يسود الترقب الحذر بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد بين إسرائيل وحماس، يشمل "تبادل أسرى"، ووقفاً لإطلاق النار، فيما كشفت مصادر لـ"عربي بوست" نقاط الخلاف والاتفاق بشأن الهدنة بغزة.
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الأحد ، إن هناك تقدماً كبيراً في المحادثات، لكن مصادر في حركة حماس أكدت أن أجواء التفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق لا تعبر عن الحقيقة، مشيرة إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يراوغ ويتهرب من تنفيذ أهم مطالب المقاومة".
في 28 كانون الثاني، شهدت باريس محادثات بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومسؤولين كبار من مصر وقطر وإسرائيل، أفضى بـ"إطار باريس"، لكن المفاوضات تعثرت بعد رفض الحكومة الإسرائيلية لمعظم مقترحات حركة حماس على الوثيقة.
في 17 شباط، اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، اسرائيل، بالمناورة والمماطلة بشأن المفاوضات، مشيراً إلى أن المقاومة "لن ترضى بأقل من الوقف الكامل للعدوان، وانسحاب جيش الاحتلال خارج القطاع، ورفع الحصار الظالم، وتوفير المأوى الآمن والمناسب للنازحين والمشردين، بسبب جرائم الجيش الاسرائيلي وعودة النازحين، خاصةً إلى شمال القطاع، ووقف سياسة التجويع الهمجية، والالتزام بإعادة الإعمار".
بالاضافة، عقد مؤتمر في باريس، في 23 شباط 2024، بمشاركة كل من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، للتباحث بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب في قطاع غزة قبل حلول شهر رمضان المبارك في آذار المقبل.
بدورهم، قام الوسطاء بإرسال تعديلات "إطار باريس"، إلى حركة حماس، التي بدورها تقوم بدراستها، وفقاً لمصادر "عربي بوست".
وكشفت مصادر في حركة حماس، لـ"عربي بوست"، ما تم الاتفاق بشأنه بين الأطراف، حول إطار باريس بتعديلاته، والنقاط الخلافية التي تعقد إمكانية التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار قبل حلول شهر رمضان المبارك.
بدورها، تؤكد حركة حماس على مطالب رئيسية، 6 منها تتعلق بالمرحلة الأولى، وهي:
عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، انسحاب آليات الجيش الاسرائيلي من منطقة وادي غزة التي تفصل شمال غزة عن جنوبها، تذليل العقبات أمام إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، تتضمن إدخال 500 شاحنة يومياً، إعادة إعمار كافة مستشفيات قطاع غزة، وإدخال المستلزمات الطبية اللازمة لذلك، إلى جانب إصلاح البنية التحتية، وإدخال وحدات سكنية مؤقتة لأصحاب المنازل المهدّمة، وقف تحليق الطيران الإسرائيلي على مدار الساعة، الإفراج عن نحو 1500 أسير فلسطيني.
أما المطالب الرئيسية التي تشدد عليها الحركة في المراحل التالية تتمثل بـ:
ضمانات بانسحاب آليات الجيش الاسرائيلي بشكل كامل مع نهاية المرحلة الثانية، التزام إسرائيل بإنهاء العدوان، ووقف شامل لإطلاق النار بعد مراحل الهدنة الثلاث، عدم إعادة اعتقال الأسرى المفرج عنهم ضمن إطار الصفقة، على القضايا التي حوكموا فيها سابقاً.
من جهته، شدد الجيش الإسرائيلي، على عدم الموافقة على وقف شامل لإطلاق النار، لكنه رد على مطالب حركة حماس بالتالي:
النظر في المراحل المقبلة بشأن إمكانية عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله. ووافق على عدد الشاحنات المطلوب إدخالها إلى القطاع يومياً، لكنه وضع عبارة "بشكل متناسق" كشرط لذلك، وعلى "إعادة تأهيل" المستشفيات وليست "إعادة إعمارها"، وعلى انسحاب الآليات من الأماكن "المكتظة" فقط، ووقف تحليق الطيران لمدة 6 ساعات يومياً فقط، وعلى الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي في المرحلة الأولى وعلى الإفراج عن أسرى فلسطينيين من أصحاب المحكوميات العالية بواقع (3 مقابل كل مجندة إسرائيلية).
ووفقاً لمصادر في حركة حماس، فإن ما وصل من لقاء باريس الثاني، يتعلق في تفاصيل المرحلة الأولى فقط، مع سقف متدنٍّ ومقيد للطلبات التي تؤكد عليها المقاومة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن لقاء باريس الثاني، لم يتطرق إلى المرحلتين الثانية والثالثة من "إطار باريس"، بل قدمت فيه اسرائيل "تنازلات وهمية" تستخف بمطالب الشعب الفلسطيني المتعلقة بوقف المجاعة والإبادة الجماعية.
اما لقاء باريس الثاني، فتضمن بعض التنازلات الإسرائيلية، وهي:
"السماح بعودة النازحين من النساء والأطفال دون سن 15 عاماً إلى شمال قطاع غزة. ايضا، الإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم أصحاب المحكوميات العالية، وتشير المصادر إلى موافقة اسرائيل على الإفراج عن نحو (10 إلى 13 عن كل أسير إسرائيلي)، أي أكثر من العدد الذي وافق عليه في المقترح الأول. بالاضافة الى، إعادة انتشار الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، وتسهيل وصول المساعدات إلى مناطق شمال غزة".
وذكرت المصادر في حركة حماس، أن "اسرائيل تحاول اقتصار الهدنة على المرحلة الأولى فقط في ظل الحراك المتصاعد من أهالي الأسرى الإسرائيليين".
وأكدت أن "حماس تولي أهمية للتطورات في شمال غزة، ومستويات المجاعة التي وصل إليها الناس، ولذلك تشدد على إدخال المساعدات وزيادة كميتها، دون قيود في المرحلة الأولى".
واتهمت حركة حماس، نتنياهو، بأنه "يراوغ ويهرب من تحقيق أهم مطالب المقاومة الفلسطينية، المتعلقة بـعودة النازحين إلى شمال غزة، وانسحاب الآليات خارج قطاع غزة، ووقف العدوان، وسياسة التجويع، وإزالة العراقيل أمام إعادة الإعمار وإدخال المساعدات وإصلاح البنية التحتية".
و أشارت المصادر إلى أن "الحركة أبلغت الوسطاء، بأنه ما لم تدخل المساعدات إلى شمال غزة، فإنه سيتم تعليق المفاوضات، ولن تتجاوب مع أي حراك في هذا الاتجاه قبل ذلك".
وتشير المصادر إلى أن "إسرائيل، رفضت وساطة روسيا وتركيا، في إطار باريس".
وأوضحت أنها "ردت على "إطار باريس"، بأنها تعتقد أن الولايات المتحدة ومصر وقطر، كدول ضامنة على الاتفاق المحتمل، تعد كافية بالنسبة لها".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News