مع تزايد الضربات الروسية الوحشية على كييف، حيث قُتل 3 أشخاص أمس، إدّعت موسكو إحباط محاولة أوكرانية لـ"غزو" بيلغورود الروسية التي تعرّضت لضربات بالقذائف والمسيّرات.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات أوكرانية مكوّنة من سريّتَين من المشاة معزّزتَين بدبابات حاولت "غزو الأراضي الروسية"، مشيرةً إلى أن موسكو استخدمت طائرات ومدفعية لصد الهجمات ومنع القوات الأوكرانية من العبور إلى الأراضي الروسية.
وجُرح شخصان جرّاء تحطّم مسيّرة قرب محطة للوقود في مدينة بيلغورود. وتحدّث حاكم بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف عن أن 12 شخصاً أُصيبوا بجروح في منطقة شيبيكينو التي تدفّق سكانها إلى مراكز مخصّصة للنازحين في العاصمة الإقليمية، مدينة بيلغورود.
وفي تعليقه على التطوّرات، أفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأنّ "الأهمّ حاليّاً هو تقديم المساعدة للناس ودعم نقل الأشخاص الذين يحتاجون إلى ذلك"، مشيراً إلى أنه يتمّ إبلاغ الرئيس فلاديمير بوتين بالوضع بشكل مستمرّ.
كما ندّد بيسكوف بما اعتبره صمت المجتمع الدولي إزاء الضربات، وقال: "لدى المجتمع الدولي كلّ فرصة لمشاهدة التسجيلات المصوّرة وقراءة المواد التي تصف الضربات على المباني السكنية والبنى التحتية الاجتماعية وغيرها... لا توجد كلمة واحدة تنتقد كييف".
في غضون ذلك، رأى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي الرئيس السابق دميتري ميدفيديف، الذي كان يرتدي الزيّ العسكري خلال زيارته ساحة تدريب "برودبوي" العسكرية في منطقة فولغوغراد الروسية برفقة نائب وزير الدفاع نيكولاي بانكوف، أنه "يجب إبادة نظام كييف لأنّه كعشّ للدبابير، وإلّا سيُشكّل تهديداً مستمرّاً من هناك"، معتبراً أن "خصمنا الأوكراني يتصرّف كإرهابي... الإرهابيّون يجب القضاء عليهم. كما يجب الردّ على الهجمات الإرهابية بأقسى ما يُمكن".
وشهدت روسيا هجمات غير مسبوقة على أراضيها، بما في ذلك هجوم بمسيّرات استهدف موسكو الأسبوع الماضي. لكنّ أوكرانيا التي تتعرّض لهجمات يومية تقريباً استهدفت كييف، نفت أي "تورّط مباشر" لها في الهجوم. وبدأ هجوم موسكو الأخير على كييف قبيل الساعة الثالثة صباحاً بالتوقيت المحلّي عندما أُطلقت صواريخ باليستية وأخرى من طراز "كروز" من منطقة بريانسك الروسية.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني اعتراض كلّ الصواريخ الباليستية وتلك من طراز "كروز" وعددها 10 التي أطلقتها روسيا، وتدميرها. وقُتل 3 أشخاص بينهم طفل في التاسعة وأُصيب 16 شخصاً آخر بجروح في منطقة ديسنيانسكي (في شمال شرق كييف)، نتيجة سقوط شظايا صاروخية.
توازياً، عقد نحو 50 قائداً أوروبّياً قمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مولدوفا أمس، متحدّين بوتين في الدولة الصغيرة التي تشهد على غزو أوكرانيا المجاورة من قرب وتعيش في خوف من احتمال زعزعة روسيا استقرارها.
واستفاد زيلينسكي من الفرصة التي قدّمها الاجتماع الثاني للمجموعة السياسية الأوروبّية (EPC) لدعم انضمام بلاده بقوّة إلى الناتو والاتحاد الأوروبي. وقال: "يجب أن تكون كلّ الدول الأوروبّية التي تتشارك حدوداً مع روسيا والتي لا تُريد أن تأخذ روسيا جزءاً من أراضيها، أعضاء كاملي العضوية في الناتو والاتحاد الأوروبي"، معتبراً أن "كلّ شكّ نظهره هو خندق ستُحاول روسيا احتلاله".
كما حاولت دول "حلف شمال الأطلسي" المجتمعة في أوسلو، المضي قدماً في مواضيع خلافية هي انضمام أوكرانيا وخلافة الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ ورفع الإنفاق العسكري. وأكد ستولتنبرغ أن أوكرانيا ستُصبح عضواً في الناتو، معتبراً أن ليس لدى روسيا "حق الاعتراض على توسعة الناتو"، فيما ركّزت المحادثات على مستوى وزراء الخارجية في النروج على ضمانات الأمن والحماية لمواكبة كييف على طريق العضوية وتجنّب صراع جديد مع روسيا.
كذلك، كشف ستولتنبرغ أنه سيزور أنقرة "في المستقبل القريب" للمطالبة بانضمام السويد إلى الناتو حتّى "تُصبح عضواً في الحلف في أسرع وقت ممكن"، معبّراً عن ثقته كذلك بأن "المجر ستُصادق أيضاً على بروتوكول الانضمام"، بينما اعتبر وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستورم أن بلاده أوفت بكلّ شروط الانضمام إلى الناتو، ودعا تركيا والمجر إلى رفع معارضتهما بلا تأخير.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News