في خطابه الأخير، وجَّه السيّد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، اتّهامات مباشرة لأهالي جنوب لبنان، محمِّلاً إيّاهم مسؤوليّة الخروقات الأمنيّة لصالح إسرائيل، و ذلك من خلال استخدامهم للهواتف المحمولة و كاميرات المراقبة الشخصية كأدوات للتجسّس. على مدى السنين، أطلقت إسرائيل تهديدات بتحويل لبنان إلى "العصر الحجري"، و يبدو أن نصرالله قد اتّخذ خطوات فعليّة تتماشى مع هذه التهديدات، مستهدفاً أهل الجنوب بإجراءات تعزّز من عُزلتهم التكنولوجيّة كإجراء وقائي لحماية قيادات الحزب.
منذ اندلاع المعارك، أعلن حزب الله تحقيقه انتصارات، مؤكّداً على إضعاف القدرة التجسّسية الإسرائيلية في معركة "العامود"، إلّا أنّ الوقائع تكشف عن زيف هذه الادّعاءات، ممّا يؤكِّد الشكوك حول الإنجازات الوهمية للحزب. يظهر أنّ هناك محاولات من قِبل حزب الله لتحويل الانتباه عن الاتّهامات بالعمالة التي تلاحق عناصره، من خلال توجيه تلك الاتّهامات نحو المدنيّين المستخدمين للتقنيات الحديثة، في مسعى لتشتيت الأنظار عن القضيّة الأساسيّة.
بينما يؤكّد حزب الله على تصميمه على مواصلة القتال ضدّ إسرائيل، فإنّه لا يبدو مستعدّاً لخوض هذه المعركة وفقاً لمعايير العصر الحالي في عام 2024، بل يسعى إلى إعادة الزمن إلى الوراء، إلى عام 1900، في محاولة لضمان تحقيق ما يعتبره شبه نصر.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News