"ليبانون ديبايت"
الحرب القائمة بقطاع غزة والمشاهد المأساوية التي انتشرت وبشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعي, شكّلت صدمة نفسية عند كل مواطن عربي و أجنبي مناصر للقضية الفلسطينية.
وآخر هذه المشاهد، الجريمة المروعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي ليل أمس الثلاثاء, خلال قصفه مستشفى المعمداني في غزة, والذي راح ضحيتها أكثر من 500 قتيل, الأمر الذي انعكس بشكل دراماتيكي على مواقع التواصل الإجتماعي. وجاءت تعليقات تدل على قساوة هذه المشاهد التي تخلّف آثاراً نفسية على كل من شاهدها, وأكثر التعليقات انتشاراً كان "موجوعين مع إنو ما انصبنا".
فكيف يمكن لكل من يتابع هذه الأحداث القاسية أن يخرج من الصدمة التي تخلفها؟
في هذا الإطار, أكّدت الأخصائية النفسية والإجتماعية لانا قصقص, أنّ "أكثر جملة تسمعها اليوم في عيادتها هي "ما عم بقدر كون مبسوط واحساس الذنب عم ياكلني عللي عم يصير بفلسطين".
وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت", شدّدت قصقص على أنّ "هذا الشعور مشترك عند كل المواطنين, ويسمى "Survivor's guilt", وهو استجابة عاطفية معقّدة يشعر فيها الشخص بالذنب أو الندم لأن غيره يعاني من حرب, وكوراث, وأعمال عنف, وهو لم يعانِ من شيء وفي آمان".
وأشارت إلى أن "هذا الذنب يمكن أن يترجم بطرق مختلفة, مثل القلق والإكتئاب, والأفكار السلبية التلقائية, وحتى يمكن أن يتطوّر لاضطراب ما بعد الصدمة أو ما يعرف بالـ (PTSD)".
وشدّدت على أنّه "من الضروري جداً أن نفهم أنفسنا, ونعلم أن إحساس الذنب التي نمر به هو استجابة نفسية طبيعية للأحداث الصادمة والوحشية وغير الطبيعية التي نشاهدها حالياً على مواقع التواصل الإجتماعي".
ولفتت قصقص, في الختام إلى أن "الدعم من أشخاص مختصّين أو من أشخاص قريبين جداً منهم و"يرتاحون لهم" هو أمر أساسي للتعامل مع هذه المشاعر والظروف".
"Survivor's guilt" تضرب #اللبنانيين... ومعالِجَة تكشف حجم المعانات!https://t.co/K58XXzqQYD pic.twitter.com/moJuSdj4qu
— Lebanon Debate (@lebanondebate) October 18, 2023
الـــمــــزيــــــــــد
