أقامت حركة الناصريين المستقلين-المرابطون لقاءً جماهيرياً حاشداً، بمناسبة الذكرى الـ40 لاندحار "العدو الإسرائيلي" عن بيروت، والذكرى الـ50 لارتقاء الرئيس جمال عبدالناصر إلى باريه، أمام لوحة الصمود والتحدي المرابطون في منطقة المتحف-بيروت، بحضور عدد من الشخصيات الديبلوماسية، والقوى والأحزاب الوطنية الفلسطينية.
وافتتح اللقاء بالأناشيد الثلاثة، اللبناني والفلسطيني والمرابطون، وكانت كلمة لـ عبد الحكيم جمال عبد الناصر، قال فيها: "في هذه الذكرى الحزينة التي فقدت مصر والأمة العربية وكل أحرار العالم، الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، في هذا اليوم نجدد العهد والتأكيد أننا على طريق العروبة سائرون، وعلى المبادئ والأهداف الذي قام من أجلها الزعيم الخالد في ثورة 23 تمّوز سائرون".
وأضاف, "حيا عبدالناصر الشعب اللبناني العظيم، الذي رغم كل المؤامرات التي تحاك ضده، وكل حملات الاستغلال الذي يقوم بها أعداء هذا الشعب ما زال صامداً في وجهه تلك المؤامرات الغاشمة".
وتابع, "في هذا اليوم الحزين، نعاهد زعيمنا الخالد جمال عبدالناصر أن لا نتخلى عن عروبتنا، وأن لا نتخلى عن أوطاننا، وسنبقى دائماً يد واحدة ضد هذا المستعمر و "العدو" الغاشم والغادر الذي يريد أن ينال من وطننا العربي في كل مكان وكل قطر، وإن شاء النصر قادم لا محال".
وكانت كلمة السفير الفلسطيني أشرف دبور اعتبر فيها الثورة الفلسطينية أنها, "وُجدت لتبقى ولتنتصر، موجّهاً التحية إلى روح ياسر عرفات الذي اطلق ورفاقه الثورة الفلسطينية".
وأشار دبور إلى أنَّ, "إقامة ذكرى يوم التصدي والصمود في المتحف يجسد أهم مراحل النضال للقوات المشتركة الفلسطينية، لأن هذه البقعة الجغرافية في قلب بيروت التي قاتلت فيه المقاومة الوطنية اللبنانية، وتصدوا بكل شجاعة وبسالة وصمدوا لمدة 48 ساعة في وجه أعتى جيوش العالم، وألحقوا بها الهزيمة ولم يتقدموا سوى 14 متراً، استناداً إلى بيان الناطق الرسمي باسم الجيش العدو الاسرائيلي، أي أن تقدمه في ميدان سباق لم يتعدّ مسافة طول دبابة الميركافا".
ووجّه دبور رسالة إلى روح جمال عبد الناصر، "طمأنه فيها أن رجاله أوقفوا من هذا المكان وفي هذا المكان المحتل الغاشم، ومن هنا كانت البداية لدحر العدو الاسرائيلي خارج الأراضي اللبنانية على يد المقاومة".
وأكّد دبور في كلمته أنَّ, "الشعب الفلسطيني سيبقى موحَّداً على الرغم من كل المؤمرات التي تتعرض لها الأمة، واعداً بالاستمرار في طريق التحرير حتى جلاء المحتل عن أرض فلسطين".
ومن جهتها قالت المحامية بشرى الخليل: "نحن مدعوون اليوم تحت عنوان مناسبتين وهما في الواقع مناسبتان نقيضتان، الأولى حزينة ولا يزال حزنها ممتد ينهش في صدورنا منذ 28 أيلول عام 1970 حتى اليوم، لحظة ارتقاء الزعيم العظيم التاريخي جمال عبدالناصر".
وأضافت, "الثانية سعيدة حيث سطر لبنان وسطرت بيروت ملاحم بطولية، كسرت غطرسة المحتل الاسرائيلي الداخل إليها عبر الحديد والنار، وأجبرته على الفرار وهو يصيح بأعلى صوته:"لا تطلقوا النار، إننا منسحبون".
وتابعت, "كانت الثانية التي شهدت ولادة المقاومة التي كبرت واشتذ عضدها إلى أن أصبحت ما هي عليه اليوم، منهية عصر الهزائم عن الأمة ومسجلة ولادة عصر الانتصارات، كانت هذه كفيلة بأن تزيل المرارة في قلوبنا، بخسارة الأمة لجمال عبدالناصر".
ولفتت الخليل إلى انه, "لو أن عبدالناصر كان حاضراً معنا؟ تخيلوا لو اجتمع في وقت واحد عبدالناصر مع زعماء الأمة في مشارقها ومغاربها والمقاومة الشعبية في فلسطين ولبنان، تخيلوا ما الذي كنا سنكون عليه الآن، هل كان لا يزال ثمة مسخ اسمه اسرائيل في فلسطين، "كنا أكلنا اسرائيل بلقمة".
واستكملت, "لم يكن خبر وفاة عبدالناصر في تلك الليلة من الاخبار التي يمكن ابتلاعها، أو يمكن تقبلها، وكأن عبدالناصر رجل عصي على الموت، أو أن الموت ممكن أن يدرك أي إنسان إلا عبد الناصر, في ذلك اليوم وقفت جويا على اجر ونص عندما خرج صوت سامي فواز وهو ينتحب لينقل إلينا خبر وفاة جمال عبدالناصر، الله أكبر، لا زلت أذكر دموع سعيد فريحة التي فوجئنا بها، واذكر جوابه عند سؤاله عن دموعه، قال: "لا ابكي عبد الناصر، ابكي على ما سوف يحل بنا جميعاً بعد عبدالناصر".
وأوضحت الخليل, "حصل، لو كان عبدالناصر على قيد الحياة لما وقعت الحرب في لبنان ولما حوصر العراق ولما علقت قيادته على المشانق، لو كان على قيد الحياة لما تجرأ أحد من صغار الأمة أو حتى كبارها على اللعب بأمن سورية, لو كان عبدالناصر حاضراً وقت حرب تموز لدخل جيش مصر والشام ورفع رايات التحرير في قلب تل أبيب. ولو كان عبدالناصر حاضراً لما استطاعت أميركا أن تحاصر دولة بعد أخرى وتمنع عنا الكهرباء والدواء والماء والخبز، وكل ما يحفظ كرامتنا في هذه الحياة".
وكانت كلمة للأسير نبيه عواضة، رأى "أننا من هنا من على أرض بيروت دوّنا عبارات الشرف "شرف القتال" إلى آخر الطلقات، عبارات الصمود تحويل الجوع إلى صيام ينتظر، افطار النصر، عبارات البطولة، أنحكي أنروي كيف قارع الشهيد الدبابة بدمه عند بوابة الحياة، أشدنا صرح بيروت حضرت حيفا فينا".
وأضاف أن, "اسم بيروت حاضر في وجداننا وهي اسم العلم للمقاومة والمبتدأ في الحرية، حرية الناس والطرقات التي أصبحت لنا وقد كانت لنا، استعدناها دون تدنيس بأحرف عبرية، بقيت شوارعنا كما هواء بيروت نظيفة كضحكات المقاتلين والفدائيين وقد صاروا مقاومين".
وأشار إلى أنَّ, "بوابة بيروت هنا تاريخ أقوى من كل المتاحف، شاهدة على عصر الانتصارات، من ميلبون إلى الويمبي ، ومن جنين إلى رام الله غلى بسترس غلى منشية عبدالناصر وخلدة وقلعة الشقيف وعيتا الشعب ومارون الراس، إلى قهر الغزاة سهل الخيام".
