اقليمي ودولي

placeholder

الجزيرة
الأربعاء 08 تشرين الثاني 2023 - 16:42 الجزيرة
placeholder

الجزيرة

"الحرب سبكتني من جديد"... ناجية من تحت الأنقاض في غزة تروي معاناتها!

"الحرب سبكتني من جديد"... ناجية من تحت الأنقاض في غزة تروي معاناتها!

روت المهندسة ريم زاهر (25 عاما) الناجية من تحت الأنقاض، قصتها لـ"الجزيرة نت"، وتجربتها منذ لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على بيتها إلى حين النجاة، وتقول: "طوفان من الأسئلة انهال علي وجرفني لقاع الردم. هل جسدي كامل أم أخذت الغارة منه عضوا أو طرفا؟ من الذي وضعني هنا وبيني وبين سقف البيت سنتيمترات، وثغرة بالكاد ألتقط منها الهواء؟ أمي التي كانت تكبر للصلاة بجواري أين صارت؟".

وأضافت، "كانت أصوات الناس تخفت شيئا فشيئا كأنني في القبر، وأسمع صوت نعال المودعين المنفضين عنه، حتى تهيأ لي أن الجرافة تدفنني بالأنقاض بدلا من أن تحاول انتشالي منها، وتمكنت من التقاط حجر صغير استخدمته للدق على السقف الساقط فوقي، ولسان حالي "يا سائق الجرافة أنا هنا حية أتنفس، أنا هنا سيادة المنقذ، أبي أنا هنا حية لم أمت. كلما صحوت ناديت أمي، هل استيقظت؟ ومع تكرار نداءاتي لها وتكرارها عدم الرد، بت أوقن أنها ارتقت، وهنا بدأ الخوف يجتاحني من جديد، من ارتقى أيضا؟ لماذا اصطفاهم من دوني؟ هل يا رب لست أهلا لها؟ لماذا أبقيتني؟".

وتابعت، "كم لبثت؟ سألت المنقذ الذي أعتقني من هذه اللجة، وأجبته سريعا موقنة من صدق توقعي: أربعة أيام أليس كذلك؟ قال: نعم. نقلوني إلى المستشفى، وحين الحديث مع من حولي عرفت أني مكثت 12 ساعة". وكان المسعفون يحاولون طمأنتي على حالتي الصحية التي لم أكترث لها، بينما كنت أنا أبحث عن وجوه أفراد عائلتي فيمن حولي، بدأت الاطمئنان على إخوتي تباعا. نحن 10 إخوة، رأيت 8 منهم".

واستكملت الناجية، "بقي أكبرهم بلال لم أره. ثم عرفت أنه ارتقى مع ابنه "محمد" ثم جاءني بعدها خبر انتشال أمي من تحت الأنقاض، مرتقية على الهيئة نفسها التي تركتها عليها، كفوفها على بعضها، جسدها ساخن، دمها ما زال ينزف، وريحها المسك".

وقالت: "لكن ريم قبل الساعة 4:08 عصرا، في العاشر من تشرين الأول الماضي ليست كما بعده نجى جسدي كما يبدو للعيان، لكن القذيفة فتكت بداخلي، وجعلته مهشما، أعجز عن معرفة السبب الذي أبقاني الله له، لكن كلمات أمي الشهيدة أن "أقدار الله كلها خير، وأن أجر البقاء في أرض الرباط عظيم، ويتطلب منا الكثير"، ومقولة أخي التي كان يكررها دوما بأن "تحرير فلسطين مش بالساهل واحنا فداها" جعلني أضع الموازين في نصابها. وسيدفعني للصبر وللالتزام بوصاياهم".

وأضافت، "بعد ذلك اليوم غيّرت تعريفاتي عن عدة أشياء من حولي، ونظرتي إلى العديد منها تغيرت. الخذلان الذي يشعل في الغضب على المتفرجين على مقتلنا. طموحي الذي كان يتجاوز حدود الوطن، لنيل الدراسات العليا، تغيّر".

وختمت الناجية، "الألوان الزاهية المكتظة بالشغف التي كنت أختارها لرسم اللوحات، سيتغير إقبالي على الحياة وطمعي في نيل جوائز أخرى، كالتي حزتها كثيرا في الهندسة والفن والتوثيق وتأسيس مشاريع جديدة تغير. نومي في العتمة، وجرأتي على الجلوس فيها تغيّر، الحرب سبكتني من جديد، ولعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرا".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة