"تفنيدٌ" للأوضاع الميدانية على الحدود الجنوبية

نشر مراسل قناة "المنار" علي شعيب تقريراً حول الأوضاع الميدانية على الحدود الجنوبية، حيث أوضح أن البلدات الجنوبية المحاذية للحافة الأمامية عند الحدود مع فلسطين المحتلة هي مناطق تقع تحت رقابة أكثر من 40 موقعاً عسكرياً إسرائيلياً، مجهزة بقدرات قتالية ودفاعية وتجسسية عالية، وتتموضع على مرتفعات تسيطر بالكامل على تلك البلدات وما حولها.

وذكر شعيب أن هذه البلدات، ومنذ بداية عملية "طوفان الأقصى"، تعرضت على مدار عام كامل لقصف جوي ومدفعي كثيف وغير مسبوق أدى إلى تدمير العديد من مرافق الحياة فيها.
وأضاف أن هذه البلدات تعيش ظروفاً قاسية نتيجة التحليق المستمر للطائرات الحربية والمسيرات، حيث بات كل شيء يتحرك فيها هدفاً للغارات الجوية المتواصلة.

ومع بدء العدوان الجوي على لبنان، كثف العدو الإسرائيلي غاراته التدميرية على تلك البلدات، قبل أن يبدأ في الدفع بآلاف الجنود ومئات الدبابات والجرافات العسكرية للتوغل البري. ولفت شعيب إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على غطاء ناري هائل يتضمن عشرات الغارات الجوية ومئات القذائف المدفعية قبل محاولة التوغل، حيث تتقدم الجرافات والدبابات لتدمير الأحياء القريبة من الحدود، ثم تختبئ قرب مواقع قوات اليونيفيل بعد مواجهات مباشرة مع المقاومة.

وأشار إلى أن العدو يلجأ عند دخوله البلدات الحدودية إلى تدمير المنازل ودور العبادة والمرافق العامة بشكل ممنهج، خوفاً من عمليات التصدي المتواصلة من قبل المقاومة. وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، أوضح أن المقاومة توجه ضربات مؤثرة للقوات الغازية، وهي لا تتصرف كجيش نظامي بل كمقاومة تستهدف تحركات العدو وتمنعه من تحقيق أهدافه.

وأكد أن الجيش الإسرائيلي، رغم مرور 16 يوماً على العدوان البري، لم يتمكن من السيطرة على أي قرية حدودية بالكامل. وأشار إلى فشل محاولات الاحتلال في ضرب قدرات المقاومة الصاروخية وإيقاف العمليات الهجومية، حيث لا تزال الجبهة تشهد كثافة نارية غير مسبوقة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية وقواعدها العسكرية وصولاً إلى ضواحي تل أبيب.

واختتم شعيب تقريره بالتأكيد على أن المقاومة ماضية في إسقاط أهداف الاحتلال، مستمدة قوتها من إيمان رجالها وصمود شعبها، موجهةً ضربات قاسية للعدو الذي لم يتمكن حتى الآن من تحقيق أي من أهدافه المعلنة.