المحلية

الأربعاء 14 أيلول 2022 - 07:59

"المدينة عرضة للتفجير"... هل من بصمات إرهابية في جريمة طرابس؟!

"المدينة عرضة للتفجير"... هل من بصمات إرهابية في جريمة طرابس؟!

"ليبانون ديبايت"

لا تزال ارتدادات جريمة طرابلس "المروّعة" التي حصلت مساء الجمعة الفائت داخل محلٍ للهواتف الخلوية، ضائعة بين فرضيات عدة، أثقلها فرضية الإرهاب، وأخفّها فرضية السطو المسلّح بهدف "التشبيح" والحصول على الأموال.

وبحسب ما أوضح بيان للجيش، فإن المنفذ ( خ.ع)، كان على رأس مجموعةٍ من 4 مسلحين كانوا على متن دارجتين ناريتين، واقتحم محلاً للهواتف الخلوية، واشتبك مع المتواجدين فيه وقُتل على الفور، فأقدمت المجموعة التي ترافقه وكانت تنتظره خارجاً، على إطلاق النار ما أدى الى سقوط صاحب المحل محمود خضر والشقيقين محمد وعمر الحصني.

وعقب الجريمة، نفّذت مخابرات الجيش مداهمات عدة تمكنت على إثرها من إلقاء القبض على متورطين اثنين، وأعلنت أن (خ.ع)، من أصحاب السوابق الإرهابية، وهذا ما أدى الى تناقل معلومات حول الجريمة وربطها بالإرهاب.

وفي هذا السياق كشفت مصادر أمنية لـ "ليبانون ديبايت" أن مدينة طرابلس "مزروعة بكاميرات المراقبة من قبل فرع المعلومات وبالتالي من السهل كشف ملابسات الجريمة".

وأشارت المصادر إلى أنه "بغضّ النظر حول ما إذا كانت الجريمة إرهابية أو جنائية، إلاّ إنها تصبّ في خانة توتير الأجواء في ما بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، فالحادثة أعادت إحياء التوتر، وبالتالي فإن أي حادثة جديدة، سترفع مستوى التوتر، وقد تحوّل طرابلس إلى بؤرة ساخنة معرّضة للتفجير".

وعن وجود خلايا إرهابية نائمة قالت المصادر: "الجميع يعلم أن الخلايا النائمة موجودة"، مذكّرةً بـ "جريمة كفتون في منطقة الكورة التي حصلت في العام 2020 ، وذهب ضحيتها ثلاث عناصر من شرطة البلدية".

في المقابل، أكد الصحافي غسان ريفي أن "التأويلات كثيرة، ولكن طريقة التنفيذ تشير إلى أنها سطو مسلّح، وبحسب كلّ شهود العيان، فقد دخل الجاني خالد عبد المجيد إلى المكان، وأطلق النار على قدمي الشاب في الخارج ، وبقي من كان برفقته في الخارج".

واعتبر ريفي أنه" لو كان الهدف هو التصفية العامة، لكانوا قتلوا الشاب الموجود في الخارج، وإذا كانت عملية إرهابية، فلم يكن من داعٍ ليدخل الأول إلى المحل ويعرّض نفسه للخطر ويموت، فالواجهة زجاجية والباب مفتوح، وكان يمكنه أن يرمي قنبلةً ويطلق النار ويقتلهم كلهم كما يحصل عادةً بالعمليات الإرهابية".

وأوضح أن "إطلاق النار على قدمي شخصٍ ما، ثم إطلاق النار في الهواء للترهيب، يعني أن الهدف هو السرقة، ولكن من غير المعلوم ما إذا كانت السرقة بهدف الزعرنة أو التشبيح أو الإرهاب أو السرقة فقط، وهذا الأمر هو بعهدة القوى الأمنية".

ومن هنا وحرصاً على مدينة طرابلس، دعا ريفي إلى "وضع الجريمة في إطارها الصحيح، وعدم استباق التحقيق والذهاب نحو فرضية الإرهاب، لأن أكثر ما يثير الغضب، أن يقول صحافيٌ أو مغردٌ، إن العملية إرهابية، وعندما تسأله، يجيب إنها معلومات". وأكد أن استباق التحقيق بهذا الشكل هو استخفافٌ بحياة الناس ودمائهم وبسمعة المدينة".

وأردف ريفي، "إن المهاجم من خربة داوود، والإثنين اللذين قتلا من ببنين عكار، وصاحب المحل من جبل محسن، ولذلك لا يمكن نسب هذه العملية إلى أبناء طرابلس، المدينة المفتوحة على كلّ المناطق والتي يتواجد فيها إبن عكار ووادي خالد والمنية والضنية".

وقال: " ممنوع أن يصف أي شخص العملية بالإرهابية، لأن مخابرات الجيش تحقّق بالملف، و حتى الآن هي عملية سطو، وخلفياتها مجهولة، وقد يكون الفاعلون ينشئون خليةً للحصول على المال، ولكن لا أحد يمكنه تأكيد هذا الأمر، وعلى كلّ من يتحدث عن معلومات أن يكشف مصدرها، ومن غير الجائز ربط أي حادثة إطلاق نار في طرابلس بالإرهاب، ولو كان هناك من يريد قتل أي شخص ضمن عملية إرهابية أو أنه مكلّف بالقتل، بإمكانه قتله من دون الدخول إلى مكان عمله".

وعن احتمال أن يكون الهدف إشعال فتنة مع منطقة جبل محسن، قال ريفي: "لم تحصل أيّ ضربة كفّ في جبل محسن منذ العام 2014، رغم أنه في حينه، كان المغدور محمود خضر، وهو من جبل محسن، يعمل في محله ولم يتعرض له أحد، ولكن هناك جهات في جبل محسن وطرابلس لديها مصلحة بحصول توتر".

وانطلاقاً ممّا تقدم، اعتبر ريفي، أن "مؤشّر العملية سطو، لكن الأهداف والخلفيات غير معروفة، وعلى مخابرات الجيش أن تكشفها"، رافضاً "رسم السيناريوهات عن داعش وخلية إرهابية"، وقال: "أعطوني من أين مصدر المعلومات لنعتمده، لا أحد لديه معلومة"، مشدداً على أن "العملية صعبة والجريمة مروعة والخسارة كبيرة، ومن حيث الشكل، هي عملية سلب، دخل بقدميه حاملاً قنبلةً ورشاشاً، وأطلق النار بشكل ترهيبي، لكي يسمح بدخول الأشخاص الأربعة الذين كانوا معه، ويسرقوا 30 هاتفاً أو الغلّة".

وختم ريفي بالإشارة إلى أن "المحل يقع في منطقة تكثر فيها المصارف والجريمة حصلت في يوم عطلة، أي أن الحركة في الشارع كانت معدومة، كما أنه يغلق أبوابه يومي السبت والأحد، ما يعني أن الغلّة معه، فالمهاجمون لم يأتوا في النهار لقتل صاحبه، بل مساءً لسرقة الأموال والبضاعة، ولا يبدو أن خلفيات الحادث إرهابية".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة