لبنان بلد العجائب، من يصدق أن عمر حرفوش الذي دخل المعترك السياسي من بوابة مكافحة الفساد والدفاع عن حقوق الانسان والمرأة وساهم بشكل كبير في كشف عدة ملفات وفضائح تثبت تورط المنظومة السياسية بنهب المال العام، هو اليوم ممنوع من زيارة لبنان ولا تزال قضيته مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تهدد امكانية دخوله لبنان حتى إشعار آخر.
من ناحية أخرى، نرى حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة يعيش حياته حراً طليقاً مستمتعاً وكأنه ليس مطلوباً للقضاء الأوروبي والمحلي بتهم عدة كان حرفوش أول من كشفها وتحدث عنها في وسائل الاعلام.
كيف للبنان أن ينهض ويعيد ثقة المجتمعين الدولي والعربي فيه والدولة اللبنانية تواصل اضطهادها للناشطين في مجالات حقوق الانسان ومحاربة الفساد، وكيف تتحقق الاصلاحات وبعض القضاة عاجزون عن الحكم باسم العدالة، تماماً كما يحصل في قضية ميقاتي - حرفوش.
يبدو أن شهر آب سيمر دون أن نشهد أي قرار يصدر عن الهيئة الاتهامية التي تنظر في قضية ميقاتي - حرفوش، ومن المحتمل أن تكون الهيئة - بحجة اجازتها الصيفية - تتأنى افساحاً للمجال أمام ميقاتي للتفكير جيداً بتداعيات هذه القضية التي نالت اهتمام الخارج والداخل، والتي بسببها رفض موفد فرنسا الرسمي وزير خارجيتها السابق الالتقاء به، ومن المحتمل أيضاً أن تكون الهيئة تتحضر لمباغتة عمر حرفوش كونه لم يرضخ لتهديدات السياسيين ولا لتجاوزات بعض القضاة.
لبنان بلد العجائب، لأن أمثال عمر حرفوش باتوا ممنوعين من زيارة لبنان والقيام بنشاطات إنمائية كترميم مدرسة كروم عرب الرسمية، بينما اغنياء لبنان وحكامه يسرحون ويمرحون على انغام اوجاع الناس وأموالهم.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News