بانتظار الضوء الأخضر من "حزب الله".. هوكستين لن يفاوض!

"ليبانون ديبايت"

تشي التطورات الميدانية الأخيرة على الجبهة الجنوبية بأيام صعبة، وبدخول هذه الجبهة مرحلةً جديدة من التصعيد، بواقعٍ معاكسٍ لكل السيناريوهات المتداولة التي استندت إلى زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكستين، لتوقع تهدئة وشيكة على إيقاع الهدنة المرتقبة في غزة.

ومن بين هذه السيناريوهات القاتمة منها والتفاؤلية، سيناريو واحد هو الأكثر ترجيحاً وواقعيةً، وينطلق من المعطيات التي تتراكم على الصعيدين، الديبلوماسي المتصل بالضغط الأميركي للتوصل إلى هدنة لأسابيع في غزة، والأمني المتعلق برسم مسار خاص بالوضع في جنوب لبنان يؤمن استقراراً دائماً وليس فقط وقفاً للنار أو هدنة مؤقتة، يليها انسحاب "حزب الله" إلى ما بعد نهر الليطاني.

وفيما تحدث هوكستين عن عدم انسحاب هدنة غزة تلقائياً على جبهة الجنوب، تسرّبت أجواء عن أنه نقل مقترحاً جاهزاً للتهدئة على الحدود الجنوبية خلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، على أن تبدأ المحادثات بشكل جدي حول هذا المقترح، بعد الإعلان عن الهدنة في غزة.

وعلى هذا الصعيد، يوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة "إنيغما" للتحليل العسكري رياض قهوجي، أن "لا أحد يعلم فعلاً ما أبلغه هوكستين للرئيس بري تحديداً" خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت. إلاّ أن المحلل العسكري قهوجي، يكشف ل"ليبانون ديبايت"، أن هوكستين أتى إلى بيروت، ليبلّغ الجهات اللبنانية، جدية وخطورة التهديدات الإسرائيلية، وبأن نافذة الحل الديبلوماسي بدأت تضيق.

في المقابل، يشير قهوجي إلى أن "حزب الله"، لن يفاوض قبل بدء اتفاق الهدنة في غزة، وبالتالي، فإن "كل شيء مجمّد بانتظار هدنة غزة، وعليه، فإن القصف المتبادل سيستمر مع احتمالية التصعيد".

وعن اعتبار هوكستين أن هدنة غزة لن تنسحب تلقائياً على جنوب لبنان، يؤكد قهوجي ذلك، مشيراً إلى أنه بالنسبة للحزب، فإن هذه الهدنة ضرورية حتى يقبل أن يبدأ بمناقشة وقف إطلاق النار في الجنوب.

واستطراداً، يستخلص قهوجي أن الهدنة في جنوب لبنان، غير مطروحة حالياً، وسيستمرّ التصعيد، على الجبهة الجنوبية، بسبب ربطها من قبل "حزب الله" بجبهة غزة.
وعليه، يجزم هوكستين بأن هوكستين لم يبدأ التفاوض بعد، وذلك بانتظار الضوء الأخضر من الحزب.