"ليبانون ديبايت"
لم يكن وارداً وفي أقصى التوقعات من الخلوة الروحية التي انعقدت في بيت عنيا في حريصا، أن تُسفر عن تقارب بين الكتل النيابية المسيحية، وأن تنجح مبادرة البطريرك مار بشارة الراعي، بدعوة النواب المسيحيين للصلاة، في جمع النواب الذين تُباعد بينهم الإتجاهات السياسية والإصطفافات، على مقاربة واحدة للإستحقاق الرئاسي الذي يشكل مدخلاً لإعادة التوازن إلى المؤسسات الدستورية، ووضع لبنان على طريق الإصلاح والإنقاذ.
وفي الوقت الذي تزامنت فيه المبادرة البطريركية مع حركة ديبلوماسية خارجية عربية وغربية تتمحور حول الإستحقاق الرئاسي، فإن احتمالات أن يُنبىء ذلك بأن ساعة الحسم قد دقت على هذا الصعيد، ما زالت ضئيلةً، حيث يكشف النائب في تكتل "لبنان القوي" سيمون أبي رميا، بأنه "لا يمكن الجزم بأن ساعة الحسم، قد دقت وإن كان التشنج الإقليمي يؤثر سلباً على المستوى الداخلي اللبناني، وبالتالي، فإن أي تلاقي إقليمي واهتمام دولي، ينعكس إيجاباً على الداخل اللبناني، من دون أن يكون عامل جزم في الأزمة الرئاسية، إذ أن الحلول تبقى داخلية".
ويؤكد النائب أبي رميا ل"ليبانون ديبايت"، أن "لبنان لا يستطيع الإستمرار على ما هو عليه، لأننا ووسط التدهور الحاصل، لا نملك ترف الإنتظار".
ويشدد أبي رميا، على وجوب "التخلّي عن الأجندات الحزبية والحسابات الشخصية، فلا شيء يمنع التلاقي على مقاربة وطنية جامعة".
وفي الواقع الحالي، يشير أبي رميا إلى "انقسامٍ بين فريق يرشّح ميشال معوض وآخر يرشّح سليمان فرنجية، ولا أحد لديه فرصة الوصول، لأنه لا يحظى بالأكثرية المطلوبة"، وبالتالي فهو يعتبر أن "لا حل للملف الرئاسي إلاّ عبر نقاشٍ جدي بين الكتل النيابية، والإتفاق على إسمٍ يحظى بالأكثرية التي توصله للرئاسة، أو عبر جلسات إنتخابية متواصلة لإنجاز الإستحقاق".
وعن خلوة بيت عنيا وما إذا كانت حققت الأهداف المرجوة منه، يجيب النائب أبي رميا "إننا التقينا حول البطريرك الراعي للصلاة، وكانت خلوة روحية وجدانية، وذلك على أمل أن نلتقي مع كل النواب حول مصلحة لبنان، لننتخب رئيساً للجمهورية مع حكومة فاعلة مدعومة من كل القوى لانقاذ لبنان الوطن والكيان والرسالة والسيادة والنهوض بالإقتصاد والتعافي المالي."
ويضيف أبي رميا أن "اللقاء شكّل مناسبةً لالتقاء اشخاص لا يتلاقون عادةً وسمح بكسر الجليد بين أشخاصٍ لم يتواصلوا سابقاً، لافتاً إلى أنه على هامش اللقاء، كانت هناك أحاديث ثنائية وجماعية عن الإستحقاقات الراهنة، ومعتبراً أنه "محطة أولى قد تستتبعها محطات أخرى".
ورداً على سؤال حول المحطة التالية مسيحياً بعد محطة بيت عنيا، يقول النائب أبي رميا: "إذا لم نتجاوز الخلافات على المناصب والكراسي، سينقرض الدور المسيحي ويتعرض الوجود المسيحي للخطر، ودور لبنان أيضاً للخطر، لأنه في لبنان تعددية طائفية وحزبية وسياسية، وإذا لم يكن هناك من تجمع أقليات تشكل أكثريات مع مشروع إصلاحي، لا خلاص للبنان".
ويأسف أبي رميا "لافتقاد لبنان لمشروع إنقاذي وحكومة فاعلة منتجة متجانسة مدعومة من الكتل والأحزاب"، مشدداً على أن "أي محطة تالية يجب أن تقوم على الحوار والتقارب المسيحي، الذي يسهّل ولادة رئيس للجمهورية، بمعنى التقارب بين مختلف الأفرقاء المسيحيين، لا سيّما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، بحيث يمكن الذهاب إلى خيارٍ ثالث بعيداً عن الأسماء المتداولة، ولذا، كفى هدراً للوقت وانتحاراً".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News