"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
منذ ساعاتها الأولى، إكتسبت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة طابع الحرب التدميرية ضد البشر والحجر، تحت عنوان "الإنتقام من طوفان الأقصى"، ولكن الهدف الحقيقي كان تحقيق حلم إسرائيلي بنكبة جديدة للفلسطينيين، و"ترانسفير" إلى الجوار وفتح صفحة جديدة في غزة، لكن الإرباك الذي يواجهه المسؤول عن الحرب وعن مشروع ال"ترانسفير"، فتح أبواباً جديدة على حروب ومواجهات على أكثر من جبهة، وتنذر بتكاليف إنسانية هائلة، ولكن من دون أن تتحوّل مجتمعة إلى حرب عالمية ثالثة، فالطرف الأساسي في الحرب التي يجري الإعداد لها، هو المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ولكن في مواجهة مقاومة وليس دول، ما ينفي عن هذه الحرب صفة الحرب العالمية.
فكل الأنظار تتّجه اليوم إلى الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية، حيث تكاد تكون المعركة الدائرة هناك أكثر من مصيرية، كونها ستؤدي إلى تغيير كامل في الخطة الإسرائيلية العسكرية، كما في واقع الإستنفار الأميركي في المنطقة، خصوصاً وأن تهديدات قد أُطلقت أخيراً باتجاه طهران في حال اتّسعت مساحة المواجهة الجارية حالياً على جبهة الجنوب اللبناني.
وعلى الرغم من أن الساعات الـ24 الأخيرة، قد سجّلت ارتفاعاً في منسوب العمليات العسكرية على هذه الجبهة، فإن مشهداً جديداً قد بدأ يتكرّس، وينطوي على محاذير عدة، وقد برز، وفق ما تشير إليه مصادر مواكبة، من خلال تعدّد التنظيمات التي تقوم بعمليات على طول الحدود في المنطقة. وترى المصادر، أن هذا المشهد حمل عدة رسائل باتجاه إسرائيل أولاً، والولايات المتحدة ثانياً، وأبرز هذه الرسائل، أن هذه التنظيمات تقوم بعمليات ضد الأراضي الإسرائيلية، إنطلاقاً من الرغبة في دعم غزة المحاصرة، وبأن "حزب الله" ليس وحده من يعمل على مواجهة العدو الإسرائيلي وردّ اعتداءاته على القرى الحدودية، وذلك مع العلم، وكما تكشف المصادر نفسها، بأن الحزب هو الذي يدير المعركة على أرض الجنوب، وقد أكد جهوزيته كما تحدّث صراحة عبر مسؤوليه عن أن انخراطه في الحرب الدائرة، يأتي وفقاً لاعتباراته وأجندته الخاصة به، وليس بأي طرف آخر.
وعلى الرغم من أن ما من فريق لبناني داخلي قادراً على رسم صورة واضحة حول ما إذا كان لبنان ذاهب إلى حرب واسعة النطاق، فإن المصادر المواكبة، لا تخفي خشيتها من أن تكون الحرب في غزة مرحلة أولى في مسلسل من العدوان الإسرائيلي باتجاه جبهات أخرى، خصوصاً وأن واشنطن هي التي تمسك اليوم بزمام القرار، وهي المسؤولة عن إرباك بنيامين نتنياهو وعجزه عن الذهاب إلى تنفيذ خطة حكومته الأمنية بالنسبة للعملية البرّية في غزة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News