منذ الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في تشرين الأول الماضي، والذي كان الأكثر دموية في تاريخ البلاد، بدا المستقبل السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قاتما، لكن هذا قد تغير بعد التوترات الأخيرة مع إيران، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
والجمعة، استهدفت ضربات نسبت إلى إسرائيل مواقع عسكرية داخل الأراضي الإيرانية، والتي جاءت ردا على أول هجوم مباشر نفذته طهران على الأراضي الإسرائيلية قبل أكثر من أسبوع.
وتظهر أحدث استطلاعات الرأي أن الفجوة بين الائتلاف الحاكم برئاسة نتانياهو وكتلة المعارضة الرئيسية تقلصت إلى أكثر من النصف منذ تشرين الأول.
ووفق "نيويورك تايمز"، ارتفعت معدلات تأييد نتنياهو إلى 37 بالمئة، أي أقل بواقع 5 نقاط فقط من منافسه الرئيسي، عضو مجلس الحرب، بيني غانتس، وهو أحد أقل الفوارق منذ بداية الحرب في غزة.
لكن لا يزال ائتلاف نتنياهو اليميني يتخلف عن كتلة المعارضة الرئيسية في استطلاعات الرأي، ومن المرجح أن يخسر الانتخابات إذا تمت الدعوة إليها غدا.
ويعزو المحللون جزئيا هذا الانتعاش المحدود في شعبية نتانياهو إلى صراع إسرائيل مع إيران، حيث تقول الصحفية الإسرائيلية وكاتبة سيرة نتانياهو، مازال معلم، "كان هذا أفضل أسبوعا له منذ تشرين الأول. إننا جميعا خائفون من إيران، مع كل القوى النووية التي قد تمتلكها".
وتضيف معلم: "هذا هو السبب الذي يجعلنا نرى بيبي (لقب يشتهر به نتانياهو) يتعافى هذا الأسبوع".
وأدت التوترات مع إيران إلى تحويل بعض الاهتمام الداخلي بعيدا عن إخفاقات نتانياهو في الحرب ضد حماس، كما عززت من نقاط قوته، حسب الصحيفة.
في المقابل، يشكك بعض الإسرائيليين في استراتيجية نتنياهو في غزة، حيث يتهم بإطالة أمد الحرب وتأخير انتقال السلطة إلى قيادة فلسطينية جديدة من أجل منع حكومته من الانهيار، وفقا لـ "نيويورك تايمز".
ولكن الشكوك أقل حول النهج الذي يتبعه نتانياهو تجاه إيران، فعلى الرغم من أن بعض الأجانب يتهمونه بإشعال حرب مع طهران لمصلحته الشخصية، فإنه غالبا ما يُنظر إليه في إسرائيل على أنه يسير بحذر بين إبقاء إيران في مأزق مع تجنب حرب مباشرة.
وقالت معلم: "في إسرائيل، ينظر إليه الناس ويقولون: حسنا، نحن نثق به؛ لأنه لا يخوض مخاطر كبيرة".
ومع ذلك، يقول بعض المحللين، وفق الصحيفة الأميركية ذاتها، إنه لا يزال من السابق لأوانه القول ما إذا كان هذا ينذر بنجاح نتنياهو في الانتخابات المقبلة التي يفترض أن تقام عام 2026.
وقال أنشيل فيفر، الصحفي الإسرائيلي والمشارك في كتابة سيرة نتنياهو: "ما زلت لا أرى أن هذا أسبوع جيد بالنسبة لبيبي. الأمر فقط هو أن لعبة البندول (النواس) تتأرجح قليلا".
وذكر محللون أن الغضب من الإخفاقات الأمنية التي أدت إلى هجوم تشرين الأول، بدأ يتجه ليس فقط نحو نتانياهو، بل نحو القادة السياسيين والعسكريين الآخرين أيضا، وقد يساعده ذلك في الاحتفاظ ببعض الدعم.
ويقول منتقدون للوزير غانتس، وفق "نيويورك تايمز"، إنه فوي إطار جهوده للحفاظ على التضامن في زمن الحرب، "قد فشل في تقديم بيان واضح يمكن لمعارضي نتنياهو أن يلتفوا حول".
وفي حين تضخمت الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة مع استمرار الحرب، إلا أنها لا تزال أصغر مما كانت عليه في ذروتها الربيع الماضي، التي اندلعت بسبب الغضب من الإصلاح القضائي.
وقال فايفر: "الإسرائيليون يريدون أن تنتهي الحرب، ويريدون أن تنتهي بالنصر، ولم يتمكن غانتس حقا من التعبير عن أي فكرة بشأن كيفية حدوث ذلك".
ويعتقد بعض المحللين أن حرب غزة لديها القدرة على إحداث نفس النوع من التصدعات السياسية والاجتماعية في إسرائيل التي أحدثتها حرب يوم الغفران (6 تشرين الأول عام 1973)، وفق الصحيفة.
وأتى رد إسرائيل على الهجوم الإيراني، الجمعة، في خضم الحرب بقطاع غزة، والتي تثير منذ اندلاعها في تشرين الأول الماضي، مخاوف من تصعيد إقليمي.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجمات حماس، التي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
في المقابل، قُتل نحو 34 ألف شخص في قطاع غزة، أغلبهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في غزة، إثر العمليات العسكرية الإسرائيلية.
لكن وبينما تستمر الحرب في غزة، قد يكون الناخبون حذرين من الاحتجاج بأعداد كبيرة ضد نتانياهو، والمخاطرة بتقويض المجهود الحربي، كما تقول معلم.
وتضيف: "يدرك الجمهور أننا في حرب كبيرة وأن هذا ليس الوقت المناسب لإجراء انتخابات جديدة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News