المحلية

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
الاثنين 30 تشرين الأول 2023 - 08:00 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

لهذا... الحرب طويلة في غزة

لهذا... الحرب طويلة في غزة

"ليبانزن ديبايت"- فادي عيد

كل الجبهات في منطقة الشرق الأوسط بين محور الممانعة والحلف الأميركي - الإسرائيلي فُتحت في الساعات الماضية، رغم بدء الحديث عن هدنة إنسانية وشيكة، وعن تقديم مساعدات إنسانية بريطانية وفرنسية وأممية إلى أهالي قطاع غزة المحاصرين، والذين تدكّهم إسرائيل وتدفنهم تحت ركام منازلهم، من دون أي تمييز بين الأطفال أو النساء أو المقاومين من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي". فحرب إسرائيل وجودية، وسقفها الزمني مفتوح، وكذلك المجازر التي ترتكبها يومياً وتسعى إلى إخفائها عن أنظار العالم.

لم ينجح الرئيس الأميركي جو بايدن الذي كان أول الواصلين لتعزية تل أبيب على هزيمتها، بالإمساك في زمام القرار بشكل كلي، فساهم الضوء الأخضر الأميركي الذي منحه لبنيامين نتنياهو، في تحويل غزة إلى ضحية للتحالف الدولي، الذي شُكّل على عجل، وبات أهلها أسرى الإنتقام الإسرائيلي من عملية "طوفان الأقصى"، التي دمّرت صورة الجيش الإسرائيلي، وقضت على كل ما بنته إسرائيل في العقود الماضية من بنية تحتية عسكرية ومجتمع يستوطن الأراضي الفلسطينية بالقوة.

الحديث عن هدنة إنسانية وتقديم مساعدات إلى غزة من المجتمع الدولي يطرح علامات استفهام حول معركة غزة التي انطلقت ولن تنتهي قريباً، فالضربة قاسية وسقوط 8000 ضحية في غزة، ليس كافياً للبحث بوقف لإطلاق النار أو هدنة بالنسبة لنتنياهو، الذي انتقل مساء الجمعة الماضي إلى تنفيذ تهديده بالعملية البرّية ضد القطاع، والتي تبدو مختلفة عن كل العمليات الكلاسيكية، من دخول واجتياح واحتلال.

لكن هذا الأسلوب الجديد من الهجوم المحدود ولساعات فقط الذي تعتمده إسرائيل، يختصر، ووفق مراقبين، مشهد الحرب البرّية أو الإجتياح الإسرائيلي لغزة، حيث أنه سيستمر لفترة طويلة على طريقة الإستنزاف لقوة "حماس" وأوراقها المتمثلة بالأسرى أولاً، والأنفاق ثانياً، والدعم الشعبي الذي انفجر في عواصم القرار ثالثاً. ومن خلال عمليات التسلّل من أجل استكشاف الخطوط الأمامية للجبهة مع غزة، يسعى نتنياهو، وبالشراكة مع واشنطن، إلى استدراج "حماس" إلى البقعة التي تختارها الوحدات العسكرية المهاجِمة كمرحلة أولية، والإشتباك المباشر معها كمرحلة ثانية، ثم الإنسحاب سريعاً وبشكلٍ مفاجىء والعودة إلى الغارات والقصف الجوي المدمِّر لمنطقة الإشتباك.

ما من عملية برية كلاسيكية وفق المواقف الأميركية، بل عمليات متواصلة وإنهاك واستنزاف لحركة "حماس"، وتتخلّلها بعض الإحتكاكات في بعض الجبهات الأخرى في المنطقة، ذلك أن القيادة الإسرائيلية التي أُصيبت بنكسة كبيرة، تسعى إلى الإنتقام من أكثر من طرف، خصوصاً وأنها تمتلك اليوم إمكانات هائلة من الدول التي اجتمعت لدعمها وأعطتها الإذن المسبق لارتكاب المجازر في غزة، كما في الضفة الغربية.

زمن الديبلوماسية لم يَحِن بعد، لأن الكلمة اليوم هي فقط للميدان، رغم أن المراقبين لا يستبعدون حصول هدنة قصيرة، كما هي الحال في الحروب، ولكنها لا تعني أن الحل وشيك، إلاّ إذا حصل تطوّر ما في ملف الأسرى، والذي يواجه وحتى اللحظة فشلاً واضحاً.

فإسرائيل ومعها واشنطن، تعارضان أي وقف لإطلاق النار، ولا تزال إدارة بايدن تعمل على منح إسرائيل فرصةً لاستعادة هيبتها، من خلال احتلال مدينة غزة، وإن كانت "حماس" تعمل على إحباط هذه الفرصة بأكثر من وسيلة دفاع.

باختصار، وبحسب المراقبين، إن المواجهة مستمرة، وقد تطول لأسابيع وربما أكثر، لأن ما من أفق سياسي لهذه الحرب الإنتقامية، فقد حقّقت "حماس" انتصارها، ويريد نتنياهو الآن الإنتقام ثم تحقيق إنجاز بأي وسيلة، ولو على دماء الأطفال.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة