"ليبانون ديبايت"
رأى المحلل السياسي فيصل عبدالساتر, أن "هناك بُعدان للملف الرئاسي, البعد الخارجي الذي تمثّل بزياة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت, والذي كان يتحدّث باسم اللجنة الخماسية أو ما صدر عن الإجتماع الخماسي في الدوحة, وهذا الأمر يعتمد على نقطتين أساسيتين, أن يكون هناك لقاء يدعى إليه الأطراف في قصر الصنوبر تبحث فيه هذه القوى مواصفات الرئيس, وإذا ما كان هناك نقاط جامعة يذهب الجميع إلى مجلس النواب ليكون الإنتخاب عبر جلسات متتالية".
وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت", لفت إلى أن "النقطة الثانية,هي أن الموفد الفرنسي لم يعد يتحدّث باسم فرنسا, بل أصبح يتحدّث باسم الخماسية وهذا له رسائل في السياسة أبعد بكثير ممّا كانت عليه الأمور, أي أن أميركا وفرنسا وقطر والسعودية ومصر, باتوا جميعاً معنيين بالملف اللبناني, وإذا لم يكن هناك تجاوباً, هذه الدول ستسحب يدها وتقضي على اي إمكانية من دعم أو مساعدة لبنان".
أما البعد الآخر, هو "أن هناك حركة ما يقودها حزب الله والتيار الوطني الحر عبر لقاءات, فاليوم نتحدّث عن ثلاثة لقاءات, ولقاء رابع على هامش هذه اللقاءات, وهي تتمحور حول فكرة أساسية, قد يكون الملف الرئاسي أحد عناوينها في فترة لاحقة, لكن المطلوب تمهيد الأرضية المناسبة لمثل هذا الأمر, والجميع بات يعلم ان هناك مطالب معينة طلبها التيار وهي لا تعني التيار بقدر ما تعني الشريك المسيحي في الوطن عموماً وقد ترضي الشريحة الأوسع من المسيحيين, باعتبار أن هذا الأمر يمثّل حقيقة الشراكة القائمة بين المسلمين والمسحيين وهي اللامركزية التي بات معلوماً انها المطلب الأكثر إلحاحاً والأكثر تداولاً عند الشرائح المسيحية".
ورأى أن "روائح الفيدرالية أو التقسيم او الروائح غير النظيفة في بعض الأحيان, قد تكون أيضاً من داخل هذه الشعارات, لكن في العموم أن اللامركزية بما أن إتفاق الطائف قد أقرّها, فالمطلوب ان يكون هناك إنجازاً يتعلّق فيها بأي من الأشكال, وهذا قد يكون أمراً طبيعاً لأنه مطلب تاريخي, وهو ما نصّ عليه الدستور".
وأضاف, "المطلب الآخر هو الصندوق الإئتماني, على اعتبار ان لبنان أصبح قاب قوسين أو أدىى من ان يدخل من هذه الدول النفطية, هذا إذا صدقت التوقعات وكل الوعود التي تحدّثت عن هذا الأمر, لأننا حقيقة نحن في شكل من كل هذا الذي يجري, ما إذا كانت الأمور ستنقل رأساً على عقب إذا لم يتحقّق شيء ما في المقابل, وهذا قد يكون مطروح على اعتبار ان ما حصل في بلوك رقم 4, قد يتكرر في بلوك رقم 9".
وتابع, "الصندوق السيادي الإئتماني, الذي طالب به التيار الوطني الحر, قد يكون أحد المطالب الأساسية, والتي ايضاً يمكن ان يكون عليها إجماع مسيحي, فهذين الشرطين الأساسيين كانا في صلب المفاوضات التي حدثت, وبعد ذلك ربّما نقترب أكثر, في الشخصية الرئاسية إذا كان النائب جبران باسيل قد حسم أمره في هذا الإطار, لكن حتى الآن تبقى القضية في إطار التكهنات, لكن الخطوات تتقدّم في هذا الأطار".
واستكمل, "عندما تحدّث رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الكوة, لا أدري إذا كان يقصد تحديداً, الحوار بين الحزب والتيار, لكن عموما استشفّ من هذا الكلام, أن ليس هناك من كوة حقيقة سوى هذا الامر ان يتحقّق أي تقدّم على المستوى الداخلي, وذلك قد يساعد المسعى الخارجي في هذا الإطار, لأن الحزب والتيار والرئيس بري كلّهم على قناعة, بأنه ما لم يتقدّم شيئ في الداخل اللبناني لا يمكن لأحد في هذا العالم أن يفرض شيئاً على اللبنانيين, لأن الأمر يتعلّق بطبيعة المواقف السياسية للأطراف التي إن غيّرت موقفها باتجاه شخصية ما, او مقاربة ما قد تختلف الامور رأساً على عقب".
هل تنجح هذه المفاوضات؟ وهل هذا يكفي لوحده؟ أجاب: "الامور مرهونة بخواتيمها, لكن حتى الآن الأمور تمشي بهذا الإتجاه, معتبراً انها لا تكفي لوحدها ولكن قد يساهم في الإقتراب من الوصول إلى أكثرية موصوفة, رغم أن الحزب والجميع قد يفضّل بهذا الإطار, ان تكون الاكثرية اكثر من أكثرية موصوفة, إذا ما ذهبنا إلى إنتخاب الرئيس وهذا يكون أفضل للبنان واللبنانيين".
وشدّد في "الختام على أنه لا يمكن الجزم أن إنتخاب الرئيس في شهر أيلول المقبل, لأن الأمر يحتاج إلى وقت وتشريع في مجلس النواب, حضور ونصاب, وماذا لو تمنّعت الكتل النيابية عن الحضور لجلسة تشريعية من هذا النوع؟ فهنا تكون الأمور عادت إلى الوراء".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News