"ليبانون ديبايت"
كلّ المؤشرات تدل على وصول الإستحقاق الرئاسي إلى لحظةٍ تشبه الإنقلاب على كلّ القواعد القائمة، إنطلاقاً من طلائع التحركات النيابية العلنية والسرّية، التي تحاكي احتمالات الشغور الرئاسي، ولكن من دون أن تلوح في الأفق أي ملامح على إمكان ملاقاة هذه التحركات وتوحيد الأولويات، تفادياً لكلّ ما يتردّد من سيناريوهات عن فوضى محتملة. وعلى هذا الأساس، فإن ما بعد 31 تشرين الأول المقبل، لن يكون كما قبله، في ضوء القناعة لدى كل المرجعيات والقوى السياسية على الساحة المسيحية، بوجود من يسعى إلى تعطيل الإنتخابات الرئاسية، وهو ما دفع بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، إلى رفع سقف المواصفات للرئيس المقبل، وإلى رسم خطوط حمراء تحول دون أن يتحوّل إلى بازار إقليمي ودولي.
هذه القراءة لمصادر وزارية مسيحية سابقة، وضعت ما قاله البطريرك الراعي، عن ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية من البيئة الوطنية الإستقلالية، في سياق قطع الطريق على أية مواصفات قد تضعها جهات خارجية ناشطة على خطّ الإنتخابات الرئاسية. وأكدت ل"ليبانون ديبايت، أن المقصود بصفة "الوطنية"، أن يكون الرئيس المقبل، يعمل فقط من أجل لبنان والمصلحة العليا، ويقدّمها على أي مصلحة أخرى، ويشكّل صلة الوصل بين اللبنانيين، وأن يكون الدستور هو "المرتكز والمستند للعهد الجديد".
ومع وصول مداولات فريق المعارضة إلى مشارف تظهير مقاربة هذا الفريق الرئاسية، فإن المصادر المسيحية، ذكّرت بالصفة الواضحة التي أعطاها البطريرك الراعي، وهي أن يكون استقلالياً، أي أن يكون المرشّح للرئاسة، مع استقلال لبنان وسيادته واحتكار الدولة وحدها للسلاح، وأن يرفض الخضوع لسياسة الأمر الواقع، وأن لا يتأثر بموازين القوى السياسية.
وبالتالي، من الواضح بحسب هذه المصادر، أنه عندما يقول البطريرك الراعي: "نريد رئيس جمهورية من البيئة الإستقلالية"، يعني ذلك أنه "لا يجب أن يكون الرئيس من محور 8 آذار، وبالطليعة النائب جبران باسيل، لأن هذا المحور هو محور غير استقلالي، لا سيما وأن مكوّناته وشخصياته هي حليفة ل"حزب الله"، وبمجرد أن تكون حليفة للحزب، فهي غير إستقلالية، لأن الحزب من خلال تمسّكه بسلاحه وبدوره، يطيح بالإستقلال اللبناني".
ويعكس هذا الموقف، حزم البطريرك الراعي، وتشدّده بضرورة وصول رئيس جمهورية غير خاضع للدويلة ولفريق الأمر الواقع، حيث كشفت المصادر عينها، أن هذا الأمر، يعيد التذكير بما حصل مع المطران موسى الحاج، الذي يدخل أيضاً في هذا السياق، لأن الموقف الحازم والمتشدد بوصول رئيسٍ إستقلالي، قد أزعج العهد و"حزب الله"، لأن البطريرك الراعي، له كلمته وتأثيره، ما يشكّل قلقاً لدى فريق 8 آذار، خصوصاً وأن رئاسة الجمهورية، موقع مسيحي، ويريد البطريرك أن يشكّل استمراراً للكنيسة المارونية لدورها في إنشاء لبنان، ولا يريد رئيساً تابعاً لمحور إيراني، وبعيد عن نهج المؤسّسات اللبنانية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News