اقليمي ودولي

الثلاثاء 01 تشرين الأول 2024 - 01:59

هل ينهار "محور المقاومة" الإيراني تحت وطأة الهجمات الإسرائيلية؟

هل ينهار "محور المقاومة" الإيراني تحت وطأة الهجمات الإسرائيلية؟

نشرت شبكة "إن بي سي" الأميركية تقريرًا سلط الضوء على الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت "حزب الله" ووكلاء إيران في المنطقة. وأفاد التقرير أن إسرائيل ألحقت أضرارًا غير مسبوقة بما يُعرف بـ"محور المقاومة" الإيراني، مما وضع إيران أمام معضلة استراتيجية غير مسبوقة.

على مدار عقود، اعتمدت إيران على "حزب الله" اللبناني ووكلاء آخرين في المنطقة كخط دفاع أول في مواجهة خصومها الإقليميين، خاصة إسرائيل. إلا أن مسؤولين استخباراتيين ومحللين أميركيين أكدوا أن الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة، التي استهدفت كبار قادة "حزب الله" وشبكاته اللوجستية، قد ألحقت أضرارًا جسيمة بأمن الحزب الداخلي، بل ونجحت في اغتيال زعيمه البارز، حسن نصر الله، وهو ما اعتبر ضربة قاصمة للنفوذ الإيراني في لبنان.

بحسب تقرير "إن بي سي"، دمرت الهجمات الإسرائيلية شبكة اتصالات "حزب الله" ومستودعات أسلحته، مما أثار حالة من الفوضى داخل هيكله القيادي. فقد قُتل معظم قادة الحزب، الأمر الذي وضع مشروع إيران الإقليمي تحت ضغط شديد. وأكد مسؤولون أميركيون أن إيران الآن تواجه تحديًا في كيفية الرد دون تعريض نفسها لمزيد من الانتكاسات.

وتعتمد إيران على وكلائها مثل "حزب الله" لتوسيع نفوذها في المنطقة دون الدخول في مواجهة مباشرة مع خصومها مثل إسرائيل والولايات المتحدة. وقد زودت طهران "حزب الله" بترسانة كبيرة من الصواريخ والأسلحة، لكن الرد الإسرائيلي الأخير أظهر أن إيران قد قللت من تقدير قوة رد إسرائيل على الهجمات التي أطلقتها حركة "حماس" في أكتوبر 2023.

الخبير في شؤون الإرهاب بروس هوفمان، الأستاذ بجامعة جورج تاون، أشار إلى أن حسابات إيران و"حزب الله" تمزقت بالكامل بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة. وأضاف هوفمان أن إسرائيل استعادت قوتها الردعية التي فقدتها بعد هجوم "حماس" في أكتوبر الماضي، حيث انتقلت الاستخبارات الإسرائيلية بنجاح إلى استهداف "حزب الله" بعد إلحاق أضرار كبيرة بـ"حماس" في غزة.

رغم الهجمات الإسرائيلية المستمرة على "حزب الله"، أظهرت إيران عجزها وربما عدم رغبتها في حماية حلفائها بلبنان. ووفقًا لضباط استخبارات سابقين، فإن هذه الإخفاقات قد تثير تساؤلات بين مقاتلي الجماعات المدعومة من إيران حول مدى موثوقية طهران كراعٍ وحليف.

وأشار مارك بوليميروبولوس، المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، إلى أن إيران قد تلجأ إلى تنفيذ هجمات خارجية ضد أهداف سهلة مثل السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف أنحاء العالم، كبديل عن المواجهة المباشرة مع إسرائيل.

بالنسبة لإيران، هناك معضلة كبيرة في كيفية التعامل مع الوضع الراهن. فإذا اختارت الرد بقوة، قد تجد نفسها في مواجهة شاملة مع إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى كارثة على الصعيدين العسكري والدبلوماسي. من ناحية أخرى، إذا امتنعت عن الرد، قد تبدو ضعيفة في نظر حلفائها وتفقد نفوذها في المنطقة.

وذكر كريم سجادبور، المحلل البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام، أن المرشد الإيراني علي خامنئي يواجه تحديًا كبيرًا: "إذا لم يرد بقوة، فإنه يخاطر بفقدان ماء وجهه، وإذا رد بشكل مفرط، فقد يعرض النظام بأكمله للخطر."

وفي ختام التقرير، أشار نورمان رول، الذي عمل لمدة 34 عامًا في وكالة المخابرات المركزية، إلى أن إيران ستسعى إلى إعادة بناء "حزب الله" وتعزيز صفوفه بعد الخسائر الفادحة التي تعرض لها. وعلى الرغم من الضربات، ما زال الحزب يحتفظ بقوته في لبنان، ويظل يمثل تهديدًا كبيرًا في المنطقة.

لكن مع غياب القيادات الرئيسية وظهور فوضى في عمليات صنع القرار داخل الحزب، يظل مستقبل "حزب الله" غير واضح، فيما يبقى السؤال الرئيسي هو مدى استعداد القوات المسلحة اللبنانية أو أي جهة أخرى لملء الفراغ الذي قد يتركه الحزب في الساحة اللبنانية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة