مصير السفير رامي عدوان على المحك... هل يفعلها القضاء الفرنسي؟

"ليبانون ديبايت"

لا زالت قضية السفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان تتفاعل في الأوساط الباريسية واللبنانية، في ظل معلومات عن توجّه لجنة من وزارة الخارجية إلى فرنسا للإطلاع على موضوع الدعوى عن كثب والمتعلّقة بموضوع تحرش جنسي من إحدى الموظفات في السفارة اللبنانية هناك. فما جديد القضية اليوم وهل تحتمل تركيب ملفات على غرار ما يمكن أن يحصل في لبنان؟

يؤكد المحلل السياسي تمام نور الدين المقيم بفرنسا، وجود دعوى بحق سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان أما أنها دعوى ملفّقة أولا فهذا أمر يعود إلى النيابة العامة في فرنسا فهي من يقوم بالبت بها.

ويتوقّع في حال قررت النيابة العامة إقفال الملف فلن تصدر أي تعقبات بحق السفير، وعندها يصح القول "يا دار ما دخلك شر" .

وأما في حال حولت النيابة الملف إلى قاضي تحقيق عندها يكون وضع رامي عدوان بغاية الصعوبة.

ولكن ماذا عن الحصانة الديبلوماسية؟ يلفت نور الدين أن لدى السفير حصانة، "لكن إذا حوّل الملف الملف إلى قاضي تحقيق فإنه سيطلب حكماً رفع الحصانة عنه، عبر وزارة الخارجية الفرنسية التي ستطلب من وزارة الخارجية اللبنانية رفع الحصانة عنه".

ولا يستبعد أن نكون هنا أمام مشهد سياسي، فقد تطلب الخارجية الفرنسية رفع الحصانة وقد لا تطلبها، فهي لديها كامل الحرية، إلا أنه يرجّح بأن "تطلب رفع الحصانة، في حال طلب قاضي التحقيق ذلك".

أما على الصعيد اللبناني، فقد يرفع لبنان الحصانة كما يستطيع أن يرفض رفعها، وفي هذه الحال ستعتبر الخارجية الفرنسية أن السفير اللبناني شخص غير مرغوب فيه في فرنسا، ويتحدّث نور الدين عن معضلة هنا قد يواجهها السفير لأنه لن يعود بإمكانه أن يكون سفيراً في أي دولة ما دام شخصاً غير مرغوب فيه ولا يستطيع أن يتولى منصب سفير في أي دولة بالعالم، بمعني أنه سيكون لديه "سجل عدلي ديبلوماسي" غير نظيف.

وأما في حال وافقت الخارجية اللبنانية على رفع الحصانة، فيلفت نور الدين إلى أنه "من الممكن أن يوقف القضاء الفرنسي السفير رامي عدوان".

وإذ يتوقّع في حال تحويل القضية إلى قاضي تحقيق أن يكون وضع رامي عدوان صعب جدا، يستبعد أن تساعده علاقته مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على التهرب من القضاء.

ويقارن نور الدين بين قضية رياض سلامة في باريس وقضية السفير عدوان لناحية الثقة بالقضاء الفرنسي، فكما لا يمكننا القول أن القضاء الفرنس "يركب" ملفات لرياض سلامة، فمن المؤكد أنه لا يركب ملفات للسفير عدوان".