اقليمي ودولي

placeholder

الحرة
السبت 19 تشرين الأول 2024 - 17:00 الحرة
placeholder

الحرة

مرحلةٌ حرجة... صراع حمساوي بين الجناح الإخواني والتيار الإيراني

مرحلةٌ حرجة... صراع حمساوي بين الجناح الإخواني والتيار الإيراني

عندما أضرم التونسي محمد البوعزيزي النار في نفسه في كانون الثاني 2011، لم يكن في حسبانه أن ما فعله سيضع حركة "حماس" على مفترق طرق. فقد أطلقت احتجاجات "الربيع العربي" التي أشعلها البوعزيزي شرارة تغييرات واسعة في العالم العربي، مما ترك أثراً كبيراً على بنية "حماس".

اندلعت انتفاضة شعبية في سوريا في آذار 2011 ضد نظام الرئيس بشار الأسد، مما أدى إلى توتر العلاقة بين "حماس" والنظام السوري. أعلن قادة الحركة، وعلى رأسهم خالد مشعل وإسماعيل هنية، دعمهم للمعارضة السورية ودعوا إلى تغيير النظام. في تلك الفترة، قال هنية: "نستبشر كل الخير بهذا الربيع وهذه الثورات وبهذه النهضة لهذه الشعوب الإسلامية العربية المباركة".

كانت قيادة "حماس" قد استقرت لسنوات في العاصمة السورية دمشق، بعد طردها من الأردن في 1999. لكن في كانون الثاني 2012، نقل خالد مشعل مقر الحركة إلى الدوحة، ما أظهر بوضوح تدهور العلاقات مع النظام السوري. ورد بشار الأسد على هذه الخطوة لاحقاً واصفاً موقف "حماس" بـ "الغدر" في مقابلة تلفزيونية.

لم يقتصر هذا الشرخ على العلاقة مع دمشق، بل انسحب أيضاً على محور "الممانعة" بقيادة إيران. وداخل "حماس" نفسها، ظهرت انقسامات بين تيارين، الأول يدعم "الربيع العربي" وتقوده قطر وتركيا، والثاني يميل إلى محور إيران و"حزب الله" الداعمين للأسد.

موسى أبو مرزوق، نائب قائد الحركة آنذاك، علق على موقف "حماس" من الأزمة السورية بالقول إن "الإيرانيين غير راضين عن موقفنا". وبرزت هذه الخلافات أكثر عندما انتقد محمود الزهار، القيادي في "حماس" في قطاع غزة، خروج قيادة الحركة من سوريا، واصفاً القرار بأنه فردي وليس جماعياً.

كما عبر محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، عن موقف مغاير في رسالة إلى "حزب الله"، مشيراً إلى ضرورة تجنب استنزاف الأمة وتبديد طاقاتها.

حسب دراسة الباحث عقل محمد أحمد صلاح، فإن هذه المرحلة كانت حساسة بالنسبة لقيادة "حماس"، حيث شهدت تبايناً واضحاً بين مواقف قيادات الداخل والخارج، وتحديداً بين محمود الزهار في غزة وخالد مشعل المقرب من قطر وتركيا.

وفي كانون الأول 2014، رفضت طهران استقبال مشعل بسبب موقفه من الأزمة السورية، لكن ذلك لم يوقف التمويل الإيراني بالكامل، حيث واصلت إيران دعم الأنشطة العسكرية لـ "حماس"، بينما تأثر تمويل الأنشطة السياسية.

مع اغتيال يحيى السنوار، الذي خلف إسماعيل هنية في قيادة الحركة بعد اغتيال الأخير في طهران، عاد الشرخ الداخلي إلى الواجهة. السنوار كان محسوباً على التيار الإيراني في الحركة، فيما كان هنية أقرب إلى تيار الإخوان المسلمين المدعوم من قطر وتركيا.

هذا التباين الداخلي يُعتبر تحدياً رئيسياً لحركة "حماس" اليوم، في ظل تنافس التيارات على إدارة دفة القيادة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة