مع دخول الحرب في غزة شهرها الرابع، زادت المخاطر من انجرار دول أخرى إلى نزاع مسلح وحرب متعددة الأطراف، وذلك بعد التصعيد الذي شهدته المنطقة في الساعات الماضية بالبحر الأحمر واليمن. ووسط هذا التصعيد، يحبس العالم أنفاسه تحسباً لاندلاع حرب عالمية متعددة الأطراف.
فقد نفذت طائرات وسفن وغواصات أميركية وبريطانية ضربات في أنحاء اليمن فجر الجمعة على أهداف لجماعة الحوثي، ردا على هجمات تنفذها الجماعة على سفن في البحر الأحمر في تطور يمثل توسعا لتداعيات الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وأكد شهود في اليمن لـ"رويترز", البوم الجمعة, عن "وقوع انفجارات في أنحاء البلاد", وقالوا إن: "الضربات استهدفت قاعدة عسكرية في محيط مطار صنعاء وموقعا عسكريا قرب مطار تعز وقاعدة بحرية تابعة للحوثيين في الحديدة ومواقع عسكرية في محافظة حجة".
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان: "هذه الضربات المحددة رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يغضوا الطرف عن الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر".
وقال متحدث باسم الحوثيين إن "73 ضربة أدت إلى مقتل خمسة من مقاتلي الحركة وإصابة ستة. وأضاف أن تلك الهجمات لن تمر "دون رد ودون عقاب" وأن الحركة ستواصل استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل".
ويصف الحوثيون الهجمات على السفن بأنها "تهدف لدعم الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل".
وقال مسؤول أميركي إن: "الهجمات استهدفت أكثر من 10 مواقع وإن الضربات كانت تهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين ولم تكن رمزية فقط".
وأضاف "استهدفنا قدرات محددة للغاية في مواقع بعينها باستخدام ذخائر دقيقة".
وفي بلد لم يتعاف بعد من حرب دائرة منذ ما يقرب من عقد دفعت الملايين لشفا المجاعة، شهدت ساعات الصباح اصطفاف طوابير طويلة أمام محطات الوقود من السكان الذين يخافون من صراع جديد ممتد مع الغرب.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في بيان "الدلائل الأولية تشير إلى أن قدرة الحوثيين على تهديد الشحن التجاري قد تلقت ضربة قوية".
وقال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي إن: "الضربات جاءت في إطار الدفاع عن النفس لكن ليس هناك المزيد من الخطط لتنفيذ ضربات أخرى في الوقت الحالي".
وارتفعت أسعار النفط ارتفاعا حادا بسبب مخاوف بشأن احتمال تعطل الإمدادات.
وينفذ الحوثيون، هجمات على السفن في مدخل البحر الأحمر منذ تشرين الاول وهو مسار من أكثر مسارات التجارة العالمية ازدحاما فهو الممر الرئيسي بين أوروبا وآسيا ويمثل حوالي 15% من حركة الشحن العالمية".
ونشرت الولايات المتحدة ودول حليفة لها قوة مهام بحرية في المنطقة لحماية السفن وتصاعدت حدة الموقف في الأيام القليلة الماضية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الموجود في المستشفى بسبب مضاعفات عملية جراحية، في بيان إن: "الضربات استهدفت قدرات الحوثيين بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والرادارات الساحلية والاستطلاع الجوي".
وتسببت الهجمات التي ينفذها الحوثيون في تعطيل حركة التجارة الدولية وأجبرت بعض السفن على قطع الطريق الأطول حول جنوب القارة الأفريقية مما زاد من تكلفة ووقت نقل السلع وأجج مخاوف من موجة جديدة من ارتفاع التضخم عالميا وتعطيل التعافي الاقتصادي العالمي بعرقلة سلاسل الإمداد.
لكن يتعين على واشنطن أن توازن بين عزمها على الحفاظ على مسارات الملاحة مفتوحة والمخاطرة باتساع نطاق الحرب في المنطقة.
والضربات هي الأولى من الولايات المتحدة على الأراضي اليمنية منذ عام 2016 وأول مرة تهاجم فيها الحوثيين بهذا النطاق.
وفيما دانت إيران بشدة الضربات الأميركية البريطانية التي استهدفت مواقع للحوثيين في عدة محافظات باليمن، طلبت روسيا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي في 12 يناير، فيما يتعلق بالضربات.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News