"ليبانون ديبايت"
لم تعد قواعد الإشتباك التي تحكم المواجهات على الجبهة الجنوبية، مصطلحاً سائداً في الوقائع العسكرية اليومية بعدما تمّ تجاوزها أخيراً، وبات الوضع مفتوحاً على أكثر من سيناريو تصعيدي، خصوصاً بعد عملية اغتيال القيادي والمستشار في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي.
المحلِّل والمستشار القانوني في المفوضية الأوروبية الدكتور محي الدين شحيمي، يجد أن الإستهداف الأمني الأخير في سوريا "ليس أكثر من جزءٍ من تكتيك المعركة الشاملة ونوعٍ من تطبيق جزئي للتهديدات الإسرائيلية"، وإن كان يرى أن "الخطوط العريضة للمشهدية الكبيرة لم تتغير من 7 تشرين الأول إلى الآن، حيث أن الإتجاه واحد، وهو استمرار الفظاعات في غزة".
واستناداً إلى هذه المشهدية، يلاحظ المحلِّل شحيمي، أن "وحدة الساحات غير موجودة، إلاّ بشكل خجول، حيث أن الجبهة السورية صامتة رغم الإستهدافات داخل الأراضي السورية، والتي بدأت قبل حرب غزة وما زالت مستمرة بعدها، ووفق معادلة الحرب على القطعة في سوريا والعراق واليمن، رغم أن الأخطر فيها هو ما يحصل في البحر الأحمر والذي يهدّد الأمن القومي الشرق أوسطي والإقليمي والعالمي والعربي".
وفي خضم استعارّ المواجهات في غزة أو على الجبهة الجنوبية، فإن مشهدية الحلّ الأخيرة، بحسب حشيمي، "ترتكز إلى وقف إطلاق النار والدخول إلى المرحلة السياسية، لكن الآليات على حالها، وللأسف مجلس الأمن متقاعس وعاجز وقد شهدنا في الأشهر الماضية على توقيعه على وثيقة وفاة القانون الدولي والقرارات والإتفاقيات الدولية الملزمة، وهذا نتيجة الخلافات داخل أروقة المنظمة الأممية، والذي ينعكس على بطء في صدور قرار بوقف النار في غزة، بعد أكثر من 8 محاولات، وذلك يصبّ في مصلحة إسرائيل التي تستهدف العزّل والمدنيين في قطاع غزة، وبالتالي، لا يمكن الحديث عن أي أفق سياسي قبل انتهاء مرحلة الجرائم الإسرائيلية في غزة".
أمّا لجهة الأفق السياسي، فيشدّد حشيمي، على أن "المعبر الأساسي هو فقط حل الدولتين رغم رفض الكيان الإسرائيلي له ولكل الإتفاقات السابقة، حيث لا إمكانية لأي سلام في المستقبل من دون دولة للشعب الفلسطيني وسلام للفلسطينيين، ومعبر التهدئة في المنطقة والأمن لإسرائيل هو الأمن للشعب الفلسطيني، من خلال حل الدولتين، وذلك رغم عمليات الإستيطان والواقع في الضفة الغربية، فإسرائيل لم تحترم اتفاق أوسلو وزادت من عمليات التهجير والإستيطان في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً وأن المجتمع الدولي بات مدركاً لهذا الواقع، وهناك تحوّلات في المواقف الدولية التي بدأت تؤكد على أهمية وقف النار في غزة، واعتماد حلّ الدولتين الوارد في قمة بيروت".
وعن إمكانية التطبيق العملي لهذا الحل، يقول شحيمي، إنه على الرغم من كل "الخناجر والطعنات التي تلقاها حلّ الدولتين، فهو السبيل الوحيد للحل رغم كل الإستهدافات على مستوى الجغرافيا العربية، والتي تبقى على القطعة".
وعن جبهة لبنان، فإن المعادلة تنسحب على هذه الجبهة وفق شحيمي، الذي يحذِّر من أن "المواجهة تتمدد وباتت خطرة كثيراً اليوم، ولا يستطيع أي طرف أن يضمن ضوابطها، بصرف النظر عن وجود شبه اتفاق دولي وإقليمي، على ممارسة الضغوط لعدم انفلاش رقعة المواجهة والحرب خارج فلسطين المحتلة، ولكن إلى متى ستدوم هذه الضغوط، فإن أصحاب القرار لا يملكون الجواب".
وبهدف استدراك التصعيد الواسع، يشير شحيمي، إلى حراك دولي ديبلوماسي تجاه لبنان، في ضوء وجود "مجرمين ومتطرفين في إسرائيل يهربون إلى الأمام ويستدعون عمليات صدام كبيرة، إنما الإستهدافات الإسرائيليلية للقادة الإيرانيين سواء داخل إيران أو خارجها، سبقت حرب غزة وتندرج ضمن الصراع بين إيران وإسرائيل، ولكن من دون مواجهة مباشرة، ولن تنعكس على جبهة الجنوب".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News