ووألقى مصطفى حمدان أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين-المرابطون كلمة قال فيها: "أعز ما نبدأ به احتفالنا في ذكرى دحر العدو اليهودي عن ارض بيروت نحن المرابطون والقوى الوطنية المشتركة اللبنانية-الفلسطينية هي كلمات هي الكلمات محمود درويش: "الله أكبر هذه آياتنا فاقرأ باسم الفدائي الذي خلق من جزمة أفقاً، باسم الفدائي الذي يرحل من وقتهم بندائه الأول سندمر الهيكل".
وأضاف, "في يوم ارتقاء عبد الناصر نؤكد المؤكد، وليسمع من يريد أن يسمع: "اذا العروبة أشرقت وكبّرت وتوهّجت نأتيك بفوارس المرابطون، فابشري".
وتابع, "العروبة ليست مشركة أيها المتأسلمون، وأنتم على الأكيد لستم الجهة الصالحة لتمنحوا صفة من هو المشرك وليس المشرك, والعروبة هي التي تعطي الشرعية للإيمان, وستبقى العروبة فوق كل شيء, تحيا عروبتنا تحيا تحيا تحيا، عاش جمال عبدالناصر عاش".
ولفت إلى أنه, "في يوم ارتقاء جمال عبدالناصر إلى باريه، وفي حضور الشهداء الأبرار من ساحة الصمود والتصدي في قلب بيروت، أدعو كل القوى الناصرية إلى الارتقاء الى قيمة جمال عبدالناصر بإلغاء أنانياتهم الشخصية والدخول إلى مرحلة تجعل من الناصريين على امتداد الأمة العربية تنظيماً ناصرياً واحداً خارج الانانيات الشخصية لا بل خارج هذه التسميات ولنكن جميعاً ضمن التنظيم القومي العربي الناصري الواحد الموحد، تمهيداً لوحدة كل القوى القومية العربية من أجل أمتنا من محيطها إلى خليجها العربي".
واستكمل, "دائماً يقولون لنا أن الناصرية دقة قديمة والعروبة راح زمانها، أصبح واضحاً أن دقتكم هلق يلي عم تحاولوا فرضها على جماهير أمتنا هي أسوأ فرضية ممكنة في تاريخنا المعاصر، لذلك نحن نفتخر بدقتنا القديمة وحنضل بالموديل العربي الناصري الوطني اللبناني، وما أدراك ما الخمسينات والستينات، نحن المرابطون الناصريون على خطى باعث القومية العربية جمال عبدالناصر، وانتم سقوط الأمة وذلّها".
وأشار إلى أنه, "عندما كان جمال عبد الناصر، كانت للقومية وللعروبة والدول العربية بأقاليمها الجغرافية، السيادة والكرامة والعزة، وأنتم عندما نتكلم دائماً عن عبدالناصر تقولون لنا لا نزال في زمن عبدالناصر، زمن عبدالناصر كان زمن زوال الاستعمار وسحقه والانتصار عليه، زمن عبدالناصر كان زمن توحيد الأمة، والمواجهة الشاملة والكاملة ضد الولايات المتحدة الأميركية لهيمنتها على هذا العالم".
وأكّد أنه, "زمن عبدالناصر كانت الناس عايشة على المشاريع المستقبلية في الصناعة والزراعة والمشاريع الاجتماعية والاقتصادية التي تحمي وتصون وتفرض العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، أما زمانكم زمان الصقيع العربي الذي شتت الامة وفتتها، زمن الصحوات المتأسلمة التي جعلت من أبناء هذه الامة الفقراء أعداء يقتلون بعضهم البعض، وجعل الفساد والإفساد مساراً ومصيراً".
