دعوةٌ من "الثنائي" لتسوية رئاسية خارجية!

"ليبانون ديبايت"

مرّت الجلسة الأولى لانتخاب رئيسٍ للجمهورية الخميس، بالشكل الذي توقّعه اللبنانيون، فتمّ الإنتخاب بالدورة الأولى وفقدت الجلسة نصابها بالدورة الثانية، ليختم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الجلسة بالدعوة إلى التوافق حتى الوصول إلى رئيسٍ جديد للجمهورية، فماذا يقصد بري بكلمة "توافق"؟ وهل يتّجه لبنان نحو تسوية خارجية على صعيد الإستحقاق الرئاسي؟ وما هو موقف "حزب الله"؟

الصحافي علي الأمين، لاحظ أن "الرئيس نبيه بري ينطق بإسم التحالف الذي يقوده حزب الله ومن ضمنه التيّار العوني وكلّ القوى المعروفة، والتي بجوهرها تستدعي تسويةً خارجية".

وقال الأمين في حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت": "حزب الله لم يتبنَّ ترشيح أحد لإدراكه أن الأمر يتطلّب توافقاً مع بعض القوى، ولكنه يستدعي أطرافاً خارجية للقيام بتسوية".

وكشف عن عدم وجود اهتمامٍ بالمعنى الجدّي بهذا الإستحقاق، على الرغم من البيان السعودي الأميركي الفرنسي، الذي أكد على ضرورة إجراء هذا الاستحقاق ضمن شروط معينة".

ولفت إلى أن "حزب الله يقدّم فرصة إنتخاب رئيس جمهورية ولكن ضمن صفقة ما، تنطوي على تفاهم حول الوضعية المستقبلية"، مؤكداً أن "للحزب مجموعة شروط وقضايا لا يريد أن يتمّ فتحها".

وقال إن "التسوية لا يقوم بها الداخل، أي لا يقوم بها لا سمير جعجع ولا التغييريين ولا أحد، بل يقوم بها طرف خارجي فاعل، إمّا الفرنسيين أو الأميركيين أو السعوديين، لذلك هي دعوة غير مباشرة للخارج للبحث بالإستحقاق الرئاسي".

وأضاف الأمين، أنه "يمكن لحزب الله أن يوصل سليمان فرنجية أو جبران باسيل الى الرئاسة اذا اعتبر المسألة استراتيجيةً بالنسبة له، ولكنه يدرك أن وظيفة الرئيس التابع غير مفيدة له، ويريد رئيساً يحمل حزب الله لا رئيساً يحمله هو".

وأشار إلى أن "الحزب يريد رئيساً قادراً على الحديث مع الغرب والعرب، ولكن يضمن نظام مصالح الحزب في الداخل، ويريد أن تكون طريقة تعاطي الغرب مع المرحلة المقبلة واضحة".

واعتبر أنَّ "الرئيس نبيه بري بهذا الموقع يتحدث بهذا الملف، لأنها تتعلق بوظيفته كرئيس مجلس وإدارة هذا الملف بيده".

وختم الأمين بالقول: "ليس المهمّ إسم الرئيس وشخصه بل المهمّ، الأرضية التي يقف عليها والإتفاق الذي يحمله، وهذا الإتفاق يحتاج إلى طرفٍ خارجي بحسابات الحزب، لأن لبنان بالمرحلة المقبلة، وظيفته أن يشحد المال، ولكن منحه هذا المال، مشروط وليس سهلاً، لذلك الحزب يحاول ضبط الشروط بشكل مسبق".