مع دخول الحرب على غزّة اسبوعها الثالث، وبروز مؤشرات عدّة لامتداد الصراع الى جبهات أخرى في المنطقة، التهبت جبهة الجنوب الحدودية بفِعل تصعيد «حزب الله» لضرباته العسكرية ضدّ اسرائيل وتصاعد عدّاد القتلى في صفوفه، ما حمل رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الى توعّد الحزب بـ»دمار لا يمكن تصوره» في حال دخوله حرباً مع بلاده. وقابل ذلك حديث ايراني عن «احتمال خروج الأمور عن السيطرة في أي لحظة».
في هذه الأجواء، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي استمرار اتصالاته الديبلوماسية الدولية والعربية ولقاءاته المحلية «في سبيل وقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وجنوبه تحديداً، ومنع تمدد الحرب الدائرة في غزة الى لبنان»، وإذ أبدى تفهّمه لـ»شعور الخوف والقلق الذي ينتاب اللبنانيين جراء ما يحصل، ودعوات عدد من السفارات لرعاياها لمغادرة لبنان»، أوضح أنه لن «يتوانى عن بذل كل الجهود لحماية لبنان».
وقال ميقاتي امام زواره أمس إن «الاجتماعات والاستعدادات التي نقوم بها من أجل وضع خطة طوارئ لمواجهة ما قد يحصل، هي خطوة وقائية أساسية من باب الحيطة، لاننا في مواجهة عدو نعرف تاريخه الدموي، ولكننا في الوقت ذاته مطمئنون الى أن اصدقاء لبنان يواصلون معنا بذل كل الجهود لاعادة الوضع الى طبيعته وعدم تطوره نحو الاسوأ. كذلك فإن التدابير المتخذة في المطار ومن قبل شركة «طيران الشرق الاوسط» هي ايضاً من باب الوقاية والحذر، والاعتبارات المتعلقة بادارة المخاطر، ولم نتلق اي معطيات تفيد بأي أمر جلل قد يحصل في المطار، وبإذن الله ستكون التدابير الاستثنائية لفترة وجيزة ليعود بعدها الوضع الى طبيعته».
وتابع: «في زمن الأزمات والمحن تكثر الشائعات والاخبار الكاذبة، وجزء منها يندرج في اطار الحرب النفسية على اللبنانيين لاحباطهم، ولكنني على ثقة بأن شعبنا سيتجاوز هذه المحنة كسابقاتها، ولن يسمح للعدو بأن ينال منه ومن صموده». وأوضح ميقاتي انه «كنا آثرنا في بداية الازمة انتهاج العمل الصامت البعيد عن الاعلام، لكن البعض استغل ذلك ليشن حملة غير مبررة على الحكومة ويثير الهلع لدى الناس، ولمواجهة ذلك قررت وضع اللبنانيين أولاً بأول في صورة ما نقوم به، وادعو اهلنا الى الوثوق بأننا مستمرون في الجهد المطلوب لابعاد كل اذى عن لبنان».
وتلقى ميقاتي إتصالين من كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط ووزير خارجية مصر سامح شكري اللذين وضعاه في نتائج «قمة القاهرة للسلام».
جنبلاط
إلى ذلك، سأل النائب السابق وليد جنبلاط عبر منصة «إكس»: «أما وأن البلاد في شبه حالة حرب، أيعقل أن تقاطع بعض القوى السياسية وبعض الشخصيات مجلس الوزراء للتمديد لقائد الجيش الحالي ولتعيين رئيس الأركان؟ كفانا حسابات رئاسية متخلفة، فلنكن جبهة عمل واحدة لمواجهة أقصى الاحتمالات».
ولاحقاً، قال أيضاً: «كفى تآمراً عربياً ودولياً واسرائيلياً على الشعب الفلسطيني، في غزة مئات القتلى والجرحى يومياً ومعابر رفح شبه مقفلة تمر من خلالها بضع شاحنات لمئات الآلاف من المشردين ولعشرات المستشفيات المستهدفة، وكأنكم يا حكام السراب زملاء بيلاطس البنطي في اغتيال شعب غزة».
فضل الله
وأوضح عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله أنّ عدم إطلالة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله الإعلامية «هي جزء من إدارة المعركة، وعندما يدرك السيد نصرالله أنّ إدارة المعركة تقتضي إطلالته سيقوم بذلك»، وأنّه «يدير المواجهات مع القادة الميدانيين بشكل مباشر»، و»يتابع ساعة بساعة مجريات المواجهة في الجنوب وغزة ويشرف على إدارة المعركة مع القادة الميدانيين»، وقال: «نقلت لعوائل الشهداء عن السيد نصرالله أن كل الشهداء هم أبناؤه». وتابع فضل الله «بلدنا مستهدف والعدو يتربص به ولكنه يعلم أنّ المقاومة مستعدّة على طول خط الجبهة ببسالة».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News