"سبوت شوت"
أكد العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط أن "حركة حماس أحدثت زلزالاً إستراتيجياً في الإقليم يتعدى بامتاره غزة وغلافها ليشمل المنطقة بأكملها، وهذا الزلزال أسقط مفاهيم ومشهديات وفتح الطريق أمام حال جديد مختلف تماماً".
وفي مقابلة عبر "سبوت شوت" ضمن برنامج "وجهة نظر" قال حطيط: "يمكن وصف تاريخ 7 تشرين 2023 باليوم الأسوأ في تاريخ إسرائيل فقد ضُرب فيها عناصر ثلاث، القيم العسكرية برمتها ببنيتها الواهنة التي لا يمكن ان تحتمل عملاً عسكرياً منظماً، كما ضرب المشهدية الإقليمية التي كانت تستعد لمرحلة جديدة من التطبيع، كما دفن مشروع تصفية القضية الفلسطينية برمتها إلى غير رجعة، وبالتالي لم يغير "طوفان الأقصى" قطاع غزة والمحيط الفلسطيني فقط إنما المشهدية الإقليمية في بعدها المحلي والدولي على حد سواء".
وأضاف "مثل هذه العمليات بشكلها المتقن لا يمكن أن تحضّر في مدة شهر، لا بد من التحضير لها قبل سنة أو سنتين، كما تستلزم عملاً استخباراتياً دقيقاً كإختيار اليوم والساعة ومحاور الهجوم وثغراته، وقد أعتمدت حركة حماس بالتحضير لهجومها على مبدأين، الأول العلم بقدر الحاجة وعدم التفريط بالمعلومة، وحجب الحقائق وإبدالها بالمناورات الخداعية، فأول من أطلق فكرة الهجوم عبر الحدود هو الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما قال منذ سنوات على المقاومين أن ينتظروا يوماً تصدر به الأوامر بإجتياز الحدود والعمل على الجليل فظنت إسرائيل أن الهجوم الذي ستتلقاه سيكون في الشمال فوضعت جهدها هناك لتتفاجأ في الجنوب، وكانت تركز على التسلل عبر الأنفاق فجاء الهجوم فوق الأرض".
وكشف إلى أنه "حتى الآن يمكن القول أن حركة حماس والفصائل المقاومة معها قد إنتصرت على الرغم من أنها لم تلقِ بكل أوراقها، فلم تفعّل بشكل كثيف جبهة العمق كذلك في حال تحركت الضفة الغربية وإستجاب فلسطينيو الـ 48 قد يتم إرباك اسرائيل بشكل كبير. أما محور المقاومة فيتابع بدقة وساعة بساعة مجريات الأحداث فإذا أقلقه وضع حركة حماس لن يقف مكتوف الأيدي".
ولفت إلى أنه "من بين السيناريوهات التي تطرح على رئيس الوزراء الإسرائيلي بن يمين نتنياهو للمواجهة، هو سيناريو العمل البري أو القصف التدميري كذلك سيناريو العمليات المركبة والمراوحة في الميدان دون خرق الحدود، وفي رأينا السيناريو الأول والثاني يشكلان إنتحاراً لإسرائيل لأنهما سيفعّلان العمل في العمق ومحور المقاومة لن يترك إسرائيل تستفرد بحركة حماس وسيتدخل وسيتم التعامل بالمثل".
وشدد على أنه "من الصعوبة بما كان الحديث عن ترميم صورة إسرائيل فهي تملك أهم أجهزة الإستخبارات في العالم ورغم ذلك فشلت في العام 1973 وفي العام 2006 ، أما اليوم فالفضيحة إستخبراتية كبرى إذ لم تستطع إسرائيل توقع تسلل 1400 عنصراً من حماس، فهي عندما أنشأت غلاف غزة، أطلقت عليه المنطقة الأمنية النموذجية وإذا بها تدفع فيه أغلى الأثمان على صعيد الخسائر البشرية. والمعنويات العسكرية للجيش الإسرائيلي على الحضيض وفي معظمه لا يريد القتال، أضافة إلى الثغرات في التحصينات التي لم تشغل منظومة الإنذار المبكر".
وتابع "ليس من مصلحة الإسرائيلي القيام بحرب خارج الحدود لإستعادة المعنويات فهي تئن في مواجهة المقاومة في غزة فكيف لو فُتحت عليها نار جهنم في لبنان أو إيران؟ فالإسرائيلي يستجدي هذا وذاك كي لا تتوسع رقعة الحرب وقد تدخلت أميركا وفرنسا ودول عربية كي ينأى حزب الله عن المشاركة، فإسرائيل غير قادرة على العمل على أكثر من جبهة".
وأشار إلى أن "عملية حزب الله في الأمس الأحد كانت في موقعها الصحيح إذ حققت غرضين، أولهما التذكير بأن للبنان أرض محتلة هي مزارع شبعة، وأن المقاومة هي إحدى الوسائل المتاحة للتحرير، كما أرسل رسائل واضحة للعدو الإسرائيلي بأن في لبنان جبهة يمكن ان تُفتح في أي لحظة في حال تبين أن العدو إخترق الخطوط الحمراء أو أن المقاومة في غزة قد تأثر وجودها، والصواريخ هذه تأتي منسجمة مع حق لبنان بالتحرير وبالتالي لم يخرق حزب الله القرار 1701 وهو يمارس حقاً مشروعاً ".
وأوضح أنه "عندما اطلقت نظرية وحدة الساحات بين مقومات المقاومة كان هناك تفاهم على مفاهيمها، فكل ساحة لها الصلاحية في إدارة نفسها بنفسها ولا يعني اشتعال ساحة معينة إشتعال الساحات برمتها، فاذا إستمرت الساحة المشتعلة بالسيطرة على نفسها لا تكون هناك حاجة للتدخل للنصرة عند إختلال التوازن".
وختم العميد حطيط بالإشارة إلى "التأخر الإسرائيلي في إتخاذ القرار النهائي بالرد على الهزيمة النكراء التي حلت بهم، فها قد مرت ثلاث أيام حتى الآن ولم يتخذ القرار حول طبيعة المسار القادم وهذا يُعبّر عن هول الصدمة التي تلقتها إسرائيل فبعد ثلاث ايام لم تستعد بعد توازنها".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News