اقليمي ودولي

placeholder

الحرة
الخميس 01 شباط 2024 - 09:45 الحرة
placeholder

الحرة

"لإنهاء الصراع"... هل قررت واشنطن الإعتراف بدولة فلسطين؟

"لإنهاء الصراع"... هل قررت واشنطن الإعتراف بدولة فلسطين؟

لعقود من الزمن، التزمت الولايات المتحدة بسياسة تقوم على أن المفاوضات المباشرة بين الإسرائليين والفلسطينيين هي الطريق لقيام دولة فلسطينية، لكن يبدو أن الحرب في غزة غيرت تفكير الإدارة الأميركية التي بدأت بالفعل دراسة الاعتراف بدولة فلسطينية لإنهاء الصراع، وفقا لتقرير نُشر الأربعاء.

وكشف التقرير الذي نشره موقع "أكسيوس" أن "وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، طلب من وزارة الخارجية إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية بشأن اعتراف أميركي ودولي محتمل، بـ"دولة فلسطين" بعد الحرب في غزة".

ونقل الموقع عن اثنين من المسؤولين الأميركيين، من دون أن يكشف هويتهما، قولهما، إن "دراسة وزارة الخارجية لمثل هذه الخيارات تشير إلى تحول في التفكير داخل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بشأن الاعتراف المحتمل بالدولة الفلسطينية، "وهو أمر حساس للغاية على المستويين الدولي والمحلي"، وفق تعبير الموقع.

وقال مسؤول أميركي لأكسيوس إن "الجهود المبذولة لإيجاد طريقة دبلوماسية للخروج من الحرب في غزة فتحت الباب أمام إعادة التفكير في الكثير من النماذج والسياسات الأميركية القديمة".

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن مسؤول أميركي كبير، أن "الحرب في غزة والجهود المبذولة لإيجاد حل دبلوماسي (للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين) فتحت الطريق لإعادة النظر داخل الإدارة".

ووفقا للمسؤول، هناك عناصر داخل إدارة بايدن توصي بتغيير السياسة والتحرك نحو الاعتراف بدولة فلسطينية كخطوة أولى في عملية سلام متجددة وليس كخطوة أخيرة تكون نتيجة لمفاوضات بين الطرفين.

ويرى السفير الأميركي السابق، جيمس جيفري، أن "حرب غزة حدث كبير يجبر الولايات المتحدة والقوى الأخرى على التفكير بحلول من خارج الصندوق والتقدم إلى الأمام بخطوات كبيرة".

وفي حديث هاتفي مع موقع "الحرة"، لفت جيفري، وهو ديبلوماسي رفيع شغل مناصب عديدة في واشنطن وخارج الولايات المتحدة إلى أن "الإدارة الأميركية لم تؤكد تقرير أكسيوس، وقال إنه لا يشكك في صحة التقرير، لكن "الأمر يجري في وزارة الخارجية ولم يحصل على مباركة مجلس الأمن القومي الأميركي"، بحسب قوله.

وتابع جيفري أن "كثيرا من الدول كانت قد اعترفت بفلسطين كدولة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اعتراف الولايات المتحدة بفلسطين بشكل أحادي أو بالسماح لها بأن تصبح دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة".

لكن من المهم أن نشير إلى أن أيا من هذه الخطوات لن تحل النزاع، يقول السفير السابق، مضيفا "من الواضح أنها تصب في مصلحة الفلسطينيين، لكن الموقف الأميركي يتمثل في أن مستقبل الأراضي الفلسطينية، الضفة الغربية، وقطاع غزة الأكثر تعقيدا، يجب حله من خلال المفاوضات بين طرفي النزاع".

وقال مسؤول أميركي لصحيفة "جيروزاليم بوست" إن "بلينكن طلب أيضا من وزارة الخارجية تقديم مقترحات لما قد تبدو عليه "الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح" بناء على نماذج مختلفة من جميع أنحاء العالم".

وتربط إدارة بايدن التطبيع المحتمل بين إسرائيل والسعودية بإنشاء مسار لإقامة دولة فلسطينية كجزء من استراتيجيتها بعد الحرب.

