المحلية

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
الأربعاء 06 أيلول 2023 - 08:03 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

النازحون والمخيمات وقود لسيناريو غربي

النازحون والمخيمات وقود لسيناريو غربي

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

في إطار توصيفها للواقع المسيحي اليوم، اعتبرت شخصية سياسية مخضرمة، أن الواقع الديمغرافي في لبنان لم يعد كما كان عليه عندما تأسّس لبنان، وطبعاً الواقع الثقافي في لبنان، كما أن امتلاك المسيحيين لكامل اللعبة الثقافية والتربوية من مدارس وجامعات وغيرها، لم يعد هو ذاته، وأيضاً اللعبة الإقتصادية لم تعد كما كانت عليه، وأيضاً اللعبة السياسية لأنه كان في لبنان حزبين الكتلة الوطنية والحزب الدستوري، يتزعم كل منهما زعيم ماروني، فيما القاعدة الشعبية لدى الحزبين، تضمّ كافة المكوّنات الطائفية والمذهبية.

ومن دون أي شك تبدّلت الأمور، تضيف الشخصية السياسية التي عاصرت أكثر من عهدٍ رئاسي في العقود الماضية، والأحزاب المسيحية لم تعد هي الأحزاب الوحيدة المنظّمة في البلاد، بالإضافة إلى أن المسيحيين كانوا يستمدّون جزءاً من سلطتهم أو قوتهم، من علاقاتهم وانفتاحهم على العالم. وبالتالي، فكل هذه العوامل، يُزاد إليها أن المسيحيين في عدة مراحل لم يحسنوا فعلاً قراءة الظروف السياسية والتفاعل معها من أجل إيجاد مخارج لمصلحتهم، إذ كانت الأمور دائماً تنتهي بفرض تنازلات على المسيحيين، بحيث أنهم لم يحسّنوا اللعبة السياسية.

أما اليوم، فإن المسيحيين قد وصلوا إلى حالة يخشون من خلالها على مستقبلهم، فلا رجالات والأحزاب المسيحية منقسمة، كما أن المسيحيين في لبنان يخشون تكرار ما حصل في المنطقة من عمليات تهجير للمسيحيين، وبشكلٍ خاص في العراق وسوريا، خصوصاً وأنهم يستشعرون الصراعات المذهبية في المنطقة، وكأنهم هم أيضاً جزء من مفاعيلها السلبية.

ولفتت الشخصية، إلى أن لبنان بلدٌ لا يخضع لأي منطق دولي وخارجي، وبلد خاص جداً بتركيبه وتكوينه وأنظمته، ومن هنا، أوشك لبنان مرات عديدة عبر التاريخ إلى الإنحلال الكلي، ولكنه يخرج دائماً من الأزمات، ولذلك ربما من هنا أتى إسم فينقيا، تقول الشخصية المخضرمة، في إشارة إلى طائر الفينيق الذي ينبعث من الرماد، ففي تاريخ لبنان محطات كثيرة، اعتقد خلالها البعض، بأن الدولة اللبنانية قد انتهت، وأن لبنان بات محتلاً، وإذ فعلاً كان ينبعث من جديد.

وعلى هذه الخلفية، تخشى الشخصية السياسية المخضرمة، من سيناريو انحلال جديد، عبر مخطّط مرسوم يهدف إلى استعمال النازحين السوريين في لبنان في ما يسمّى صراعات أمنية داخلية، وتوظيف أحداث مخيم عين الحلوة، التي لم تكن مجرد صراع محلي على قدر ما هي صراع له لون سياسي فاقع، بين فريقين ينتمي كلّ منهما إلى محور معين، تزامناً مع إصرار أوروبا والغرب عامةً، على إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، وبالتالي، وقوفهم بوجه أي مشروع يهدف إلى عودة النازحين، وهو أمر مشبوه فعلاً، بحيث لم يحصل في التاريخ أن مارست الدول والأمم المتحدة، ضغطاً هائلاً كهذا الضغط، متخطيةً سيادة الدولة والإتفاقات الدولية وجميع الأعراف، وأن تفرض على بلدٍ إستضافة نصف عدد سكانه كنازحين، وأن تضع شروطاً مستعصية لأي عودة لهؤلاء إلى بلدهم الأم.

قد تكون لدى البعض في الخارج، نوايا في إبقاء النازحين السوريين من أجل استعمالهم كوقود في مشكلة لبنانية داخلية، وهو ما يتمّ التداول به، على اعتبار أن النازحين "هم من لون واحد ومسيّسين ومتطرفين، والكل يعلم بأن لديهم أسلحة وكل المسؤولي يعلمون أنهم يرغبون في البقاء في لبنان ولا يرغبون بالعودة إلى سوريا لعدة أسباب مالية وإقتصادية وغيرها، بحيث لا ينقصهم سوى التمويل الخارجي لاستعمالهم بوجه الشيعة في لبنان" وهذا تحديداً ما تتخوف منه الشخصية المخضرمة، والتي تتوقّع أن يكون عدم السماح بوضع حل لهم ليس صدفةً، على قدر ما هو قرار بإبقائهم في لبنان، لأن وقت استعمالهم لم يحن بعد وقد يأتي وقت استعمالهم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة