إسرائيل "المُنهَكة"... تبحث عن مكاسب قبل وقف النار

"ليبانون ديبايت"

مع احتمال الهدنة في غزة، تستعد الساحات المساندة ضمن وحدة الساحات، للمعادلة التي سيرسيها الإتفاق المرتقب بين حركة "حماس" وإسرائيل، وارتداداته المباشرة على الجبهة الجنوبية المشتعلة بشكلٍ غير مسبوق في الساعات ال48 الماضية. ويتزامن إقرار الهدنة في غزة، مع رهانٍ على ما سيحمله الوسيط الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، حيث يكشف مطلعون على كواليس المهمة الأميركية ل"ليبانون ديبايت"، عن معلومات غربية، وصلت إلى القيادات السياسية اللبنانية، تفيد بأن الإسرائيلي بات منهكاً، ويريد وقفاً لإطلاق النار في جنوب لبنان.

⁠إزاء هذا الواقع، يتحدث المطلعون، عن مكاسب تبحث عنها تل أبيب في موازاة وقف النار، وتطلبها من لبنان من أجل إتاحة عودة مستوطنيها إلى الشمال، إلاّ أن لبنان في المقابل، ⁠لم يقدِّم أي التزام سوى الحديث عن تطبيق القرار الدولي ١٧٠١ من جهة لبنان وإسرائيل.

ماذا ⁠ينتظر لبنان إذن؟
عملياً، ينتظر لبنان محطتين أساسيتين: نتائج زيارة هوكستين إلى إسرائيل ووقف حرب غزة.

⁠لغاية الآن، يقول المطلعون، إن مسارات حرب غزة، لا تزال مفتوحة على كل الإحتمالات، في ظل عدم تلبية تل أبيب للشروط الفلسطينية، علماً أن حركة "حماس" تأخذ برأي كل فصيل فلسطيني في المشاورات الجارية، لعدم تفرّدها بأي قرار، ممّا يعزِّز جدّيتها بطرح ملف وقف الحرب، وليس فقط الهدنة، وبالتالي، تريد أن يتحمل الكلّ معها مسؤولية أي قرار قد تبلغه إلى الوسيطين القطري والمصري.

ومن بين الإحتمالات أيضاً، يبرز سيناريو الإستمرار بالمواجهة أو سيناريو وقف الحرب، وهو ما تنتظره عواصم القرار في ضوء ما ستحمله الأيام الآتية، قبل التوجّه إلى اتخاذ قرار دولي.

هذا من حيث الشكل، إنما في الجوهر، يتابع المطلعون، فإن كل الأطراف تريد وقف النار، فالكل صار متعباً. لكن الإسرائيليين مقيّدون بحسابات الداخل والمساءلة الآتية لحكومة نتنياهو، بينما "حماس" تخشى الدخول في مسار الهدنة، من دون ضمان عدم وقفٍ نهائي للحرب والبحث بحلٍ سياسي.

وعليه، لا يمكن فصل لبنان عن غزة، علماً أن إمكانيات وقف النار في جنوبه ممكنة، في حالٍ واحدة، وهي أن يوافق الإسرائيلي "المُنهَك"، على العودة إلى ما كان الوضع عليه قبل ٧ تشرين.