"ليبانون ديبايت"
مع عودة الإهتمام الدولي بلبنان من خلال الحراك الأميركي والإقليمي، يتوقف الخبير العسكري الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب بشكلٍ خاص، عند زيارة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات المصرية حسن رشاد على رأس وفد أمني، والتي تأتي في إطار استكمال ونقل نتائج ما جرى في قمة شرم الشيخ، حيث أن "غزة لم تكن وحدها في قمة شرم الشيخ بل المنطقة كلها".
وفي حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، يوصّف العميد ملاعب الحالة الأمنية والوضع "على الأرض" اليوم، فيعتبر أن إسرائيل لن تستطيع الدخول في معركة ضد "حزب الله"، مشيراً إلى أن إسرائيل التي وضعت نصب عينيها القضاء على حركة "حماس"، وشنّت عدواناً بدعمٍ خارجي على مدى سنتين لتحقيق ذلك، ولكن بعد وقف النار، ظهرت حماس فوق الأرض موجودة، واضطر الإسرائيلي أن يشترط في اتفاق وقف النار، بأن يتمّ تسليم الرهائن والجثث من دون عراضة عسكرية.
ويؤكد ملاعب أنه رغم الغارات الجوية والقنابل الإرتجاجية الحديثة، فشلت إسرائيل في إنهاء أسلحة الحزب النوعية، كما أنها واجهت مقاومةً خلال عدوان ال46 يوماً على لبنان، ما يجعل من الصعب عليها أن تقوم بأي عمل عسكري بري في الجنوب.
أمّا على صعيد الوضع الدبلوماسي، فيرى ملاعب أن الأميركي تدرّج بالضغط على لبنان، من الحديث على لسان توم برّاك بأنه إن لم يستجب لبنان بنزع سلاح "حزب الله"، فإن إسرائيل جاهزة لنوعه بنفسها، إلى كلام مستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس، بأن لبنان يتأخر في تنفيذ ما تعهد به، وبالتالي فإن "التأخير شيء وعدم التنفيذ شيء آخر".
بالمقابل، يشير ملاعب إلى أن ما يحصل على الأرض من قبل لجنة مراقبة وقف النار ليؤكد أنها "ترعى إطلاق النار وليس وقف النار، لأن إسرائيل حتى العام 2006 كانت تتبع استراتيجية تقول بأن أمنها هو على حدودها، لكنها بعد عملية حزب الله في العام 2006 غيّرت استراتيجيتها وباتت تعتبر الحزب تهديداً استراتيجياً وليس أمنياً أي أن إسرائيل أصبحت تعتبر أن حمايتها تكون من خارج الحدود وليس من الحدود، ولذلك تحاول أن تتدخل في سوريا واليمن ومستقبلاً في العراق، كما تفعل في لبنان".
والمؤسف في هذا الواقع، كما يقول ملاعب إن الولايات المتحدة تتماهى مع الإستراتيجية الإسرائيلية وترفض وجود الحزب المسلح في لبنان.
إلى هذا الحدّ، يشدد ملاعب على أن لبنان "كيان لديه استراتيجيته الخاصة ويرفض الإملاءات الخارجية، وقد اتخذ موقفاً وطنياً واحداً بالجلوس على طاولة لجنة الميكانيسم فقط وبحث كيفية خروج الإسرائيلي من أرضنا مقابل العودة إلى اتفاقية الهدنة وليس كما يقوله توم براك عن التفاوض مع إسرائيل حول كيفية إنهاء سلاح الحزب وليس عن انسحاب إسرائيل، وهو ما يرفضه أي لبناني".
ويؤكد ملاعب أن "لبنان التزم بما تعهّد به وقدم قائد الجيش وثيقة تعهد فيها بحصر السلاح وإنهاء المهمة نهاية العام الجاري في جنوب الليطاني على أن ينتقل بعدها إلى باقي المناطق، وذلك في ظل إمكانات ضعيفة، ومهام استجدّت عليه بالنسبة لأمن المخيمات ومكافحة المخدرات وصناعتها وحماية الحدود والإنتشار على الحدود الدولية".
ويلفت ملاعب إلى إشادة قائدة لجنة "الميكانيسم" بأداء الجيش وحرفيته بعد تقريره حول اكتشافات قام بها في الجنوب.