في إطار الضغوط والعقوبات الغربية التي تنهال على موسكو منذ غزوها المشؤوم لأوكرانيا، فرضت المملكة المتحدة أمس عقوبات جديدة على 25 من الشركات والأفراد في روسيا وتركيا ودبي وسلوفاكيا وسويسرا، بهدف «تضييق الخناق» على نيل «القيصر» الروسي فلاديمير بوتين إمدادات عسكرية أجنبية. كما فُرضت عقوبات أيضاً على إيرانيّين ضالعين في إنتاج مسيّرات لـ»الحرس الثوري» الإيراني ومنظمات دفاع بيلاروسية مرتبطة بتصنيع تكنولوجيا عسكرية للنظام البيلاروسي.
وفي هذا الصدد، اعتبر وزير الدفاع البريطاني جيمس كليفرلي أن هذه العقوبات «ستُقلّص بدرجة أكبر الترسانة الروسية وستُضّيق الخناق على سلاسل الإمداد التي تدعم صناعة الدفاع المتعثرة لبوتين»، مؤكداً أنه «لا مكان يختبئ فيه الداعمون للآلة العسكرية الروسية».
ومن بين المشمولين بالعقوبات 3 شركات روسية تعمل في مجال الإلكترونيات، أما الأفراد والكيانات الأخرى البالغ عددها 22، فخارج البلاد، ومن بينهم شركتان مقرّهما تركيا تُفيد التقارير بأنهما تعملان في مجال تصدير الإلكترونيات الدقيقة للجيش الروسي، وشركة مقرّها في دبي تقوم بتزويد مكوّنات للمسيّرات.
ميدانيّاً، وفي ما يتعلّق بالضربة الروسية الوحشية على منطقة بوكروفسك الإثنين، التي أثارت غضباً واسعاً، فقد رأى المتحدّث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو أن الضربة الثانية التي ضربها الروس في المنطقة بينما كان المسعفون في المكان «مشينة»، معتبراً عبر منصة «إكس» أن «هذا المشهد يؤكد الطبيعة الإجرامية للعدوان الروسي».
وفي حين ادّعى الجيش الروسي أنه قصف مركز قيادة عسكريّاً أوكرانيّاً في بوكروفسك، حيث قُتل 7 أشخاص على الأقلّ في ضربة مزدوجة لمبانٍ سكنية، اتهمت أوكرانيا على الفور الروس بالكذب، حسبما أفاد الناطق باسم مركز القيادة في شرق أوكرانيا سيرغي تشيريفاتي لوكالة «فرانس برس»، كما كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد كشف في وقت سابق أن روسيا ضربت «مبنى سكنياً عاديّاً».
وكان قد سقط صاروخان روسيان على مبانٍ في وسط بوكروفسك، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 81 آخرين، وفقاً لأحدث تقرير أدلى به رئيس الإدارة العسكرية في دونيتسك بافلو كيريلنكو، الذي أشار إلى أنه من بين الجرحى 31 شرطياً و7 موظّفين في هيئة الطوارئ الحكومية و4 جنود. وكانت قد وقعت الضربة الثانية بينما كان عمّال الإنقاذ يعملون في مكان الضربة الأولى.
وكشف المسؤول في خدمات الإنقاذ أولكسندر خورونجي أنه «منذ بدء الغزو، قُتل 78 من عناصر هيئة الطوارئ الحكومية وأُصيب 280 في ضربات روسية متكرّرة» على المواقع التي كان قد انتشر فيها عمّال الإغاثة، لافتاً إلى أن «الإرهابيين الروس يتجاهلون كلّ أعراف الحرب وقواعدها».
في الغضون، اتهمت موسكو كييف بتحريض المواطنين الروس على تنفيذ هجمات على مراكز التجنيد العسكري سجّلت زيادة في الفترة الأخيرة، وشملت إضرام النار أو إلقاء زجاجات حارقة، في حين ربط مكتب المدّعي العام بين هذه الاعتداءات و»التقدّم الناجح للقوات المسلّحة الروسية» في أوكرانيا.
توازياً، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن ايجاد حلّ لمسألة نقل الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود يبقى «رهن الدول الغربية التي عليها الوفاء بوعودها»، محذّراً من أنّه «إذا تمدّدت الحرب نحو البحر الأسود فسيكون ذلك كارثة على منطقتنا».
إقليميّاً، ندّدت جورجيا بـ»المعتدي» الروسي، داعيةً إلى «إنهاء احتلال» المنطقتَين الانفصاليتَين، وذلك في الذكرى الـ15 للحرب مع روسيا. وصرّح رئيس الوزراء الجورجي ايراكلي غاريباشفيلي بأنه «كُنّا نعلم منذ وقت طويل أن روسيا معتدٍ، نعلم ذلك والعالم أجمع يعرفه»، مؤكداً أن «التحدّي الرئيسي الذي نخوضه هو إنهاء هذا الاحتلال»، لكنّه شدّد على ضرورة التوصّل إلى تسوية «سلمية» للمشكلة، بينما دافع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف، الذي كان رئيساً لروسيا عند الغزو الروسي لجورجيا عام 2008، عن قرار موسكو بالتدخل والذي هدف في رأيه إلى «حماية» سكّان أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا من «العدو».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News