ليس هذا الملف المتواضع تأثراً فحسب بمنجزات رجل الأعمال والنائب البيروتي الرائد في العطاء اللامتناعي للبنان فؤاد محزومي، أو امتناناً لشخصية ملفتة في ثقافة الجمع لا التفرقة. وليس المُشرع الديبلوماسي في أعمق جذور أهدافه مجرد حالم بعاصمة يهبها من القلب جُلّ ما استطاع. وهو، ليس مجرّد نائب يستحق الذكر والشكر، ولكنه صاحب مشروع سياسي يستدعي من يقدره على مستويات مختلفة ورقم سياسي صعب في مغامرة حجز مكانة بنّاءة للبنان وساسته، تشريعاً ومساءلةً ومواقف، في زمن "أنابيب الإحباط والتخبط"، وزمن الانهيار الاقتصادي في لبنان.
معظم من يحاول الصمود في قسوة ما يحمله تآكل العملة اللبنانية مدين بشكل ما لجهوده المتتالية منذ اللحظة التي جدد له أهالي بيروت صك تمثيلهم. ففي مسيرة بدأت منذ العام 1997 في تمكين المواطنين اللبنانيين من خلال تحسين الآفاق الإقتصادية والمهنية في سبيل تحقيق الاستقلالية والاكتفاء الذاتي... شكل المخزومي عبر مؤسسته الطريق نحو النجاح وقدم المساعدة تحت الشعار الأول "اللبنانيون معاً من جديد" وساند ناخبيه وكل من قصده.
وفي إطار دعم المؤسسات الصغيرة، وبعد أن حددت الأمم المتحدة کما في مؤسسة مخزومي، ھدف خفض مستوى الفقر إلی النصف بحلول عام 2016، بدأ برنامج القروض الصغیرة في مؤسسته بتقدیم الخدمات المالیة لمن لا یستطیعون الحصول علی ھذه الخدمات من المصارف، ما منح الجميع الفرصة وزيادة دخلهم وإنقاذ أنفسهم من دائرة الفقر.
ذلك ناهيك عن برنامج الرعاية الصحية في مؤسسة مخزومي التي عملت ولا زالت على توفير خدمات الرعاية الصحية الأولية وفقاً لمعايير الرعاية الصحية الأولية التي تعتمدها وزارة الصحة العامة اللبنانية بالتنسيق مع اعتماد كندا.
فضلاً عن أن مؤسسة مخزومي بدأت عملها في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية مع النازحين خلال الغزو الإسرائيلي في تموز 2006. وبعدها، لمعت وحدة الإغاثة والخدمات الإنسانية في مؤسسة مخزومي في عام 2011 كاستجابة طارئة للأزمتين العراقية والسورية في لبنان. ونتيجة لاتفاق مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أصبحت الوحدة الشريك المنفذ للمفوضية في الاستجابة لاحتياجات الأشخاص الأمس حاجة في لبنان. وعملت الوحدة مع العديد من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والشركاء المحليين لتقديم الخدمات للمستفيدين من جميع الجنسيات في بيروت وجبل لبنان، بما في ذلك المخيمات الفلسطينية في بيروت، فكان نصير المستضعفين والفئات الأكثر هشاشة.
شخصية عروبية بفهم حضاري وديبلوماسي واسع وطموح على قدر المشقة اللبنانية، ومضاد لكل آحادية في التطبيق او التفكير، وكاره للتطرف إلا سيادةً لمصلحة لبنان الأعلى عنده من أي مصلحة أخرى كانت، حتى الشخصية منها. حملته آلاف قلوب البيروتيين لتمثيلهم بعد ثورة أطاحت بكثر. وكان المتلقف لمآسي بيروت في صدره، والذي رفض وحيداً أن تُقمع بيروت وتقبع في عتمة فأناراها من كورنيش المزرعة، بشارة الخوري، الحمراء، بربور، زريق، مار الياس، إلى طريق الجديدة.
وبالرغم من محاولات التعتيم الإعلامي عليه من بعض المحطات المحلية، وسعورة بعض الأبواق في مواقع إخبارية معروفة بنهج الابتزاز الإعلامي في التهجم على مسيرته. فهو سائر في خطى الحفاظ على صورة لبنان اقليمياً. وفي التفاصيل أجرى كرئيسٍ لحزب الحوار الوطني زيارة ناجحة جداً إلى واشنطن وستوكهولم في نيسان 2023، على رأس وفد نيابي من مختلف الكتل السياسية (يمثلون حوالى 59 نائباً). وترأس سلسلة لقاءات مثمرة استهلت بمباحثات مع مسؤولين وخبراء في صندوق النقد الدولي. وقدم النائب مخزومي للمسؤولين في الصندوق خريطة طريق اقتصادية تحظى بموافقة الكتل السياسية المشاركة في الوفد، وقد لاقت هذه الخريطة تجاوباً واضحاً واهتماماً من صندوق النقد، وجرى الاتفاق مع الوفد حول آلية للمضي في تطبيقها.
هذا وأجرى أيضاً سلسلة لقاءات مع مسؤولين في البنك الدولي وفي الإدارة الأميركية وكذلك مع نواب في الكونغرس الاميركي في نيسان 2023 وعدد من مراكز الدراسات. وشدد مع أعضاء الوفد المرافق له خلال لقاءاتهم على أهمية إيصال رئيس للجمهورية يتمتع بالمواصفات التي يحتاجها لبنان للنهوض، وتشكيل حكومة تترأسها شخصية تتمتع بنفس المواصفات. وكان مخزومي يجدّد كل مرّة التأكيد على أهمية العلاقات التي تجمع لبنان بمحيطه العربي، لا سيما المملكة العربية السعودية التي رسمت خريطة طريق للبنان، تمثل وجدان اللبنانيين ولبّت طموحاتهم. ولا يزال حتى الساعة سائراً في استكمال مبادرة لفّت القطب المعنية بإنقاذ لبنان. ويشدد مراراً وتكراراً، أن ملف انتخاب رئيس للجمهورية على أهميته ليس الملف الوحيد الذي يجب أن يكون على رأس أولويات القوى السياسية في لبنان، بل إن تنفيذ الاصلاحات بناء على خطة معدة مسبقاً، في إشارة إلى خريطة الطريق التي سبق أن جرى تداولها خلال اللقاءات مع المسؤولين الاوروبيين، ومع نواب في الكونغرس الاميركي، على أن يلحق الإصلاحات الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. وهذه من أبرز الملفات التي يجب أن توضع على سكة الحل لأنها الممر الوحيد لإخراج البلد من أزماته.
نقل بكل شفافية ووضوح الصورة الحقيقية للوضع في البلد وما يعانيه اللبنانيون إلى خارج الأراضي اللبنانية، وإطلاع المسؤولين على خريطة الطريق وخطط العمل إلى عواصم القرار الذي كان من شأنه أن يطمئن الخارج إلى أن هنالك نواب في المجلس لديهم الإرادة والعزيمة لإخراج البلد من أزماته، وأن هدفهم الأساسي هو مصلحة لبنان بعيداً من أي مصالح آنية وشخصية.
لم يقف مكتوف اليدين ولم يستسلم لهزيمة كاذبة، فصرف من جيبه وكيسه وماله رداً على كل محاولات وضع لبنان في إطار ولاءات غير عروبية. وعليه لا يختلف أحد أنه فإنه يتوسّد ثقافة نبض قلب بيروت في ثقافةِ تحرُّرِ بلاد الأرز من أي مستقبل قاتم.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News