وأوضح حمدان, "تقولون بأننا مع إعلاء شأن الفردية عندما تكلم عن عودة عبدالناصر، ونحن على اقتناع تام أن هذه الأمة لا بد أن تأتي بعبدالناصر المتجدد كي نعود به في الزمن الى الحاضر، عندما نتكلم عن عبدالناصر الحاضر أبداً لا نتكلم عن عشق الفرد كما تتهموننا، نحن عبدالناصر بالنسبة لنا ليس فرداً انه نهجاً ومجموعة مناضلة مكافحة ثابتة في تقدمها من أجل الانسان، استطاعت أن تفرض مشروعاً تقدمياً على مستوى الأمة من محيطها إلى خليجها العربي".
وقال: "بالنسبة الى الداخل نحن لسنا من نظامكم، نظام الفساد والإفساد نظام النهب للمال العام نظام المذهبية والطائفية من اجل تحقيق المكاسب الشخصية، نحن دائماً كنا وسنبقى دائماً إلى جانب أهلنا الفقراء وهذا شرف لنا ندعيه، نحن الذين كنا ندفع دائماً ونشعر بالقهر والظلم من تعميم اللا العدالة الاجتماعية واللا تكافؤ فرص بين أبناء مجتمع أهلنا اللبنانيين دون استثناء، ونسعى دائماَ إلى إلغاء هذه الطوائفية والمذهبية السياسية التي تقضي على ما تبقّى من وجودية الوطن اللبناني".
ورأى حمدان أنَّ, "هذا تاريخ المرابطون المشرف الذي لم ولن يكون جزء من نظام فيدرالية المذاهب والطوائف، لا في المجلس النيابي ولا في مجلس الوزراء، وهذا شرف ندّعيه، لأن زمن هذا النظام منذ نشأته هو زمن الفساد والإفساد واللاسيادة الوطنية والارتماء في أحضان الخارج".
وأضاف, "ممارسة ديمقراطية زائفة، وكرنفالات انتخابية مزورة مكللة بترهيب المذاهب والطوائف من خلال قانون انتخابي مسخ، أدى إلى ما نعيشه اليوم من مأساة تهدد وجودية الوطن اللبناني، والحل الحتمي ولو بعد سنين، الحكم المتحرر من الارادة الخارجية المرتكز إلى إرادة شعبية حقيقية تبدأ من العدالة وتكافؤ الفرص تبدأ بقانون وطني حديث يعبر عن ارادة كل المواطنين دون تمذهب او تطييف".
وشدّد على أنَّ, "جيشنا الوطني وكافة الأجهزة الأمنية هم اليوم المؤسسات الدستورية التي تتحصّن بالشرعية، وتحمل المسؤولية الوطنية، حيث أن غالبية مؤسسات الدولة قد انهارت بفعل الممارسات المذهبية والطائفية، لمن استلم الحكم عبر هذه السنين وصولاً حتى يومهم الأسود هذا".
وأشار إلى انه, "بالنسبة إلى ثرواتنا الاستراتيجية المنهوبة والتفاوض عليها من تحت الطاولة ومن فوق الطاولة على قدم وساق، والتعاطي مع هوكشتاين الاسرائيلي اليهودي كربكم الاعلى فاعبدوه، انتحار وتخلي، ولنكن أكثر وضوحاً إن التسوية والرضا بالحلول اتفاقاً ليس انتصاراً من اجل لبنان، وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة".
ختم حمدان قائلًا: "معكم يا مرابطون العمر والدهر، نعلي الصوت عالياً، أن المرابطون كانوا جنود الوطن اللبناني، ونحن المناضلون والمكافحون من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين من جليلها الى نقبها ومن بحرها غلى نهرها والقدس الشريف عاصمتها، والذي سنعمل على إستكمال اسقاط هذا الصقيع العربي، الذي لم ينتج إلا إرهاباً وتخريباً لأمة العرب من محيطها إلى خليجها العربي، ولتكن العروبة بمفهومها الحضاري والانساني، هي الضامنة لمستقبل أبنائنا كي يعيشوا على أرض هذه الأمة، وأرض وطننا لبنان".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News