كشفت صور التقطت بالأقمار الصناعية مدى الظلام الذي حل على قطاع غزة بعد الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس منذ السابع من تشرين الأوّل الماضي.
ويأتي حوالي ثلثي مصادر الطاقة في غزة مباشرة من خطوط الكهرباء الإسرائيلية، ومعظم الباقي من الوقود المستورد المستخدم في محطة توليد الكهرباء في غزة.
Gaza Night Time Lights before and after. 1st-15th Oct 2023. From Nasa Black Marble, VNP46A2. #Gaza #GazaWar #Gaza_Genocide #Israel #Hamas pic.twitter.com/OnfHNopRSL
— Nighttime Maps (@Nighttime_Maps) October 26, 2023
لكن منذ اندلاع الحرب، قبل أكثر من شهر، قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود عن سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.
وسمحت إسرائيل لعدد محدود من الشاحنات التي تحمل الإمدادات الأساسية بالعبور إلى غزة من مصر، لكنها رفضت حتى الآن السماح بدخول الوقود إلى القطاع، بسبب مخاوف من استيلاء حماس عليه واستخدامه لأغراض عسكرية.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الأحد، خروج مستشفى القدس في مدينة غزة عن الخدمة وتوقفه عن العمل بشكل كامل، بسبب نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.
وكشف تحليل أجرته مجلة إيكونوميست البريطانية، لصور التقطت في الليل بالأقمار الصناعية أن ليالي غزة باتت "الأكثر قتامة خلال العقد الماضي".
وقالت المجلة: قطاع غزة شهد زيادة كبيرة في الأضواء الليلية، بنسبة وصلت إلى أكثر من الضعف، منذ عام 2012، مع زيادة الحاجة إلى الكهرباء بسبب ارتفاع عدد السكان.
لكن هذا الارتفاع في الأضواء الليلية تخللته سلسلة من الانخفاضات من جراء توقف محطات الكهرباء عن العمل في عدة مناسابات وجراء الحروب المتتالية.
لكن لم يتسبب أي حدث آخر خلال العقد الماضي في إحداث هذا القدر من الظلام الذي أحدثته الحرب الحالية، وفق الصور الجديد، وهي ضمن مشروع Black Marble التابع لـ"ناسا".
وتشير الصور إلى أن أضواء الليل خفتت بنسبة 90 في المئة منذ بدء الحرب، مما يعني أن استخدام الكهرباء انخفض بنسبة مماثلة.
وبحلول 11 تشرين الأوّل، تم قطع خطوط الكهرباء الإسرائيلية ونفد الوقود من محطة توليد الكهرباء في غزة، ونفد وقود الديزل في العديد من المستشفيات أو قارب على النفاد.
ومع انقطاع الكهرباء، تتوقف المستشفيات ومحطات الصرف الصحي ومطاحن الدقيق عن العمل، وتصبح مهمات البحث والإنقاذ مستحيلة، وفق المجلة.
ويسمح الآن لعدد قليل من شاحنات المساعدات بالدخول إلى جنوب غزة، لكنها لا تحمل الوقود، مما يعني استمرار الظلام.
واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنته حماس على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة في السابع من تشرين الأوّل، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وتم اختطاف نحو 240 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف مكثف على القطاع المحاصر، وأتبعته بعملية برية لاتزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 11 ألفا، أكثرهم مدنيون، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.