المحلية

الأربعاء 07 حزيران 2023 - 08:22

لهذا ذهب ميشال عون إلى سوريا!

لهذا ذهب ميشال عون إلى سوريا!

"ليبانون ديبايت"

فاجأت زيارة الرئيس السابق ميشال عون بالأمس الأوساط السياسية، لا سيما وأنها أتت في مرحلة تشهد فيها العلاقة بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" أسوأ أيامها، ولم يسبق أن مرت هذه العلاقة بهذا التوتر، فأتت هذه الزيارة في سياق كسر حدة هذا التوتر بين الفريقين، والذي قد يلعب فيه النظام السوري دور ضبط إيقاع هذه العلاقة.

وعليه، رأى الكاتب والمحلّل السياسي علي حماده، أن أهمية هذه الزيارة "أنها أتت بسبب الظرف المحيط بها، إذ قد يقول البعض إنها كانت منتظرة منذ الأيام التي كان فيها الرئيس عون في قصر بعبدا، وربما هذا صحيح"، ولكنه يكشف أن "هذه ليست كل القصة، فما من شك بأن هذه الزيارة مرتبطة في مكان ما بالظرف المرتبط بالإستحقاق الرئاسي، وبالتعقيدات الكبيرة التي طرأت في المدة الأخيرة على الإنتخابات الرئاسية، وهذا الشرخ الكبير في العلاقة ما بين التيار الوطني الحر وحزب الله حليف سوريا في لبنان".

وأشار المحلّل حماده، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، إلى أن النظام السوري لم يعد له طبعاً النفوذ الذي كان له في السابق، بل لديه "بعض التدخلات في لبنان، والقدرة على القيام بأعمال أمنية وعلى التشاور مع بعض الحلفاء، ولكن لم يعد بمقدور النظام السوري أن يلعب الدور الذي كان يلعبه سابقاً، بحيث حلّ حزب الله مكانه كأداة لضبط الحياة السياسية والأمنية في البلد، وعملياً السيطرة على البلد، أي أن السيطرة السورية حلّت مكانها سيطرة الحزب على البلد".

لماذا ذهب الرئيس عون إلى دمشق؟ هنا يكشف حماده عن معلومات بأن هذه الزيارة تأتي في سياق محاولة ترتيب العلاقات بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله في مكان ما، خصوصاً أن الشرخ كبير وغضب الحزب على التيار ورئيسه جبران باسيل كبير جداً، في ضوء تأييد باسيل لترشيح جهاد أزعور.

ويشير حماده إلى أنه "في مكان آخر، قد تكون رسالة من التيار ومن الرئيس عون ومن فريقه اللصيق وعلى رأسه باسيل، للقول بأن التيار الحر لم يخرج من اصطفافه الإقليمي، وهذا الإصطفاف هو إلى جانب "حزب الله" وإلى جانب النظام في سوريا والخلاف هو خلاف محصور بتسمية سليمان فرنجية، وللقول بأن الخلاف محصور بنقطة واحدة، وليس انفصالاً وطلاقاً كاملاً بين التيار ومحور طهران ـ دمشق".

ولا يخفي حماده الإنطباع بأن العلاقات ساءت في لبنان بين باسيل و"حزب الله"، إلى درجة يمكن أن يصبح من الصعب للغاية إعادة لملمة العلاقة، مستدركاً أنه "في السياسة لا مستحيلات ولا توجد كلمة لن يحصل، فكل شيء يمكن أن يحصل، وكل شيء يمكن أن يترتّب وكل علاقة سيئة أو ساءت يمكن أن يتمّ ترتيبها، فالسياسة هي فن الممكن وفن إبقاء قنوات التواصل مفتوحة دائماً".

على صعيد آخر، يعتبر حماده، أن هذه الزيارة تأتي في ظرف شديد التوتر لبنانياً، والثنائي الشيعي "متوتر جداً جداً جداً من ترشيح أزعور، إلى درجة أن مواقفه عنيفة جداً، ولا تقتصر على الحزب ولكنها تشمل نواب ومسؤولي حركة أمل، عهدناهم في المرحلة الأخيرة معتدلين في خطابهم السياسي"، مشيراً إلى أن "ترشيح أزعور من الناحية العملية "وجّه ضربة قاصمة لترشيح فرنجية، ومن هنا خطورة الوضع اليوم، فالخطورة هي خطورة سياسية، والمخارج قليلة، والخوف هو أن يحصل شيء في المدة التي تفصلنا عن جلسة الإنتخاب يوم الأربعاء المقبل في 14 حزيران مدة طويلة جداً، وخلالها يمكن أن يحصل أي شيء على الأرض".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة