"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
تنعقد اللجنة الخماسية اليوم في نيويورك لبحث نتائج زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الأخيرة إلى بيروت، واللقاءات التي أجراها مع المسؤولين اللبنانيين، والتي لم تحمل أي جديد، وفق المعلومات المتداولة في بعض الأوساط النيابية، والتي ترى أنه قبل الوصول إلى ورقة لودريان التي حملها معه من بيروت، من المفيد التوقف عند محاور أساسية في الحراك الفرنسي، أبرزها أن لودريان، هو موفد خاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي انتقد إيران، ولم يلتقِ ولي العهد السعودي في نيودلهي، ورفع سقف خطابه ضد الولايات المتحدة الأميركية، علماً أن هذه الدول كلها معنية بالوضع اللبناني، وتشارك فرنسا عضوية اللجنة الخماسية.
وعلى الرغم من اقتراب لودريان إلى توجّه اللجنة الخماسية عبر طرحه المرشح الثالث في بيروت، لا يمكن التغاضي، عن الحراك الإقليمي، الذي يتخطى مصالح فرنسا في المنطقة، والذي برز في الساعات الماضية عبر الوساطة القطرية الناجحة في عملية تبادل السجناء بين واشنطن وطهران، بالتزامن مع حلحلة إيرانية ـ سعودية انطلقت من اليمن، ما ساهم في التخفيف من زخم لودريان وقدرته على التأثير في الملف الرئاسي.
وتقول المعلومات، إن الموفد الرئاسي الفرنسي غرق في التناقضات التي حملها في جعبته، فهو اتفق مع الرئيس نبيه بري على طاولة أطلق عليها تسميات عدة كطاولة عمل وطاولة حوار، وقال للمعارضين: "سمّوها ما شئتم ولكن إجلسوا معاً"، فكان ناطقاً وداعياً إلى الحوار، رغم أن المملكة العربية السعودية، رفضت صراحةً أي حوار قد يؤدي حكماً إلى المسّ باتفاق الطائف، فيما أعضاء الخماسية لم يتطرقوا أو يدعموا الحوار، وسبق وأن التزم لودريان معهم بهذا التوجّه.
أيام معدودة أمام لودريان، فهل ستكون كافية لتنفيذ وعوده؟ من الواضح أن الضبابية التي رافقت اجتماعات لودريان لجهة مواقفه التي تبدّلت بالكامل، والعصبية التي أجاب بها الإعلاميين الذين رافقوه في بعض الزيارات، وصولاً إلى ما نقله عنه نواب معارضون من غموض في موقفه من الحوار، قد أوحى بأن ما من توجّه لديه لمواصلة مساعيه أو حتى امتلاكه الوقت للنجاح، وبالتالي، تسليم الأمر للجنة الخماسية، وتحديداً قطر التي باتت على تماس مع كافة القوى الأساسية كالولايات المتحدة وإيران والسعودية.
إلاّ أن المعلومات النيابية، لا تتوقع انسحاب التقدم في ملفات الإقليم على الساحة اللبنانية والملفات الأساسية كرئاسة الجمهورية، لأن لبنان ما زال على لائحة الإنتظار، كونه لم يصل بعد إلى نقطة التقاطع الأميركي - الإيراني أو التوافق السعودي - الإيراني، والسبب إيراني وتعمّد طهران سياسة التريّث وعدم المبادرة إلى تقديم أي خطوة تعبِّر عن حسن نية تجاه المملكة في لبنان، فهي غير مستعجلة فيما السعودية تسابق الزمن والتحديات. فلبنان سيبقى مهمّشاً ومأزوماً والحوار سيطول سواء حصل أم لم يحصل، والمطالبة بتطبيق الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية سيتكرّر، فيما الخشية تتنامى من أوراق متفجِّرة تتراكم على الساحة الداخلية، حيث تحذِّر المعلومات من الملف الأمني الذي يحمل أجزاء عدة مرتبطة بالنزوح السوري، أو تفجير مخيم عين الحلوة، وتنصح بالإبقاء على معادلة الإستقرار الأمني بالدرجة الأولى بعدما بات شبه محسومٍ بأن المراوحة هي الأمر الواقع الذي لن يتغير في المدى المنظور
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News