"ليبانون ديبايت"
تتقدم احتمالات الذهاب نحو خيار المواجهة في المنطقة مع استعراضات القوة والنفوذ في أكثر من ساحة وحول أكثر من ملف، وتقدم الساحة اللبنانية في هذا السياق نموذجاً لتصعيد سياسي وامني تعبر عنه مواقف لأكثر من طرف سياسي تجهد لقطع الطريق أمام جهود وطروحات موفد "اللقاء الخماسي" والرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان العائد في شهر ايلول الى بيروت. ويتزامن هذا التصعيد مع تحذيرات خليجية للرعايا العرب في لبنان على خلفية اشتباكات مخيم عين الحلوة من جهة وتنامي منسوب التوتر الاقليمي من جهة أخرى.
إزاء ما يجري، يرصد الخبير الإستراتيجي العميد خالد حماده، تهرباً موصوفاً للسلطة من المسؤولية عبر التزام الصمت ومواصلة إنكار ما يحصل وغياب عوامل الإطمئنان والإستقرار على المستويات كافة، بالتزامن مع اصطناع الإهتمام بأسباب التحذيرات العربية أو الغربية لرعاياها في لبنان، والتخفيف من خطورة ما حصل في مخيم عين الحلوة من مواجهات عسكرية. وفي هذا الإطار، يؤكد حماده لــ"ليبانون ديبايت"، أنه لا يمكن الركون إلى حالة الهدنة الحالية أو وقف النار الصامد في المخيم، خصوصاً أنه لم يترافق مع إجراءات حقيقية تعيد الوضع إلى طبيعته وتزيل أسباب اندلاع الإشتباكات، لا سيما أن الإقتتال بين الفصائل الفلسطينية حول النفوذ في المخيم يتجاوز الصراع المحلي إلى الخلاف حول خيارات إقليمية.
ويلفت حماده إلى خطورة الإنقسام على مستوى السلطة، بين "المحورين" المتقاتلين في عين الحلوة، وعدم القدرة على التدخل عبر أية وسيلة من أجل وضع حدٍ لما تعرضت له مدينة صيدا من أضرار وما سُجّل من إصابات فيها وهو ما يعكس إقراراً بالعجز ويعزز مقولة الهروب إلى الأمام، مع العلم أن هذا الأمر ليس سوى نتيجةً لعدم تنفيذ القرار بنزع السلاح خارج المخيمات وضبطه في داخلها الذي اتّخذته طاولة "الحوار الوطني" في قصر بعبدا في العام 2006.
ورداً على سؤال حول العامل الإقليمي المتداخل في هذا المشهد، يكشف حماده، أن لبنان لن يكون بمنأى عن التوتر في المنطقة الذي بدأت أولى مؤشراته مع خطوة تأجيل افتتاح السفارة السعودية في طهران ووقف مسار تبادل التمثيل الدبلوماسي بين المملكة وسوريا، وصولاً إلى إبلاغ السفير السوري في الرياض أنه شخص غير مرغوب فيه". ومن هنا، فإن لبنان ووفق حماده، أمام احتمال استخدامه مجدداً كمنصّة إعلامية، في أي مواجهة مع المملكة".
أما لجهة إعلان واشنطن عن إقفال معابر بين سوريا والعراق واستقدام 3 آلاف من قوات المارينز إلى منطقة الخليج العربي، فيعتبر حماده، أنها تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر في المنطقة، وقد تُفضي الى مواجهات خطيرة، سيتأثر بها لبنان، الذي سيكون في عين العاصفة، لأن إقفال الحدود السورية العراقية، سيعزز دور مطار رفيق الحريري الدولي في الإمداد اللوجستي، ممّا يضعه كأولوية على قائمة الأهداف الأميركية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News