"ليبانون ديبايت"- فادي عيد
يكثر الحديث عن الموقف الأميركي والدور الذي يقوم به الموفد الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن آموس هوكستين، على خط التهدئة وتطويق مناخات التوتر القصوى التي سادت غداة القصف الذي تعرّضت له بلدة مجدل شمس في الجولان، وسقط بنتيجته عشرات الأطفال بين ضحايا وجرحى.
وفيما تختلط المعلومات والتهديدات التي تُطلَق من أكثر من مصدر محلي وخارجي حول طبيعة الردّ على عملية مجدل شمس، فإن مصدراً ديبلوماسياً يكشف عن أن أي ردّ إسرائيلي على أي استهداف من قبل "حزب الله"، قد حصل خلال الأشهر التسعة الماضية، كان يتم عبر الغارات والقصف المدفعي أو من خلال عمليات الإغتيال بالطائرات المسيّرة، ولذلك، فإن هذه المعادلة ثابتة، وأي ردّ لن يخرج عن حدودها.
وبالتالي، فإن ما يختلف في مشهد الردّ اليوم هو في جغرافية ونوعية وطبيعة الضربة المتوقّعة، حيث أن الموقف الأميركي يحضر بقوة في التطورات الدراماتيكية المرتقبة، خصوصاً وأن تضارباً واضحاً يسجّل في ردود الفعل الإنفعالية التي تظهر في كل بيانات وتصاريح الكيان الإسرائيلي.
وبحسب المصدر الديبلوماسي نفسه، فإن ضغطاً من عواصم القرار الغربية، وليس فقط من واشنطن، يسجّل منذ أكثر من 24 ساعة على إسرائيل، للحؤول دون أي ردّ، والإبقاء بالتالي على "إمكانية" للردّ لدى إسرائيل، وليس الردّ السريع والمباشر الذي قد يكون غير محسوب، ويؤدي إلى انفلات الوضع.
وخلافاً لكل ما هو متداول، وبغض النظر عن التصريحات الإسرائيلية حول الردّ المرتقب والسيناريو الذي سيعتمد، فإن المصدر الديبلوماسي، يؤكد أنه في حال حصل هذا الردّ، فإن الضربة الإسرائيلية ستكون شديدة وموجعة وغير محدّدة من حيث جغرافيتها، ولكنها إنتقائية، إنما من ضمن قواعد الإشتباك، مع فارق أن الخطورة تبقى في أن الهدف الإسرائيلي يكمن في تأمين الإخراج المناسب للإنتقال إلى مرحلة التفاوض.
وعليه، فإن التركيز عبر الإتصالات الديبلوماسية الجارية، بحسب المصدر نفسه، هو على العمل بشكل جدي من أجل تنفيس الإحتقان، سيما وأن النفي الصادر عن "حزب الله" كان سريعاً لجهة رفضه المزاعم الإسرائيلية بمسؤوليته عن صاروخ مجدل شمس. وبالتالي، فإن المسعى الدولي يرتكز على هذا الموقف من أجل تجاوز "القطوع" الأمني في الساعات المقبلة، خصوصاً وأن إسرائيل بارعة في استخدام الذرائع والتخطيط لها، وللبنان أكثر من تجربة في هذا المجال، أبرزها في العام 1982، عندما اغتيل سفيرها في لندن، وكانت الذريعة لاجتياح لبنان.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News