"ليبانون ديبايت"
توازن الرعب الذي بدأ يتلمسّه اللبنانيون أخيراً، قد بلغ الحافة القاتلة في ضوء الهجمة الديبلوماسية التي شهدتها بيروت، وأعادت إلى الواجهة "استعادات سوداء" لحقبات تاريخية سبقت الحروب والإجتياحات الإسرائيلية. ويقرأ الكاتب السياسي والمحلل نبيل بومنصف، في تدفّق الموفدين في الأيام الماضية، إنعكاساً لمدى استشعار عواصم القرار الغربية والعربية، لخطورة موقع لبنان إذا حصل أي تدهور عسكري، لأنهم يعتبرون جميعاً، إنه في حال وقع الإنفجار الكبير، فهو سيبدأ من الساحة اللبنانية.
ويلاحظ المحلل بومنصف بأن عراضة "حزب الله" بالأمس تدل على هذه المعادلة، فيما قصف إسرائيل كفركلا بالقنابل الثقيلة، أوحى بأنها تستهدف شبكة أنفاق، فأتى الرد من الحزب بأن الأنفاق موجودة ولن تتمكن إسرائيل من استهدافها، وهذا الامر يعني أن الطرفين يستعدان للحرب.
وبالنسبة لتدفق الموفدين الديبلوماسيين إلى بيروت، فيكشف بومنصف بأنهم على قناعة وإدراك تام، بأن نقطة الخطر الرئيسية ومركز التفجير في المنطقة هو في لبنان، فلذلك فإن "تدفقهم يثير الخوف" خصوصاً وأنهم لا يحملون الحلول، بل على العكس فهم يحذرون فقط، لأن كل الحلول موجودة في مكان واحد وهي مفاوضات الدوحة.
وبرأي بومنصف، فإن الأجواء تتجه إلى التشاؤم في مفاوضات الدوحة وما من اختراقات مرتقبة حتى اللحظة.
وعن "الإستعادات السوداء"، يقول بومنصف بأن مشهد الموفدين، يعيد اللبنانيين إلى حقبات سبقت الأحداث الكبرى والحروب التي شهدها لبنان، والتي تشبه ظروفها، ظرف لبنان الحالي، ولكن هذه المرة الوضع أخطر بسبب ميزان التسلح الذي بات أكبر وبالتالي الكلفة اللبنانية ستكون قاتلة لأن القذائف التي تستخدمها إسرائيل والصواريخ التي عرضها "حزب الله"، هي عوامل تؤشر إلى "مشهدية مخيفة أضعافاً عن السابق".
وعن مهمة الموفد الأميركي آموس هوكستين، يقول بومنصف إنه لم ينقل أي تحذيرات، بل "أفهم الجميع بأنه من المهم التعويل على مفاوضات الدوحة وتقطيع المرحلة، كما أنه حضّر للجو السياسي في حال حصل اختراق، لكنه لم يضع أي بنود على الطاولة أو أي حلول، لأنه يدرك جيداً أن فشل مفاوضات الدوحة سيؤدي إلى انفجار كبير".
لذلك، يرى بومنصف، أن لبنان "مربوط بشكل قسري وقاهر اليوم بالمفاوضات في الدوحة بعدما كان مربوطاً بالحرب في غزة، وما بينهما، الرد الإيراني المنتظر ورد حزب الله المعلقين راهناً، ما يجعلنا من دون أفق ولا نعلم إلى أين نتجه، مع العلم أن هذه الضبابية لا تقتصر فقط على لبنان ولكنه الحلقة الأضعف لأنه يعيش استنزافاً حربياً والجنوب مدمر وفي الداخل أزمة مؤسسات وانهيار اقتصادي ومالي".
فالجبهة اللبنانية يؤكد بومنصف، هي وحدها من يدفع الكلفة والأثمان الغالية بعد الجبهة الفلسطينية، فيما الجبهات تدعم غزة من بعيد، ودول محور إيران تمثل بأنها تقوم بالدعم، كما أن الدول العربية لا تسمع بالحرب.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News