وتستند هذه المبادرة إلى الجهود التي بذلتها الإدارة قبل هجوم حركة حماس على مناطق إسرائيلية في 7 تشرين الأول، للتفاوض على صفقة مع السعودية تتضمن اتفاق سلام بين المملكة وإسرائيل.

وسبق أن أوضح مسؤولون سعوديون، منذ 7 تشرين الأول، أن أي اتفاق تطبيع محتمل مع إسرائيل سيكون مشروطا بإنشاء مسار "لا رجعة فيه" نحو إقامة دولة فلسطينية.

وفي وقت يرى السفير الأميركي السابق جيمس جيفري، أن "الخطوة واحدة من الخطوات الحكيمة التي تنظر فيها الولايات المتحدة، يشير السفير ومساعد وزير خارجية سابق، فيليب كراولي إلى أنها "فكرة تستحق النظر"، مستدركا بالقول: "لكن الشيطان في التفاصيل".

وفي حديث هاتفي مع موقع "الحرة"، يقول كراولي "بعد حرب غزة، ولحل النزاع بشكل نهائي ستكون هناك حاجة لطريق موثوق نحو دولة فلسطينية. لكن كي تعترف بدولة لابد أن يكون لها حدود، وهذه كانت ولا تزال من بين المسائل الأساسية التي يفترض أنها مرهونة بالمفاوضات بين الطرفين".

ويعتقد كراولي أنه "في الواقع هناك الكثير الذي يجب عمله على الأرض لجعل الفكرة قابلة للتطبيق. يمكن أن تسرّع العملية لكننا لا نزال نتحدث عن سنوات من التفاوض"، يؤكد المسوؤل الأميركي السابق.

والأربعاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن "الولايات المتحدة منخرطة في "عمليات تخطيط" مستمرة حول أفضل السبل للمضي قدما في إقامة دولة فلسطينية، لكنه شدد على أن هذا ليس تغييرا في السياسة".

وقال ميلر للصحفيين في واشنطن، الأربعاء، "نعم، نحن نسعى بنشاط لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية حقيقية لإسرائيل".

ويرى الاتحاد الأوروبي بدوره أن "الدولة الفلسطينية هي أفضل ضمان أمني لإسرائيل، وفق تصريح لجوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، أواخر العام الماضي".

ويقول رئيس الدبلوماسية الأوروبية "لمنع غزة من الوقوع في أيدي الجماعات المسلحة الخارجة عن السيطرة التي قد تزعزع استقرار المنطقة بأكملها، بدءا من إسرائيل، يجب أن تحكم المنطقة دولة تمثل شعبها".

وأضاف "أن أمن إسرائيل يتطلب إقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية".

يقول السفير كراولي "من الصعب رؤية كيف ستسير الأمور، بالنظر إلى العوائق السياسية الموجودة. حاليا ليس لديك، على سبيل المثال، حكومة إسرائيلية مستعدة لتقديم أي نوع من التنازل للفلسطينيين، ولديك قيادة فلسطينية منقسمة، مجموعة في غزة وأخرى في الضفة الغربية".

ويتابع "بإمكانك الاعتراف بالدولة، لكن يجب أن تتوفر لها أسباب واقعية لكي تعمل، وإلا فأنك تجبر نفسك على الانخراط في مرحلة أخرى لنزاع مستمر منذ أكثر من 75 عاما".

وتعليقا على ما يدور داخل الإدارة الأميركية من تغيير في التفكير تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قال عضو الكنيست جدعون ساعر من حزب الوحدة الوطنية إن "دولة فلسطينية ستعرض أمن إسرائيل ومستقبلها للخطر"، وأضاف "ستكون دولة راديكالية وقاعدة للإرهاب الإسلامي وتحالفا مع العناصر الأكثر تطرفا من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة بشكل دائم"، وفق ما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست".

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي عارض منذ فترة طويلة حل الدولتين.

وتعارض إسرائيل بشدة أي اعتراف بدولة فلسطينية من جانب الدول بشكل فردي أو في الأمم المتحدة.

وتضم حكومة نتانياهو قوميين متطرفين يعارضون حتى المبادرات الصغيرة تجاه الفلسطينيين.

وقد اعترف المسؤولون الأميركيون بأنه "من غير المرجح أن يوافقوا على مسار نحو دولة فلسطينية مستقبلية"، وفق "أكسيوس".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة