يعُدّ مشجعو كرة القدم في فرنسا والأرجنتين الساعات المتبقية على مباراة نهائي كأس العالم في قطر، والتي تعِد بأن تبقى محفورة في الذاكرة.
ويسعى فريقا البلدين لصناعة التاريخ, فالفرنسيون يطمحون إلى أن يكونوا ثالث منتخب يفوز بكأس العالم ثلاث مرات في تاريخ المونديال الذي بدأ قبل 92 عاما، ليسيروا بذلك على خطى إيطاليا والبرازيل.
وكذلك المدير الفني للفريق، ديديه ديشامب، الذي قاد المنتخب الفرنسي للتتويج باللقب في مونديال 1998، يطمح إلى أن يكون أول مدير فني يحرز اللقب مرتين متتاليتين، بعد الإيطالي فيتوريو بوزو.
أما بالنسبة للأرجنتينيين، فإن آمالهم وأحلامهم تنعقد على ليونيل ميسي، الذي يراه كثيرون أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم على الإطلاق.
ويأمل ميسي في تتويج مسيرته الكروية الحافلة بكأس العالم، الذي يقول عنه اللاعب البالغ من العمر 35 عاما، إنه سيكون الأخير له مع منتخب بلاده.
في بوينس آيرس، يبدو الأمر وكأن سعادة الناس مرهونة بهذا النهائي, وترزح الأرجنتين تحت نير أزمة اقتصادية ثقيلة, ويعاني الملايين في البلاد من ويلات ارتفاع معدلات التضخم وغلاء الأسعار.
وفي ظل تلك الأجواء القاتمة، يُطلّ ليونيل ميسي ومعه فريق راقصي التانغو ويقدمون أداء استثنائيا وصولا إلى المباراة النهائية، فيبدو الجميع في بوينس آيرس وكأنهم نحّوا همومهم جانبا ووجّهوا كل اهتمامهم إلى كرة القدم.
يقول صاحب حانة أرجنتيني: "هذا البلد يعاني الأمرّين. كأس العالم توحّدنا. لدينا هذه الشخصية. أعظم لاعب في العالم. وهو محبوب في كل مكان".
وليس ميسي فحسب؛ ولكن الفريق الأرجنتيني كله محل افتخار في بلاده.
ويضيف صاحب الحانة: "كل أرجنتيني يتكلم بلسان مدير فني. كل واحد لديه رأي مختلف. لكن في اللحظة التي نحتفل فيها، نبكي جميعا. نبكي كثيرا - ويحضن بعضنا بعضا".
أما مارتين روخاس، الشاب الأرجنتيني العائد من فرنسا ليقضي عطلة رفقة عائلته، فيرى أن مباراة الأحد تعني الكثير.
يقول روخاس: "حلمي - ليس لأني منذ ولدت في التسعينيات لم أرَ الأرجنتين تحرز كأس العالم فحسب، ولكن أيضا لأن هذه الكأس هي الأخيرة في مسيرة ميسي - إنها الفرصة الأخيرة بالنسبة له".
في باريس، يصل الحماس إلى مستوى الحُمى, ويعدّ هذا النهائي هو الرابع الذي تخوضه فرنسا في بطولة كأس العالم.
ويشارك الفرنسيون، بحماس، إحصاءات تشير إلى أن منتخب بلادهم لم يُهزم في آخر عشر مباريات لعبها بكأس العالم، أمام فريق من أمريكا الجنوبية. رغم أن الهزيمة الأخيرة كانت في عام 1978 أمام الأرجنتين.
ومع بدء العد التنازلي، بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقرينته بريجيت رحلتهما إلى قطر.
وسيكون في رفقتهما وفد من الشخصيات الرياضية البارزة، بينهم ستيفاني فرابارت التي كانت في وقت سابق من الشهر الجاري أول امرأة تتولى مهمة التحكيم في مباراة بكأس العالم للرجال.
وتعدّ هذه هي ثاني رحلة قصيرة يقوم بها الرئيس الفرنسي إلى قطر في غضون أربعة أيام، وفاءً بوعد قطعه على نفسه في بداية المونديال. وكانت زيارة ماكرون السابقة في مباراة نصف النهائي بين منتخب بلاده ونظيره المغربي يوم الأربعاء الماضي.
ويواجه الرئيس الفرنسي انتقادات من بعض الفرنسيين الذين يبدون قلقا بشأن سِجِلّ قطر على صعيد حقوق الإنسان، لكن الملاحَظ في العموم، هو أنه كلما كان إنجاز فرنسا في البطولة أكبر، كانت الدعوات إلى مقاطعة قطر أندر.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News