اقليمي ودولي

الحرة
الجمعة 17 أيار 2024 - 21:16 الحرة
الحرة

استراتيجيةٌ يعتمدها نتنياهو للبقاء في السلطة!

استراتيجيةٌ يعتمدها نتنياهو للبقاء في السلطة!

رغم كل الضغوط الدولية والأميركية ومطالب عائلات الرهائن وحلفائه السياسيين، اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تهدئة اليمين المتشدد في حكومته خوفا من انتخابات مبكرة تشير الاستطلاعات إلى أنه قد يخسرها.

ويترأس نتنياهو، الذي يقضي ولايته السادسة رئيسا للوزراء، إحدى أكثر الحكومات الائتلافية ميلا لتيار اليمين في إسرائيل. وهو واحد من ثلاثة في حكومة الحرب لديهم حق التصويت على استراتيجية الحرب في غزة.

لكن نهجه في إدارة الحرب يثير الإحباط لدى حلفائه، وفق تقرير من صحيفة "وول ستريت جورنال"، إذ تريد الولايات المتحدة وقفا مؤقتا لإطلاق النار، ويريد مسؤولو الأمن الإسرائيليون، بمن فيهم وزير الدفاع، خطة لمن سيحكم غزة بعد الحرب. وعائلات الرهائن تريد رؤية أحبائها في المنزل.

وطلب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، علانية من نتنياهو، إعلان استراتيجية واضحة "لليوم التالي" في غزة، في ما يكشف عن انقسامات عميقة في مجلس الوزراء حول الأهداف الاستراتيجية للحرب.

تفجّر انقسام جديد بين أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي،بعد أن وجه وزير الدفاع يوآف غالانت تحديا صريحا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لوضع خطط لـ "اليوم التالي" للحرب في غزة، متعهدا بمعارضة أي حكم عسكري إسرائيلي طويل الأمد للقطاع الفلسطيني المدمر.

لكن العقبة التي تقف دون تحقيق نتنياهو لهذه المطالب هي حاجته لاسترضاء وزيرين من اليمين في حكومته لا يعرف اسميهما خارج إسرائيل، وفق الصحيفة.

والأول هو وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وهو من المستوطنين بالضفة الغربية ويرأس حزب القوة اليهودية اليميني المتشدد.

ويعارض بن غفير، قيام دولة فلسطينية ويدعو إلى حل حكومة السلطة الفلسطينية المؤقتة التي تشكلت في التسعينيات.

والثاني هو وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، هو مستوطن في الضفة الغربية يرأس حزب الصهيونية الدينية المتشدد ويعارض إقامة دولة فلسطينية.

ويضغط سموتريتش، على نتنياهو للمضي قدما في الهجوم الإسرائيلي حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن هدنة مع حماس تشمل إطلاق سراح الرهائن.

بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على الحرب في غزة، طلب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، علانية من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إعلان استراتيجية واضحة "لليوم التالي" في غزة، في ما يكشف عن انقسامات عميقة في مجلس الوزراء حول الأهداف الاستراتيجية للحرب.

ويشغل حزبا بن غفير وسموتريتش معا 14 مقعدا فقط في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا. ومع ذلك فهم يتمتعون بقوة هائلة.

وقد أوضح بن غفير وسموتريتش أنهما سيغادران الائتلاف الحاكم إذا استسلم نتنياهو لمطالب الولايات المتحدة، وهي خطوة من شبه المؤكد أنها ستؤدي إلى انهيار الحكومة وفرض انتخابات جديدة.

وتظهر استطلاعات الرأي أن نتنياهو سيهزم إذا أجريت الانتخابات الآن وسط فوضى الحرب، وفق تقرير الصحيفة.

وبن غفير وسموتريتش قد يخسران أيضا السلطة في أي انتخابات جديدة، كما تظهر استطلاعات الرأي، لكن خوف نتنياهو أكبر، ولا يرغب في أن ينسحبا من ائتلافه وإطلاق انتخابات مبكرة، وفق مايكل كوبلو، كبير مسؤولي السياسة في منتدى السياسة الإسرائيلية، وهو مركز أبحاث في واشنطن يدافع عن حل الدولتين.

وقال مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة في عهد نتنياهو، إن رئيس الوزراء أصبح يعتقد أن بقاء إسرائيل مرتبط ارتباطا جوهريا ببقائه. هذا الاعتقاد "يمكنه من تحمل ضغوط هائلة".

وقال نتنياهو إن خصومه هم الذين يمارسون ألعابا سياسية خلال الحرب من خلال التفكير في طرق لإجراء انتخابات. وقال إنه يركز فقط على تحقيق "نصر كامل" ضد حماس وإطلاق سراح الرهائن، وهو هدف يقول إنه لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الضغط العسكري.

لكن الإحباط من نتنياهو يتزايد داخل حكومته، و الأربعاء، انتقده وزير الدفاع، وهو أيضا مثل نتنياهو عضو في حزب الليكود، لعدم وجود خطة لغزة ما بعد الحرب ودعا السلطة الفلسطينية إلى الإشراف على القطاع، وهو ما يعارضه رئيس الوزراء.

ومثلت انتقادات غالانت لرئيس الوزراء انعكاسا لمطالبات الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، التي تسعى إلى استغلال الحرب في منح دور للسلطة الفلسطينية المدعومة دوليا.

ويرفض نتنياهو هذا، ويصف السلطة الفلسطينية بأنها كيان عدائي، وكرر هذا الموقف في رده على تصريحات غالانت.

قال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي، إنه "غير مستعد لاستبدال حماستان بفتحستان"، في رد على ما يبدو على وزير دفاعه، يوآف غالانت، الذي وجه انتقادات لاذعة له أيضا، الأربعاء، معلنا رفضه أي حكم إسرائيلي لقطاع غزة بعد الحرب.

ومعارضة نتنياهو لإدارة السلطة الفلسطينية لغزة يشاركها الكثيرون داخل إسرائيل، إذ أن ملء فراغ السلطة في غزة الآن يعني إغلاق الباب أمام إعادة بناء المستوطنات في غزة، وهو هدف بن غفير وسموتريتش.

وكان الرجلان من أشد المؤيدين لحركة الاستيطان ويعتبران قرار إسرائيل بمغادرة غزة في عام 2005 خطأ فادحا. و تعتبر معظم الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وتتعارض كل مطالب الرئيس جو بايدن تقريبا مع المتشددين في حكومة نتنياهو. إذ أن بن غفير وسموتريش يعارضان إنهاء الحرب. ويريدان أن تكون إسرائيل أكثر عدوانية في حملتها العسكرية وليس أقل رغم كل التحذيرات، وفق التقرير.

وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية سبق أن أصدر مسؤولون كبار في جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) تحذيرات مماثلة لنتنياهو مؤخرا.

ووسط كل هذه الانقسامات العميقة في مجلس الوزراء حول الأهداف الاستراتيجية للحرب، تتوعد إسرائيل بتكثيف هجومها البري في رفح رغم المخاوف الدولية بشأن مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة