خطة بومبيو كادت أن تتحقّق مع "الطوفان"... "ما يحصل في غزة سيطبّق في لبنان"!

"ليبانون ديبايت"

رأى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط, أن "الجبهة الجنوبية لا زالت تشهد الحرب المقيّدة بقواعد محدّدة, القابلة للتصعيد وللتطوير وفقاً لمقتضى الحال".

وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت", قال حطيط: "للجبهة الجنوبية وظيفتين, وظيفة لبنانية ووظيفة فلسطينية".

ففي الوظيقة اللبنانية, الجبهة الجنوبية, هي لتوجيه رسالة إلى العدو الإسرائيلي, بأن هذه الجبهة على قدر من الجهوزية, تردعه عن القيام بأي عمل عدواني ضد لبنان, والسبب في ذلك هو أن ما يجري في غزة أمر خطير جداً, لم يجرِ منذ ثلاثين سنة إلى اليوم.

وأضاف, "إذا استطاع العدو الإسرائيلي أن يحقّق أهدافه في غزة وانتصر على المقاومة الفلسطينية", مع أن هذا الأمر مستعبد برأيه, "سينقل حتماً لمعالجة الجبهة اللبنانية, وفي نفس الطريقة".

وتطرّق حطيط إلى أمر هام, وهي خطة بومبيو, التي أطلقها لتدمير لبنان وتدمير المقاومة فيه عام 2019, تشمل بمرحلتها الخامسة الإجتياح الإسرائيلي للبنان.

وذكّر أن هذه الخطة التي أُطلقت في آذار 2019, عندما أتى وزير الخارجية الأميركية إلى لبنان واجتمع بمسؤولين لبنانيين, وتضمّنت 5 مراحل:

المرحلة الأولى: الفراغ السياسي وقد تحقّق.

المرحلة الثانية: الإنهيار النقدي وقد تحقق مع إندلاع الثورة في 17 تشرين.

المرحلة الثالثة: الإنهيار الإقتصادي, تبعاً بالإنهيار النقدي وتحقق.

أما المرحلة الرابعة, فكان الإنهيار الأمني, إلا أنه لم يتحقق وباء في الفشل, فإطلاق النار على التظاهرات وقطع الطرقات, لم يحقق هذا الإنهيار, في ظل صلابة الجيش اللبناني ومناعته وقوّة المقاومة.

واعتبر أنه "لو تحقّق الإنهيار الأمني, لكنا وصلنا إلى المرحلة الخامسة وهي الإجتياح الإسرائيلي لبنان, وبالتالي ما يجري في غزة اليوم هو نموذج وإذا نجح في غزة سيطبّق في جنوب لبنان بالطريقة ذاتها".

وتابع, "مهّمة المقاومة في لبنان, وظيفتها أن ترسل رسالة جهوزية, وأن تظهر قوتها, وأن تمنع العدوان على لبنان".

وفيما يتعلّق بالوظيفة الفلسطينية، أجاب حطيط: "المقاومة تستفيد منها بشكل غير مباشر, وعنوانها ممنوع ترحيل القطاع وممنوع كسر المقاومة, ويمكن منع ذلك من خلال ضغوط عسكرية على الجبهة الجنوبية, تجبر إسرائيل أن تخفّف ضغطها في الجنوب, لا سيّما أن الجبهة الجنوبية جذبت حتى الآن نصف الجيش الإسرائيلي".

ورأى أن "وظيفة الجبهة الجنوبية أن تضغط على العدو الإسرائيلي, فبدلاً من أن يكون الضغط الإسرائيلي على غزة وتحقق فيه نجاح باهر, انقسمت قوّتها إلى قسمين, وبالتالي إحتمال النجاح ينخفض".

وخلُص حطيط, بالتأكيد على أن "خسارة إسرائيل بغزة, تمنعها عن شن حرب على لبنان, وربحها في غزة يدفعها لشن حرب على لبنان".