديداً في ما بين التيّار الوطني الحر وحركة أمل من جهة أو في ما بين رئيس التيّار جبران باسيل والوزير السابق سليمان فرنجية من جهة أخرى، إلا أن الحزب يواجه وبشكل واضح تحدٍ كبير يفرض نفسه يتمثّل بإيجاد الآلية والاستراتيجية السليمة لتحقيق التفاهمات فيما بين هذه القوى قبل الوصول الى موعد الاستحقاق الرئاسي.
وفي هذا السياق أشار الصحافي قاسم قصير في حديث الى "ليبانون ديبايت" إلى أن "حزب لله يحاول ترتيب الأمور بين الحلفاء ولكن لديه مشاكل، الموضوع صعب معالجته، أولوية حزب الله الآن موضوعي الترسيم وتشكيل الحكومة، وهو يدعو إلى التشكيل بأسرع وقت ممكن، لأن عدم التشكيل يزيد من المشاكل بالبلد".
وقال قصير: "حزب الله يحاول ترتيب العلاقات بين حلفائه سواء حركة أمل والتيّار الوطني الحر وسليمان فرنجية ليصل إلى رؤية مشتركة وحتى الآن لم يتم تحقيق نتائج عملية، لكن الإتصالات قائمة ومستمرة، ولكن بحسب معلوماتي الأمور لم تحسم سواء بين فرنجية وباسيل أو بين باسيل والرئيس بري".
وأضاف، "بنفس الوقت حزب الله منفتح على القوى الأخرى مثل حزب الكتائب والنواب التغييريين والنواب المستقلين، ويبدي استعداده للحوار مع الجميع باستثناء حزب القوات اللبنانية، الوحيدين الذين لا يتواصل معهم رغم أنهم أبدوا استعدادهم للتواصل".
وتابع، "حزب الله يحرص على عدم تبنّي أي مرشّح بانتظار بلورة الأمور لمعرفة وجهات نظر الأطراف الأخرى لأنه لا أحد يستطيع حسم الملف الرئاسي وحده، لذلك فإن حزب الله يعمل خلف الأضواء للتواصل مع الجميع والوصول إلى رؤية مشتركة للتخفيف من الأوضاع المتأزمة في لبنان، بظل الوضع الاقليمي، ونحن لدينا تحديات داخلية وخارجية".
وكشف قصير أنه "بالأيام القادمة سيتم تكثيف التواصل بين الجميع سواء مع الحلفاء أو مع الاخرين، السيد نصرالله لديه اطلالة يوم السبت ولا بد أن يقارب الملفات اللبنانية ويقدم رؤية الحزب للمرحلة القادمة".
وأردف، "حتى الآن الحزب يقول ليس لدينا مرشّح وجاهزون للتفاهم مع الجميع وللحوار لإنقاذ البلد ومعالجة مشكلاته".
ولفت قصير الى أن "حزب الله نجح سابقاً بمعالجة الكثير من الأزمات سواء بانتخاب نائب رئيس مجلس النواب أو بانتخاب رئيس مجلس النواب أو بتشكيل حكومة ميقاتي في المرة السابقة".
وأكد أن "التحدي اليوم أصعب ولكن عادة حزب الله يضع استراتيجيات ويسعى لمعالجة الأمور أحياناً بعيداً عن الأضواء وأحياناً بشكل علني"، مضيفاً، "بتقديري الحزب حريص على المعالجة بعيداً عن الأضواء بانتظار تبلور الأمور".
وبحال فشل حزب الله في حل الخلافات بين حلفائه قال قصير: "الله يلطف فينا"، لافتاً الى أن "عدم التوصل إلى تفاهم بين حلفاء الحزب أو بينه وبين القوى الأخرى سيوصلنا إلى مزيد من الإنهيار وإلى فراغ رئاسي بظل وضع حكومة تصريف أعمال وبظل وضع اقتصادي صعب".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News