المحلية

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
السبت 02 كانون الأول 2023 - 07:55 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

إنتصارات سياسيّة لـ"حماس" رغم المعارك

إنتصارات سياسيّة لـ"حماس" رغم المعارك

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

في الوقت الذي استأنفت فيه آلة القتل الإسرائيلية أعمالها العدوانية ضد قطاع غزة، تبقى حسابات الربح والخسارة لصالح حركة "حماس" بحسب قراءة متأنية لمصدر وزاري سابق، والذي اعتبر أن حركة "حماس" حقّقت عدة انتصارات سياسية أساسية، وليست بالضرورة عسكرية، وهي كالآتي:

أنها أعادت طرح مبدأ الدولة الفلسطينية على طاولة البحث، والذي كان مغيّباً خلال سنوات عديدة، وهذا انتصار سياسي كبير بأن يعود العالم للتداول بقوة بحلّ الدولتين، أي الدولة الفلسطينية.

حققت حماس إنتصاراً عبر دفع المجتمع الإسرائيلي إلى الإنشقاق، بمعنى أنه عُرف عن المجتمع اليهودي خلال ال70 سنة المنصرمة، كان دائماً مع دولته وحكومته ظالمة كانت أو مظلومة، وللمرة الأولى نشهد انتقادات حادة ومعارضة كبيرة تهدِّد بسقوط الحكومة إلى حدٍّ معيّن.

نجحت حماس في تغيير منحى المجتمع اليهودي الدولي، بحيث كان هذا المجتمع خلال ال70 سنة الأخيرة دائماً مؤيداً لإسرائيل، ولو بشكل أعمى، وللمرة الأولى أصبحنا نسمع أصواتاً كبيرة من مثقفين ومفكرين ونافذين يهود في العالم ينتقدون علناً وبوضوح سياسة إسرائيل، وأيضاً هذا إنجاز كبير، ويؤثِّر بدوره على الحكومات الأجنبية، بمعنى أن قوة إسرائيل كانت دائماً بهذا الدعم الأميركي والأوروبي المطلق، اما إن تزعزع هذا الدعم نتيجة تغيّر حالة المجتمعات اليهودية في الخارج فهذا سيؤثّر حتماً على مجريات الأمور.

وأيضاً نجحت "حماس" بتحميل إسرائيل أزمة إقتصادية نادراً ما عرفتها ولا سابقة لها في الكيان الصهيوني، هذه كلها بالفعل إنتصارات سياسية شئنا أم أبينا، وهذا يجعلنا نسأل إلى متى يستطيع بنيامين نتنياهو أن يستمر في وضعه، نتيجة هذه المتغيرات الجذرية، لذلك، وبمعزل عن الضحايا والشهداء الذين سقطوا في غزة، هناك انتصارات حقّقتها عملية "طوفان الأقصى".

فرضت "حماس" نفسها كفريق لا يمكن تجاوزه حتى الآن، والأساس هو عودة القضية الفلسطينية لتُطرح على طاولة المفاوضات بعدما كانت غائبة، والأساس الآخر يتمثّل بأن المجتمع الإسرائيلي الذي كان طوال الوقت في حالة تماسك، وموحّداً، إنقسم انقساماً كبيراً، إضافة إلى أن المجتمع اليهودي العالمي في الخارج، والذي هو أساس قوة إسرائيل والذي يحرّك الدول الأجنبية، أيضاً منقسم إنقساماً كبيراً، والأصوات الهامة جداً تعلو كل يوم ضد سياسة نتنياهو.

وأخيراً، تغيير نهج السياسات الأجنبية، بحيث كلنا يرى كيف أن سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن تغيّرت في الآونة الأخيرة، أي منذ 5 أسابيع وحتى اليوم، وكيف أن سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورؤساء أوروبيين آخرين تغيّرت، وربما هذا ليس كافياً حتى الآن، ولكن هذا تغيير يُسجّل.

وأبدى المصدر الوزاري نفسه، اعتقاده أن نتنياهو على المدى الطويل أو المتوسط سيكون مهزوماً، ولن يستطيع أن يستمر في كل هذه المتغيّرات التي حصلت، لأنه في حال نجحت فلسطين في عملية إسقاط نتنياهو ومجيء حكومة معتدلة في إسرائيل، نتيجة كل هذه الأحداث والمتغيّرات، فهذا سيفتح الباب واسعاً أمام بحث جدي لعملية سلام عنوانها "الدولة الفلسطينية"، وهذا يعني بأن القضية الفلسطينية سترتاح، وبأن العالم العربي سيرتاح والعالم أجمع سيرتاح في هذا الموضوع.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة